أكد وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون السياسية خليفة بن علي الحارثي ضرورة التزام العالم بمسؤولياته الاخلاقية والقانونية لوقف قتل الفلسطينيين غير المبرر وغير المشروع، مشيرًا إلى أن ما يجري في قطاع غزة هو إبادة جماعية يجب أن تتوقف.

وشدد الحارثي في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" عبر تلفزيون فلسطين، أن بلاده مستمرة في الضغط باتجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة، حيث أصدرت وزارة الخاريجة العمانية بيانات شديدة اللهجة تنتقد ما تقوم به اسرائيل من قتل للفلسطينيين، كما شاركت في الكثير من الاجتماعات والمؤتمرات العربية والاسلامية وأوضحت موقفها بصوت عال تجاه ما يجري في الاراضي الفلسطينية، لافتاً أن الشارع العماني نظم العديد من المظاهرات المنددة بما يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وأكد الحارثي أنه إذا ما حدث هجوم اسرائيلي على مدينة رفح فسوف نشهد كارثة إنسانية أخرى، لافتًا أن العديد من الدول ومن بينها عُمان أصدرت بيانات تندد بما تخطط له اسرائيل في اقتحام مدينة رفح.

واشار إلى المفارقة والازدواجية بالمعايير، عندما لم يحرك مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين بعض الدول للضغط من أجل وقف إطلاق النار، بينما إصابة بعض السفن أدت إلى تحرك هذه الدول التي أرى أن من الضروري أن تعيد حساباتها وترتيب أولوياتها، داعياً العالم لعدم الرضوخ للرواية الاسرائيلية المزيفة.

وأوضح الحارثي أن تغير مواقف بعض الدول التي كانت تؤيد الجانب الاسرائيلي في بداية العدوان يأتي نتيجة الحراك الذي يقوده سيادة الرئيس محمود عباس والدول العربية عبر التوضيح للعالم بأن ما يجري في فلسطين نتيجة الاحتلال المستمر في الاراضي الفلسطينية

ولفت إلى التنسيق بين الدول العربية كافة ومع الحكومة الفلسطينية بقيادة السيد الرئيس محمود عباس، مبينًا أن هذه الجهود المشتركة من أجل إيصال الموقف الفلسطيني للعالم، والتأكيد أن المشكلة تكمن بوجود الاحتلال وأن الحل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وفيما يخص التحريض الاسرائيلي ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، أعرب الحارثي عن أسفه حيال استجابة بعض الدول المانحة لاسرائيل، والتي قامت بإيقاف مساهماتها "للأونروا" نتيجة الاتهامات الاسرائيلية غير الموثوقة، مندداً بالتجاوب التلقائي السريع مع هذه الاتهامات قبل التأكد من صحتها.

ووجه الحارثي التحية لدولة جنوب إفريقيا التي رفعت دعوى ضد اسرائيل في محكمة العدل الدولية مما جعل اسرائيل عارية أخلاقيًا أمام العالم، وسبب الاحراج لمؤيديها وهذه  سابقة، مشددًا على ضرورة استمرار محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة بإنصاف الحق الفلسطيني وتعرية الموقف الاسرائيلي.

وأشار الحارثي إلى التغيير في بعض المواقف للدول التي أصبحت تتحدث بشكل علني عن ضرورة وجود دولة فلسطينية مستقلة وان تكون عضوة كاملة في الأمم المتحدة، وهذا يتطلب من الدول العربية استثمار تلك المواقف والبناء عليها.

وقال: "نشهد تحولاً كبيرًا في مواقف شعوب الدول الغربية والرأي العام، وخير مثال على ذلك مواقف الجامعات الأمريكية التي نظمت مظاهرات وحملات مقاطعة وقامت بالضغط على أعضاء الكونغرس والمطالبة بضرورة حصول الفلسطينيين على حقوقهم".

وأكد الحارثي أن هناك الكثير من القرارات التي تخص القضية الفلسطينية أحدها في الجانب المالي. وقال: "الكل يدرك أن فلسطين بأمس الحاجة إلى الدعم السياسي والمالي"، وأضاف: "نحن في عُمان نساهم بما لدينا في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وهذا الدعم لا زال مستمرًا".

وبين الحارثي أن العلاقات الفلسطينية العمانية مستقرة وقائمة على التعاون والدعم العماني المطلق للشعب الفلسطيني وقضيته، موضحًا أن هذه العلاقات المتنوعة تشمل العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم، كان آخرها التوقيع على مذكرة تفاهم للتشاور والتعاون بين البلدين، والتي تأتي كآلية لتنظيم التعاون الفني والاقتصادي والتجاري بالاضافة للتشاور السياسي القائم منذ السابق وكذلك الزيارات المتبادلة والحوارات المستمرة.