قالت وزيرة الصحة مي كيلة، إن جيش الاحتلال الاسرائيلي يمارس حرب إبادة ضد المستشفيات أمام أعين ومسمع العالم، ونتيجة للقصف والاستهداف والحصار والاقتحام خرج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة اليوم الاثنين، في مقر الوزارة برام الله، حول آخر مستجدات الوضع الصحي في قطاع غزة.
وأضافت وزيرة الصحة إنه :"بعد 136 يوما من العدوان وحرب الإبادة ضد كل شيء في قطاع غزة، لا يوجد اي مكان آمن، حتى في المشافي والمراكز الطبية، وشبح الموت يلاحق المرضى والجرحى والنازحين اليها".
واستعرضت كيلة أحدث الإحصائيات حول، استشهاد أكثر من 29 ألف فلسطيني نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وأكثر من 7850 منهم من النساء، وأكثر من12,400 من الأطفال، وإصابة 69 ألف آخرين، نسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء.
وأشارت أن التقديرات تؤكد أن أكثر من 8 آلاف شخص مفقودون تحت الأنقاض، ولا حصر ولا يمكن الحصول على أرقام دقيقة عن المفقودين بسبب القصف والاستهداف المستمر.
وأكدت على استمرار هجمات الاحتلال الإسرائيلي المكثفة على مجمع مستشفى ناصر، وقبل أيام قليلة، تم نقل مئات المرضى والموظفين إلى مبنى داخل المجمع الطبي، حيث كانوا يفتقرون إلى الغذاء والماء وحليب الأطفال، كما توقفت مولدات المستشفى، ما عرّض حياة ستة مرضى موضوعين على أجهزة التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة، وثلاثة أطفال خداج للخطر، كما أن المستشفى تعرض للقصف، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد غير محدد من طاقم أطباء بلا حدود، وأن أحد موظفيه في عداد المفقودين.
وأشارت الى أن الكهرباء لا تزال مقطوعة عن مجمع ناصر الطبي منذ 3 أيام، وتوقف الأكسجين عن المرضى الأمر الذي أدى الى استشهاد 8 مرضى حتى اللحظة، والعدد مرشح للازدياد في ظل وجود حالات حرجة وهي لا تتلقى العلاج المطلوب نتيجة توقف المستشفى عن تقديم الخدمات الطبية.
وقالت وزيرة الصحة: إن مجمع ناصر الطبي خرج عن الخدمة وهو الآن عبارة عن ثكنة عسكرية، حيث قام جنود الاحتلال باحتجاز الكوادر الطبية لساعات طويلة في مبنى الولادة وهم مقيدو الأيدي، وقاموا بالاعتداء عليهم بالضرب وتجريدهم من ثيابهم، واعتقال 70 من الكوادر الطبية ومن ضمنهم طبيب العناية المركزة الذي كان يشرف على الحالات الحرجة، وتم اقتيادهم الى جهة مجهولة في جريمة جديدة تضاف الى جرائمه بحق الطواقم الطبية والإسعافية والمرضى والجرحى والنازحين المدنيين، حيث لم يتبق سوى 25 كادرا طبيا في مستشفى ناصر، وهم الآن تحت الحصار الى جانب كل من في مجمع ناصر الطبي.
وأضافت، أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات المرضى من مجمع ناصر، ممن لا يستطيعون الحركة وهم على أسرّة العلاج وتم وضعهم على أسرة للجيش ونقلهم في شاحنات واقتيادهم الى جهة غير معلومة وهذا إجرام بحق المرضى.
وأكدت أن أركان جريمة جيش الاحتلال في مجمع ناصر الطبي مكتملة، حيث شهد ولادة 3 سيدات من بينهن طبيبة في مجمع ناصر الطبي في ظروف قاهرة وغير آمنة وتفتقر للمياه والطعام والكهرباء والنظافة، وأن مياه الصرف الصحي تغمر اقسام الطوارئ في مجمع ناصر الطبي.
ولفتت الوزيرة كيلة "إن مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يعاني من نقص خطير في الأكسجين نتيجة الاستهداف والقصف الذي شمل استهداف غرفتين في الطابق الرابع أدى إلى أضرار كبيرة اخرجته عن الخدمة، واستهداف غرفة الصيانة التابعة للمستشفى أدى إلى أضرار كبيرة أيضا، واطلاق النار من حين الى آخر في ساحات المستشفى المحاصر من دبابات الاحتلال".
وحملت وزيرة الصحة الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى في مجمع ناصر الطبي، وطالبت المنظمات الدولية للتدخل للإفراج عنهم فورا.
وأشارت وزيرة الصحة الى أن القطاع الصحي في قطاع غزة يعاني من نقص حاد في الطاقم الطبي في معظم المرافق الصحية والمستشفيات بشكل عام، الى جانب تزايد نقص في الأدوية والإمدادات الطبية، مثل أدوية التخدير والمضادات الحيوية والسوائل الوريدية وأدوية الألم والأنسولين والدم ومنتجات الدم، كما ان المعدات الطبية المعتمدة على الكهرباء مثل أجهزة المراقبة، وأجهزة التنفس الصناعي، والحاضنات، وأجهزة الأشعة السينية والأشعة المقطعية، وأجهزة التحليل، وأجهزة التخدير توقفت عن العمل، وهذا سبب آخر في خروج المستشفيات عن الخدمة.
وكشفت في أحدث الإحصائيات، عن ولادة حوالي 20 ألف طفل في ظل الآثار المدمرة للحرب الإسرائيلية على غزة خلال 136 يوماً منذ السابع من اكتوبر، وان هناك نحو 52 ألف امرأة حامل، بواقع 183 حالة ولادة يوميًا.
وعن وضع الأطفال في قطاع غزة لفتت الوزيرة كيلة، أن الوضع الصحي لهؤلاء الأطفال وأمهاتهم حرج للغاية، إلى جانب التحديات التي تهدد حياتهم مثل النزوح القسري، ونقص الرعاية الطبية، ونقص اللقاحات، إضافة إلى ذلك فإن الظروف القاسية بالفعل تتفاقم بسبب المجاعة، وعدم كفاية فرص الحصول على المياه النظيفة، وسوء ظروف الصرف الصحي، وانعدام السلامة."
وبينت أن الصحة العقلية والنفسية للأطفال تأثرت بشكل مقلق وخطير، حيث تظهر عليهم علامات مثل القلق المتزايد والمستمر، وفقدان الشهية، واضطرابات النوم، والذعر الناجم عن أصوات القنابل، وأن الإحصائيات التي وثقتها منظمة اليونيسيف قبل بداية العدوان الإسرائيلي تشير إلى أن أكثر من نصف مليون طفل في قطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي.
وناشدت كيلة المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للوقف الفوري للعدوان والتنفيذ العاجل والفوري للقوانين الإنسانية الدولية التي تحمي المؤسسات الصحية والمدنيين، وكذلك العمل الفوري وغير المشروط لزيادة إدخال شاحنات الإمدادات الإنسانية والصحية إلى غزة، والمساعدة في إجلاء الجرحى المحتاجين للعلاج في الخارج، ووقف التهجير القسري للمدنيين، وتوفير الدعم العاجل لعمليات البحث والإنقاذ.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها