قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، إن الحالة في غزة تشكل "جرحا نازفا في ضميرنا الجماعي يهدد المنطقة برمتها"، معربا عن الانزعاج بشكل خاص إزاء التقارير التي تفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي "يعتزم التركيز في المرحلة التالية على رفح جنوب قطاع غزة التي نزح إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين في بحث يائس عن الأمان".
وحذّر الأمين العام من أن "مثل هذا الإجراء من شأنه أن يفاقم الكابوس الإنساني بشكل كبير مع عواقب إقليمية كبيرة".
وقال غوتيريش في كلمة ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، استعرض خلالها أولوياته للعام 2024، إنه ليس هناك أي مبرر للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن العدوان الإسرائيلي "تسبب في الدمار والموت في غزة على نطاق واسع وبسرعة لا مثيل لهما" منذ أن أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة.
وأكد أن الوقت حان لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مشددا على ضرورة أن تؤدي هذه الخطوة بسرعة إلى إجراءات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة.
وقال الأمين العام: إن "الحياة عبارة عن جحيم مميت بالنسبة لملايين العالقين في الصراعات حول العالم، حيث تفر أرقام قياسية من الناس من منازلهم بحثا عن الأمان وهم يصرخون من أجل السلام، وعلينا أن نسمعهم ونتخذ إجراء".
وقال الأمين العام: إن "السلام هو سبب وجود الأمم المتحدة التي تأسست للسعي من أجل السلام، ولكن مع ذلك، فإن الشيء الوحيد المفقود بشكل كبير في عالم اليوم هو السلام بكل أبعاده"، مشيرا إلى أن السلام في عالمنا أصبح مهددا بسبب احتدام الصراعات وتزايد الانقسامات الجيوسياسية وتعمق الاستقطاب وانتهاك حقوق الإنسان وتفجر عدم المساواة.
وأكد الأمين العام أن الناس ينشدون السلام والأمن والكرامة، مشيرا إلى أن السلام هو المخرج الوحيد من الكثير من الأزمات المترابطة التي يشهدها عالمنا.
وأضاف: "السلام هو أكثر من مجرد رؤية نبيلة. السلام هو صيحة عالية ودعوة للعمل. وواجبنا هو أن نعمل معا من أجل السلام بكافة أبعاده".
ومع انتشار الصراعات، قال الأمين العام: إن "الاحتياجات الإنسانية العالمية بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق، لكن التمويل لا يواكب هذه الوتيرة".
وأشار إلى أن العاملين في المجال الإنساني يعلمون على إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة في جميع أنحاء العالم. وأشاد بجهودهم البطولية وبعمال الإغاثة الذين قدموا التضحية القصوى، وكان آخرها، وبشكل مأساوي، في غزة.
وأكد ضرورة أن نعمل على تعزيز وتجديد أطر السلام والأمن العالميين كي نتمكن من التعامل مع التعقيدات التي يفرضها عالم اليوم متعدد الأقطاب، "وهذا هو الأساس المنطقي لخطتنا الجديدة من أجل للسلام".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها