برعاية وحضور معالي وزير الثقافة القاضي محمد المرتضى، وبدعوة من سفارة دولة فلسطين في لبنان والرابطة الثقافية في طرابلس، وبمناسبة الذكرى الـ "76" لنكبة فلسطين، أحيت فرقة عشاق الأقصى للأغنية الوطنية اليوم الوطني الثقافي الفلسطيني على مسرح الرابطة الثقافية في مدينة طرابلس يوم الأحد ١٢-٥-٢٠٢٤، بحضور معالي اللواء أشرف ريفي، وممثل سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور، مصطفى حمادي ممثل سفير تونس في لبنان السيد بوراوي الامام، والقنصل المحامي محمد هرموش، ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق ممثلاً بالأستاذ أحمد البدوي، وسعادة نقيب الإطباء الدكتور محمد صافي، وممثل نقابة محرري الصحافة اللبنانية الزميل أحمد درويش، ورئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، وأمين سر وأعضاء حركة "فتح" شعبة طرابلس، وممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية في الشمال، والروابط الاجتماعية، والمؤسسات الكشفية والمدنية الفلسطينية، وممثلي الهيئات النقابية والحزبية والثقافية والاجتماعية والكشفية اللبنانية، وصحفيين وإعلاميين.
بدايةً، تمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين ولبنان.
كلمة رئيس الرابطة الثقافية الصحافي د. رامز الفري جاء فيها: "سماء فلسطين ولّادة النسور الملتحفة بغيوم الشرق العربي المارد، سماؤها ليست معبرا لغيوم الصيف المراهقة بل تلك المسكونة بفرسان تنهمر رطبا لارضها وِرواء القمح العربي وفي ملاقاة عدوها هي طيور أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، كما الإخبار القرآني الحكيم حيث فلسطين في قصص الأنبياء، وحيث فلسطين المهد والمسری والأقصى والحرم الابراهيمي".
وأشار إلى عمر النكبة الفلسطينية، مؤكدًا أن فلسطين عربية وستبقی، وأنها القضية وستبقی، وأنها أراجيح الشهداء وستبقی، وأنها الكابوس في ليل صهيون وستبقی.
فلسطين أيقونة العرب وقدسها عاصمة العالم وشبابها الاشاوس في معظمهم لا يكبرون لأنهم قدموا أعمارهم مهر العودة، والمفتاح النحاسي ما زال معلقًا ميدالية تتوارثها الأجيال حتی صناعة الباب من جديد من أحد أبواب المسجد الاقصی.
وتابع: إن "المعجزات التي يصنعها الشعب الفلسطيني أذهلت العالم الذي حشد كل حداثة سلاحه لإسقاط منظومة الدفاع عن تراب فلسطين فسقط في فخ الشجاعة والبطولة الاسطورية، ونحن شعوب العرب من حملة الاقلام والرايات وحملة الخط العربي لدواوين فلسطين، وفي هذه الذكری وما تلاها نشيدنا (إلی فلسطين خذوني معكم) فملامح النصر الآتي وعدًا وحقًا في كل نفس عربي وفي إنتماء لا يباع" .
تلاه كلمة سفارة دولة فلسطين في لبنان ألقاها الأخ مصطفى حمادي، حيث قال: "أحييكم بصمود شعبنا الفلسطيني في غزة هاشم والضفة الأبية والقدس الشريف، ويسعدني أن أنقل لكم تحيات سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور، حاملاً إليكم أسمى آيات الشكر والتقدير على هذه المبادرة الكريمة من طرابلس العروبة إحياءً للذكرى السادسة والسبعين للنكبة الفلسطينية وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أصالة وعروبة هذه المدينة العريقة، وأن أبناءها الذين تقاسمنا معهم رغيف الخبز وامتزجت دماؤنا بدمائهم كانوا وما زالوا مستعدين لبذل الغالي والنفيس دعماً للحق الفلسطيني ودفاعًا عن القضية المركزية الأولى فلسطين".
ثم أشار إلى الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدو منذ نكبة ال١٩٤٨ دون أن يأبه لا لقرارات دولية ولا لشرائع سماوية ولا لأنظمة عربية ولا إسلامية، مؤكدًا أن بنك أهدافه شلالات دماء بحق الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين واستهداف الاطباء والمسعفين والصحافيين وقصف المدارس والمستشفيات ودور العبادة.
وأضاف: "ما زلنا ننتظر موقفا دوليًا حاسمًا يوقف هذه الحرب البربرية على أهلنا وشعبنا في فلسطين".
