أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة 2024/02/16، أن شن هجوم إسرائيلي على رفح، التي نزح إليها نحو 1.5 مليون شخص بسبب الحرب، سيكون له تبعات إنسانية كارثية وغير مقبولة البتة من منظور القيم الإنسانية.

وقال العاهل الأردني خلال لقائه ماكرون في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس، "ضرورة التوصل لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة"، مشددًا على أن استمرار الحرب المدمرة في القطاع والتصعيد في الضفة الغربية بما فيها القدس، ستمتد آثار كل منهما إلى المنطقة بشكل كبير.

وشدد على أن الحل السياسي الذي يقود إلى السلام على أساس حل الدولتين، هو السبيل الوحيد لضمان أمن المنطقة بأكملها، مؤكدًا أهمية دور أوروبا الرئيس في التوصل إلى حل سلمي.

وبين العاهل الأردني أن بلاده عملت مع فرنسا لتأمين مستلزمات طبية أساسية في غزة عبر الإنزالات الجوية، وهي إحدى الطرق القليلة التي يستعان بها لتعزيز الاستجابة الإنسانية قدر المستطاع.

وجدد التأكيد على أهمية القيام بمزيد من العمل لضمان وصول المساعدات الكافية بصورة مستدامة ودون عراقيل، للتخفيف من الوضع الإنساني الكارثي، مؤكدًا ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وقال: إن "الأونروا هي شريان الحياة بالنسبة لنحو 2 مليون فلسطيني في غزة، ممن يواجهون خطر المجاعة، فضلًا عن تقديمها الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في أماكن أخرى بالمنطقة".

من جهته، حذر الرئيس الفرنسي من مغبة الهجوم على رفح، قائلاً: "إن أي عملية عسكرية أو أي اجتياح بري سيؤدي إلى فقدان حياة العديد من السكان"، معتبرًا أن هذا التهديد غير مقبول.

وبين ماكرون أهمية حماية المدنيين، وأن أية محاولات للتهجير القسري للسكان ستكون خطأ فادحًا، وانتهاكًا للقانون الإنساني، وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار، مضيفًا: "سيمكننا وقف إطلاق النار من حماية جميع المدنيين وضمان تدفق المساعدات الطارئة".

وقال: "علينا مساعدة سكان غزة الذين يواجهون أوضاعًا مأساوية والتأكد من توفير الدعم لهم، فالمساعدات الإنسانية حاليًا لا تكفي، والسكان في غزة يواجهون المجاعة والموت بسبب الظروف الصحية الصعبة".

وجدد التأكيد على ضرورة فتح المعابر لتوفير إمكانية الوصول إلى غزة، وإيصال المساعدات، وهذا ينطبق أيضًا على شمال غزة التي تعيش ظروفًا صعبة، مبينًا أن فرنسا كانت تعمل بشكل وثيق مع الأردن منذ بداية الحرب.

وأشار إلى السعي للسلام الدائم بالشرق الأوسط، وتحقيق الآمال المشروعة للشعب الفلسطيني بقيام دولتهم المستقلة والمعترف بها، ما يتطلب من الجميع القيام بكل ما يمكن فعله للعمل تجاه السلام والأمن.

وأكد أهمية تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية وتوقف العنف الذي يمارسه المستعمرون، متطرقًا إلى فرض فرنسا عقوبات على المستعمرين الذين ارتكبوا اعتداءات.

ورأى ماكرون أن شهر رمضان يعد فترة دقيقة ومن المهم الحفاظ على الهدوء في الأماكن المقدسة بالقدس من دون تأخر، مجددًا دعمه لحل الدولتين، قائلاً: "هناك قرارات مهمة يجب اتخاذها وعدم الرجوع عنها ليصبح حل الدولتين واقعًا، ونعمل مع شركائنا في المنطقة ومع الأردن على ذلك، ونريد العمل على ذلك مع مجلس الأمن".