قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة: إننا "نشهد تحولاً في الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني"، مؤكداً على ضرورة استثمار ذلك في خلق أفكار وأساليب جديدة تؤثر بشكل أكبر على الرأي العام الدولي ومنع التعود على فكرة وجود ضحايا فلسطينيين.

وأضاف السنيورة في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" عبر تلفزيون فلسطين، أن "القضية الفلسطينية غير قابلة للتصفية وهي تحتمل أمراً واحداً وهو التقدم على مسار إيجاد الحل الحقيقي والدائم لهذه القضية العادلة التي مر عليها سنوات طوال تستدعي المعالجة بشكل صحيح"، مؤكداً أن الفلسطينيين أثبتوا في صمودهم الأسطوري أنهم أصحاب الحق ويستحقون أن يكون لهم دولة ووطن.

وأشار إلى أن اسرائيل ترغب بتصفية القضية الفلسطينية وإنهائها عبر ترحيل الفلسطنيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال: "من واجبنا أن نزرع في أذهان جميع المنظمات والدول كافة أنه ليس هناك من حل حقيقي إلا بإنشاء الدولة الفلسطينية كاملة السيادة والحرية على أرضها".

 وفي سياق متصل يتعلق باستهداف حكومة الاحتلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، قال: إن "اسرائيل تسعى إلى تشويه القضية الفلسطينية وتشويه الوكالة، وفي مقال سابق لي قمت بنشره بعدة صحف أكدت على ضرورة تضافر الجهود من أجل متابعة قضيتنا والدفاع عنها واستحقاق الفلسطنيين لحل عادل"، مشدداً على ضرورة اجراء الاتصالات على كافة الأصعدة من أجل وقف المساس بالوكالة.

وأكد ضرورة الضغط على الإدارة الأميركية من خلال الدول التي تتواصل معها، عبر استثمار الظروف الداخلية وخوف الرئيس جو بايدن من إمكانية عدم انتخابه، داعيًا إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل تأثير الناخبين على هذه الإدارة التي تشكل دافعًا لاسرائيل للاستمرار في الإبادة الجماعية ضد المواطنين في قطاع غزة عبر مواقفها في المحافل الدولية ورفع الفيتو في وجه القرارات المنصفة للحق الفلسطيني.

وذكر السنيورة باتخاذ الدول العربية قرار هاماً في العام 2002 على صعيد إقرار المبادرة العربية للسلام، إلا أنه لم تقدم الجهود الكافية من أجل الترويج لهذه المبادرة، لإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى المحاولات الاسرائيلية لهدم أية جهود من أجل تحقيق السلام.

وفيما يخص تصريحه حول وجود أمل بتحقيق السلام في المنطقة، قال: "نحن ننظر للاجتماعات التي تجري كان آخرها المؤتمر الذي عقد في الرياض في الثالث والعشرين من نوفمبر للعام 2023، الذي كان يجب أن يُعتمد كأسلوب مختلف عبر انتداب أربع فرق مكونة من ثمانية وزراء خارجية يطوفون العالم بأسره للتباحث مع كافة الدول ومع المجتمعات المدنية للترويج والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني وأهمية دعمها".

وشدد على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني كخطوة هامة تسير بنا نحو إيجاد حل لقضية العرب الاولى وهي القضية الفلسطينية التي لن يقبلوا أن يتم المساس بها.

وفي الملف اللبناني، أشار إلى أن لبنان يعاني الأمرين منذ النكبة الفلسطينية ويمر في الوقت الحالي بأقسى أنواع الازمات الداخلية السياسية والاقتصادية، إلا أنه لم يدخر جهداً في الدفاع عن القضية الفلسطينية ذات الأولوية لديه.