وتابع: "٧٦ عامًا على النكبة، و٢٢٠ يومًا على حرب الإبادة الجماعية على غزة، وشلال الدماء يروي تراب فلسطين، وسنبقى صامدين متجذرين في أرضنا، وسنقيم دولتنا الفلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
كما طالب حمادي، أحرار العالم والمجتمع الدولي للتدخل الفوري والعاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية ولتطبيق القرارات الدولية للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وحق أهلنا في أن يعيشوا على أرضهم التاريخية بحرية وأمان كباقي شعوب العالم.
وأشار إلى صمود الشعب الفلسطيني، الذي يسطر أنبل صفحات المجد والتحدي وأقدس آيات العز والصمود ونموذجًا يروي مدى تعلق الفلسطينيين بأرضهم، مؤكدًا التمسك بالأرض حتى كنس الإحتلال عن أرضنا التاريخية.
وأعرب عن الفخر والاعتزاز بصمود شعبنا الأبي البطل في غزة خط الدفاع الأول عن الأمتين العربية والإسلامية، موجهًا التحية إلى الشعب اللبناني الشقيق على مواقفه الوطنية والقومية المساندة والمناصرة للشعب الفلسطيني.
وختم بتحية ملؤها الفخر والاعتزاز للمنظمين والمشرفين والراعين لهذه الفعالية، وقوفًا إلى جانب شعبنا الفلسطيني.
تلاه كلمة راعي الحفل وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، الذي قال: "لأننا اليوم واقفون على منبر خطابة وأغنيات، لنؤكِّدَ فعل المقاومة لا سيّما الثقافية ضد العدو المغتصب، لا أتمالكُ صوتي من أن يردِّدَ على مسامعِكم، عن أولئك المقاومين الأبطال في غزة الصامدة وجنوبنا الأبيّ، شهداءَ كانوا أم مشاريع شهادة، هذا المقطعَ الشعريَّ لتوفيق زَيّاد:
أناديكم، أشدُّ على أياديكم، أبوسُ الأرضَ تحت نعالِكم، وأقولُ: أفديكم، وأُهديكم ضِيا عَيْني، ودفءَ القلبِ أعطيكم، فمأساتي التي أحيا، نصيبي من مآسيكم..
لكن الحقيقة أن مآسي الأرضِ من أدناها إلى أقصاها، لا تعادلُ شيئًا من مأساةِ غزةَ، التي تواجه منذ سبعةِ أشهر بإرادتِها العزلاءِ ظلمَ العالم أجمع، فالإبادة المنظّمةُ للحياةِ فيها ليست صنيعةَ آلة الحرب الصهيونية المذخَّرةِ من الغرب بكلِّ أنواع الأسلحةِ الفتّاكة، بل هي أيضًا نتيجةُ تخاذلِ ذوي القُربى، أو أكثرِهم، وغيابِ الضمير العالمي، أو جُلِّه، حتى لَيصحُّ السؤال عمّا إذا كانت فلسطينُ وحدَها رازحةً تحت الاحتلال، أم القيمُ الإنسانيةُ أيضًا، تلك التي شوَّهها اليهودُ بعنصريتهم، واحتلوا بلادَها، وأنشأوا فيها مستوطناتٍ لشبقِهم إلى سفك الدماء.
اليوم ترفعُ المقاومةُ الثقافية أعلامَها في الجامعات على امتداد الصحوةِ الطلابية التي ستجتاحُ بلا ريبٍ حدودَ الحاضرِ مع المستقبل. هذا العدد الهائل من الشهداء الأبرياء، هذا الدمارُ الذي لا نظيرَ له منذ الحرب العالمية الثانية، هذا الجنون المتمادي المصرُّ على ارتكاب المجازر اليومية، كلُّ هذا سينهزمُ أخيرًا أمام إرادة المقاومين وأصواتِ الطلاب والمتظاهرين، وقصائدِ الشعراء ودموع الأمهات لأنه التعبيرُ الدموي عن الأزمة الوجودية التي تعصفُ بالكيانِ المغتصب، وتقبض على أنفاس قادته وجيشه ومستوطنيه.
أيها الأصدقاء يُحكى أن الاسكندر قال: استُعْبِدَت شعوبُ آسيا لأنها لم تتعلم أن تقول لا. أما الشعبُ الفلسطينيُّ فثقافتُه الوطنيةُ هي أن يقول دائمًا: لا للاحتلال، لا للنسيان، لا لسُكنى الشتات، ولا للتطبيع ولذلك سينتصر.
الكلمةُ رصاصة، واللحنُ رصاصة، عشتم عاشت فلسطين، وعادت حرّة من النهر الى البحر وعاش لبنان.
بعد ذلك قدمت فرقة عشاق الأقصى دروعًا تكريميةً لكلا من معالي وزير الثقافة ورئيس الرابطة الثقافية، وتركت خشبة المسرح للفرقة التي ألهبت المشاعر العربية والقومية في نفوس الحاضرين بوصلاتها الفلسطينية والثورية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها