أحيت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تونس اليوم الجمعة 2023/12/01، اليومِ العالميِّ للتضامنِ معَ الشعبِ الفلسطينيِّ، وذلك باحتفال أقامته في العاصمة تونس.

واعتبر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد اعمر في كلمة له بالحفل، إن القضيةِ الفلسطينيةِ تمُرُّ بلحظةٍ فارقَةٍ في مسيرتِها وصيرورَتِها.

وقال: "اننا نلتقِي اليوم ودماءِ الشهداءِ في غزةَ تنزِفُ، وصوَرُ الأطفالِ والشيوخِ والنساءِ الذين وقعوا ضحيةَ آلةِ الدمارِ تقُضُّ المضاجِعَ، وصُوَرُ الأرضِ المحروقَةِ والمدارِسِ المهدَّمَةِ والمستشفياتِ والمساجِدِ ودُورِ العبادةِ المدمِّرَةِ تُفْصِحُ عن حالِ أهلِنا في فَلسطينَ فلا تَتْرُكُ مقالًا لقائلٍ".

وأضاف: إن "الجامعاتُ اصبحت أثرًا بعدَ عينٍ وسقَطَ طلابُها وأساتِذتُها شهداءَ تحتَ قصف آلة الحرْبِ ودُكَّت الفضاءاتُ الثقافيةُ وانمَحَتْ معالمُ الآثارِ، وخلَّفَتْ ألةُ البطشِ دمارًا هائلًا طالَ كلَّ مرافقِ الحياةِ".

وتابع: أن "المنظمةَ تُحْيِي هذا اليومَ على غِرارِ بقيةِ دول العالِم، في ظرْفٍ استثنائيٍ غير مَسْبوقٍ في تاريخِ القضيةِ تُؤِّكدُ تضامُنِها مع الحقِّ الفلسطينيِّ الذي أقَرّتْهُ المواثيقُ الدوليةُ، وأكدَّت عليهِ الأممُ المتحِدةُ، وانعقَدَ عليه إجْماعُ أمتِنا العربيةِ، والِذِي يتمثّل في حقِّ الشعبِ الفلسطينيِّ في دولتِه المستقِلَّةِ وعاصمتُها القدسُ الشريفُ".

 وذَكِّرَ العالَم بحق أبناءِ فلسطينَ في التعليمِ والصحةِ والحياةِ الكريمةِ في أرضِهِم المستقلةِ، وأهاب بأصحاب الضمائر الحية في العالم دولًا ومنظماتٍ وأفرادًا ليُسْمِعُوا صوتَ الثكاَلَى والأراملِ والأطفالِ الرضّعِ، ولِيُدَافِعُوا عنْ حقِّ الطِّفْلِ الفلسطينيِّ في التعليمِ والتربيةِ والعيشِ الكريمِ على غِرَارِ أطفالِ العالَمِ، وإنَّ أقلَّ الواجبِ تجاهَ أهلِنا في فلسطينَ هوَ الإسراعُ بوقفِ العدوان السافر على الأبرياءِ ووقفِ اغتيالِ براءةِ الأطفالِ وإعادةِ إعمارِ المؤسساتِ التربويةِ والثقافيةِ ، وبناءِ المدارسِ والمستشفياتِ.

وقال: إن "المنظمة ترَى أن من واجبِها أنْ تَسْتَحِثَّ العالمَ على حمايةِ التراثِ الفلسطينيِّ باعتبارِه تراثًا إنسانيًا وحضاريًا مقدسًا، يمثِّلُ التعايُشَ بينَ دياناتٍ مختلِفَةٍ وعصور ٍمتعددةٍ ويُجَسِّدُ بحقٍ ثراءَ التنوُّع الإنساني".

من جانبه استهل وزير التربية التونسي ورئيس اللجنة الوطنية التونسية للتربية والثقافة والعلم محمد علي بوغديري، كلمته بالترحم على الشهداء، مطالبًا بضرورة إنهاء ٱخر استعمار على وجه الارض، داعيًا الى الوحدة الفلسطينية بين جميع الفصائل وعلى راسها حركة "فتح" الحركة العريقة وجميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ومذكراً بما يطالب به الشعب التونسي والشعار الذي يكرره الرئيس التونسي "الشعب يريد تحرير فلسطين كل فلسطين".

فيما أعرب ممثل الأمم المتحدة بتونس أرنو بيرال عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من هجمة، مطالبًا العالم أجمع بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.

من جانبه اكد سفير دولة فلسطين بتونس هائل الفاهوم، أن الحق الفلسطيني هو حق مطلق ودعا الى الوحدة، معتبراً أنها أساس قوتنا والطريق الى نصرنا واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وعرض شريط قصير حول معاناة أطفال فلسطين من العدوان الإسرائيلي، ثم قدم الفنان محمد الجبالي مجموعة أغاني وطنية وعبر عن تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني.

وتخلل الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إقامة معرض فلسطين وإلقاء شعري وفقرة موسيقية، إضافة إلى جلسة حوارية بعنوان "حق أطفال فلسطين في الحياة والصحة والتعليم والأمن والصمود على أرضهم"، بمشاركة وزير الشؤون الثقافية بالجمهورية التونسية سابقاً سنية مبارك، التي أكدت أنه من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن أرضه ومكتسباته الوطنية والدينية لأنهم هم أصحاب الحق والأرض.

وفي ختام الحفل قام المدير العام للألسكو وسفير دولة فلسطين بتكريم الفنانين المُشاركين في الحفل والمؤسسات والشخصيات المُشاركة.