قال الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي بيني غانتس، إن "الحرب على قطاع غزة قد تتواصل لسنوات "بدرجات متفاوتة من الشدة"، مشدداً على أنها لن تنتهي بمعادلة الهدوء مقابل الهدوء، ملوحًا بمصادرة أراضي من القطاع المحاصر لأغراض عملياتية، فيما نفى أن يكون هناك "خلافات" داخلية في إسرائيل حول التصورات بشأن مستقبل قطاع غزة".
وفي مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس قال غانتس، إن "قوات الجيش الإسرائيلي تشن هجومًا آخذاً بالتوسع في عمق الأراضي في غزة، ومهمتنا كمستوى سياسي هي السماح للمقاتلين بمواصلة واستكمال المهمة في الجنوب والشمال، لإعادة الرهائن والسماح للسكان بالعيش بأمان"، في إشارة إلى سكان المستوطنات في محيط قطاع غزة.
وأضاف: "لتحقيق هذه الغاية يجب علينا الحفاظ على شرعية وحرية العمل والتخطيط لاستمرار القتال، وخلافًا لما حدث في الماضي، فإننا لن ننهي هذه الحرب بمعادلة بـالهدوء مقابل الهدوء، في هذه الحرب ليس هناك يومًا تاليًا، هناك عملية طويلة وصعبة وضرورية بدرجات متفاوتة من الشدة قد تستمر لأيام وأشهر وسنوات".
وتابع: أن "دور القادة هو إخبار الجمهور بما سيحدث والسعي لتحقيقه بطريقة واقعية، ودون خلق خلافات وهمية فيما يقاتل جنودنًا جنبًا إلى جنب في ساحة المعركة"، وذلك في إشارة إلى الدعاية التي يستخدمها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للتروج أنه "القائد الإسرائيلي الوحيد القادر على منع عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة".
وبحسب غانتس، فإن أساس الإطار الذي سيمكن من تحقيق الاستقرار الأمني والمدني في الجنوب متفق عليه من قبل معظم أجزاء المجتمع الإسرائيلي، وأجزاء كبيرة منه مقبولة كذلك على شركائنا الأميركيين".
وتابع: "يتعين علينا أن نعمل على تحقيق العكس: إزالة التهديد الذي تمثله الفصائل الفلسطينية، وتعزيز العلاقات مع الدول العربية المعتدلة وبناء واقع إقليمي مختلف يتضمن أيضًا إطارًا للحل في غزة".
وأضاف: "على الصعيد العسكري، في نهاية المرحلة التالية عندما تكتمل المهمة في جنوب قطاع غزة، سنعمل على تصميم سيطرة أمنية كاملة على المنطقة، بما في ذلك الاستيلاء على الأراضي التي ستسمح بمواصلة الجهود العملياتية".
وشدد على أن إسرائيل سوف تسيطر على الوضع الأمني وتحافظ على حرية العمل، وتمارس ذلك في جميع أنحاء الأراضي (الفلسطينية المحتلة عام 1967)، حالة خانيونس والشجاعية ستكون كحالة القصبة في نابلس.
وتابع: "على الصعيد المدني سيكون من الصواب تحديد كيانات محلية تعتني بالصرف الصحي والوضع الصحي والقضايا المدنية، بدعم من إدارة تتكون في معظمها من الدول العربية المعتدلة، التي أبدى بعضها بالفعل استعداده للانضمام لهذه الجهود والأهم من ذلك كله، تحريك عمليات التطبيع وتسخيرها لعملية تغيير الواقع في غزة على المدى الطويل".
وفي هذا السياق، قال غانتس إنه اجتمع مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، و"تحدثت شخصيًا في الأسابيع الأخيرة مع زعماء في الولايات المتحدة وأوروبا والمنطقة وهم مهتمون بتعزيز مثل هذه العملية، واستثمار الموارد اللازمة فيها".
وأضاف: "ومن الواضح لنا ولشركائنا أن المفاهيم القديمة والواقع في العقود الماضية بحاجة إلى التغيير والتطلع إلى المستقبل، نحن في بداية عملية ستستغرق سنوات إن المبادئ والإطار واتجاهات العمل واضحة".
وشدد غانتس على أن الأمر الأهم في هذه المرحلة هو الفوز بالحرب والحفاظ على أمن إسرائيل، وتحقيقًا لهذه الغاية، يجب الحفاظ على وحدة الشعب ودعم الجنود والعمل لإعادة الرهائن واتخاذ القرارات الصحيحة على المستوى العسكري والسياسي.
واستدرك قائلًا: "للأسف، حتى في هذه الأيام هناك من ينخرط في خلق نزاعات وخلافات وهمية في أوساط الشعب، والإضرار بالعلاقات المهمة مع الولايات المتحدة، نحن لن نتصرف بهذه الطريقة سنواصل العمل بمسؤولية، وسندعم المقاتلين والقادة، وسنتأكد من اتخاذ القرارات الصحيحة والصعبة، وسنتعامل مع إعادة إعمار المستوطنات".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها