ترأست دولة فلسطين، أعمال اجتماع الدورة الوزارية العادية 116 لمجلس الوحدة الاقتصادية على المستوى الوزاري والممثلين الدائمين والذي عُقد اليوم الأربعاء بالعاصمة المصرية القاهرة، بحضور الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية السفير محمد الني، ورئيس الاتحاد العربي للتدريب ضياء الفقي، وبمشاركة عدد من ممثلي الدول العربية.
وقال مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك "رئيس الاجتماع"، أمام ممثلي 10 دول أعضاء، إن مجلسنا ينعقد اليوم في ظروف استثنائية بل غير مسبوقة تمر بها منطقتنا والعالم بأسره، إذ تستمر لليوم الـ82 على التوالي جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بكل ما تملك من حقد وشر ووحشية وعنصرية وقوة غاشمة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبدعم وشراكة واضحين من الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن هناك مجزرة في كل ساعة تقضي فيها إسرائيل على عائلات فلسطينية بأكملها من الأجداد إلى الأحفاد.
وشدد العكلوك، على أن الاحتلال الإسرائيلي يطيح بكل القوانين والقيم والأخلاق والشرائع، بما فيها قوانين الحروب التي وضعها القانون الدولي الإنساني، والمتمثلة في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، من خلال تعمد قصف الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمساجد، والكنائس، والمدارس، والجامعات، وتدمير كل أشكال الحياة، وممارسة أساليب وحشية غير مسبوقة بحق المدنيين، من خلال تعرية الرجال وعصب أعين النساء واعتقالهم في ظروف من الوحشية والتعذيب والقتل، وقد بلغ عدد المعتقلين منذ 7 أكتوبر 5 آلاف في الضفة الغربية و3 آلاف في غزة، يُعتقلون معصوبي الأعين وممنوعين من الطعام، وتحت العذاب والإهانة الدائمة.
وأضاف، أن هذه المذبحة المستمرة حتى اليوم أدت إلى استشهاد 21 ألفا ولا يزال تحت الأنقاض أكثر من 7 آلاف من المفقودين، ما يرجح رفع عدد الشهداء إلى 28 ألفاً، بينهم 8500 شهيد من الأطفال، و6500 امرأة، و311 من الطواقم الطبية، و103 صحفيين، و40 من الدفاع المدني، كلهم ارتقوا على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، عدو الحياة والإنسانية والقيم والقانون والأخلاق، قوة الشر العنصرية الهمجية المنفلتة، نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
كما أوضح مندوب فلسطين، أن هناك 800 ألف مواطن تقريبا بلا علاج في شمال قطاع غزة، وأن 350% نسبة الإشغال السريري في مستشفيات جنوب قطاع غزة، و900 ألف طفل في مراكز الإيواء، مؤكدا أن هذه ليست مجرد أرقام أو إحصائيات بل هذه قصص إنسانية وجرائم بشعة ستشوه العالم لعقود طويلة قادمة، وأن قطاع غزة جزء من أرض دولة فلسطين، ومصيره يقرره الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وقال، إن مجلس الوحدة الاقتصادية كمؤسسة عمل عربي مشترك، يحمل في ثناياه هدفا كبيرا، وهو الوحدة العربية، وعليه عبء ثقيل للتعامل مع التحديات الناشئة من مثل هذا العدوان الإسرائيلي، والأزمات الطاحنة التي يمر بها العالم العربي على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإن دولة فلسطين خلال رئاستها للدورتين الحالية والقادمة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية ستسعى بالتعاون مع الدول الأعضاء والأمانة العامة والاتحادات والشركات العربية المنضوية تحت مظلة المجلس، إلى بذل كل الجهود المخلصة للحفاظ على المجلس وتطويره وتحسين أدائه ليصبح أقرب إلى تحقيق أهدافه.
بدوره، أكد أمين عام المجلس، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان إسرائيلي دموي على مسمع العالم مرآه، ولابد من التدخل لوقف إطلاق النار فورا ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بشكل سريع،
وقال، إنه ما يزيد على 75 عاماً وفلسطين الشقيقة تتعرض لأبشع احتلال عرفه العالم، واليوم يصعب علينا وصف ما يشهده قطاع غزة من مجازر جماعية أشبه ما تكون بالإبادة بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، وهي تعد كارثة إنسانية يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، تتمثل في القتل المستهدف، والتدمير الممنهج، والترحيل القسري، وقطع المياه، والكهرباء، والوقود، والغذاء، والدواء، وتدمير المنازل، والبنية التحتية، والمستشفيات، والمساجد، والكنائس، والمنشآت الاقتصادية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها