أكدت حركة التحرير الوطني "فتح" حق شعبنا الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وضرورة وقف العدوان المتواصل على قطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها القدس، كأولوية قصوى.
وأكدت "فتح"، في بيان صدر عنها، اليوم الثلاثاء، متابعتها بقيادتها ورئيسها وأطرها كافة، ومنذ اللحظة الأولى، مجريات العدوان الدموي المستمر على شعبنا في غزة، وتواصلها مع الاشقاء والأصدقاء ومختلف دول العالم ومحافله الأممية لوقفه، ولإدخال المساعدات الإنسانية، وتحريك السفارات، وحث الجاليات الفلسطينية والعربية في العالم لمواجهة التضليل الإعلامي الإسرائيلي الأميركي".
وشددت على "أن الاحتلال المستمر والاستيطان والحصار هو أصل المشكلة، والأسرة الدولية تتحمل استمراره وتفاقمه، لعدم فرضها احترام وتنفيذ قراراتها ذات الصلة، رغم سعيها الدؤوب للوصول للسلام العادل المستند للحق والقانون الدولي".
وحذرت من الانفجار في المحافظات الشمالية من جراء التصعيد الاحتلالي المتزايد، والتسليح الإضافي للمستعمرين، واستمرار استباحة دمنا، وسندافع عن أنفسنا في وجه الاحتلال والمستعمرين، مهما علت التضحيات.
كما حذرت من استفراد الاحتلال بمعتقلينا البواسل، وتصعيد اجراءاته القمعية بحقهم، وسنقف وشعبنا نصرة واسناداً لهم في كل الظروف.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى
وصرخة في وجه العدوان لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا
استمراراً لانخراط وقيادة حركة فتح للنضال الوطني في المواقع كافة دفاعاً عن شعبنا في مواجهة حرب الإبادة والتهجير والتطهير العرقي التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي علينا في غزة وباقي الوطن، فقد عقدت الحركة سلسلة اجتماعات ضمت أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وامانة سر المجلس الاستشاري، وأصدرت البيان التالي:
يا جماهير شعبنا العظيم
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
يا احرار العالم
لا زال شعبنا الصامد المرابط يتعرض لأبشع المجازر في كافة ربوع الوطن وفي غزة الابية على وجه الخصوص، حيث قارب عدد الشهداء من عشرة الاف نصفهم تقريباً من الأطفال الأبرياء، وقارب عدد الجرحى من ثلاث وعشرون الفاً، ويتم تدمير الأبراج السكنية، والمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات ويتم استهداف الصحفيون والكادر الصحي والعاملون في وكالة "الأونروا"، ويقطع الاحتلال الماء، والكهرباء، والاتصالات، ويمنع وصول الوقود، ويعطل وصول المساعدات الإنسانية والغذائية والصحية، تحت سمع وبصر العالم، وحكومات غربية تدعم وتسلح وتشارك في العدوان، في الوقت الذي يطلق الاحتلال العنان لقطعان المستوطنين بمزيد من الأسلحة لمزيد من القتل والعربدة، وتزداد وتيرة حصار القدس، ويتم الزج بالمئات في سجون الاحتلال، ويتم تقطيع اوصال المحافظات الشمالية، وتزداد فيها الاجتياحات الدموية لمدننا، وقرانا ومخيماتنا، مما رفع اعداد الشهداء الى اكثر من مئة وخمس وعشرين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
كل ذلك يستدعي منا اقصى درجات النفير، والاستعداد للدفاع عن النفس، والأرض، والمشروع الوطني، كما يستدعي تحرك عربي بعقد قمة عربية طارئة لوقف العدوان والتوجه بموقف عربي صلب وموحد تجاه العالم لوضع حد للعدوان والمجازر.
لقد حذرنا مراراً وتكراراً بأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وخاصة الحكومة الحالية قد تنكرت لقواعد، وقرارات الشرعية الدولية، واستشرى الاستيطان، وزادت اعتداءات الغزاة المستوطنون بحماية وتسليح جيش الاحتلال، ناهيك عن حصار وخنق القدس وهدم البيوت، وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، واحتجاز جثامين الشهداء، والتضييق على اسرانا، وقرصنة أموال المقاصة وتشديد الحصار على غزة، كل ذلك يقود لردود أفعال وانفجار ودفاع عن النفس تتحمل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن تبعاته ونتائجه.
ان اجراءات الاحتلال التي تخطت كل الحدود وحاولت حسم الصراع عسكرياً وصعدت من عدوانها اليومي الدموي ضد شعبنا، مستمدة التشجيع من الحكومات التي تدعمها وتسلحها وتقف معها في كل خروقاتها واستيطانها واستباحتها للدم الفلسطيني.
ان حركة "فتح" قد تابعت بقيادتها ورئيسها واطرها كافة ومنذ اللحظة الأولى مجريات العدوان الدموي المستمر على شعبنا في غزة، مؤكدة على حق شعبنا في الدفاع عن نفسه، ومصرة على وقف العدوان كأولوية قصوى، واتصلت ولا زالت لتحقيق ذلك مع الاشقاء والأصدقاء، ومختلف دول العالم ومحافله الأممية، ولإدخال المساعدات الإنسانية وتحريك السفارات وحث الجاليات الفلسطينية والعربية في العالم لمواجهة التضليل الإعلامي الإسرائيلي الأميركي
ان الاحتلال المستمر والاستيطان والحصار هو أصل المشكلة، وتتحمل الاسرة الدولية استمراره وتفاقمه، لعدم فرضها احترام وتنفيذ قراراتها ذات الصلة، رغم سعينا الدؤوب للوصول للسلام العادل المستند للحق والقانون الدولي.
يا جماهير شعبنا العظيم
لا حق للاحتلال بالدفاع عن احتلاله، ومقولة هذا الحق المزعوم تجعل من بعض الحكومات الغربية شريكة للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه وجرائمه وخاصة الإدارة الامريكية. كما اننا نحيي وحدة شعبنا في الوطن والشتات في مواجهة هذا العدوان المستمر الذي يهدف لشطب قضيتنا الوطنية وتهجير شعبنا الى دول الجوار لفرض الحل الاستعماري الاستيطاني علينا، ونحن على ثقة بأن هذا المشروع سيفشل امام صمود وثبات ومقاومة شعبنا وامتنا واحرار العالم.
كما اننا نتحمل مسؤولياتنا كافة في منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلنا الشرعي والوحيد، والتي يجب ان تضم كل الفلسطينيين أينما وجدوا وقواهم وفصائلهم وتجمعاتهم، لاستمرار الحفاظ على مشروعنا الوطني، ولإنهاء الاحتلال، وتجسيد الاستقلال الوطني، في دولتنا المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين.
كما اننا نحذر من الانفجار في محافظاتنا الشمالية، من جراء التصعيد الاحتلالي المتزايد والتسليح الإضافي للمستوطنين، واستمرار استباحة دمنا، وسندافع عن أنفسنا في وجه الاحتلال والمستوطنين مهما علت التضحيات.
كما نحذر من استفراد الاحتلال بأسرانا البواسل، وتصعيد اجراءاته القمعية بحقهم، وسنقف وشعبنا نصرة واسناداً لهم في كل الظروف.
يا جماهير شعبنا العظيم
تدعو فتح لرص الصفوف وأخذ الحيطة والحذر ونبذ أصوات الفتنة، فنحن شعب واحد موحد في مواجهة التحديات التي تعصف بالمشروع الوطني ومن حقه الدفاع عن نفسه.
ونقدر عالياً دعم الأشقاء، وخاصة الأردن، ومصر، وموقفهما الثابت برفض التهجير ونصرة فلسطين، وكذلك الأمر الاشقاء في المملكة العربية السعودية، وسائر الدول العربية، على أرضية موقفنا الموحد المستند لقرارات القمم العربية المتعاقبة، ونتوجه بالتحية والاكبار لجماهير امتنا العربية والإسلامية التي خرجت ولا تزال بمظاهرات عارمة في كل العواصم والمدن نصرة ومؤازرة لفلسطين... والتحية موصولة لأحرار العالم الذين غصت بهم شوارع وساحات المدن في اسيا وأستراليا وأوروبا وافريقيا والولايات المتحدة وامريكا اللاتينية. انه الضمير الإنساني في مواجهة عنصرية وازدواجية المعايير عند بعض الحكومات الغربية.
يا جماهيرنا الأبية:
ان العدوان الدموي الحالي ضد شعبنا يهدف لإحداث تغييرات جغرافية وديموغرافية على حساب شعبنا، وارضنا، وعلى حساب الدول العربية الشقيقة المجاورة، وكما أفشل صمود شعبنا كل المؤامرات لشطبه وفرض الحل الاستعماري الإسرائيلي، فإننا سننتصر حتماً ولن نقبل بأقل من حل سياسي ينهي الاحتلال ويستند للشرعية الدولية وقراراتها ونحيي التغيير التدريجي للمواقف الدولية ونشدد على ان المعيار الحقيقي لهذه المواقف هو الوقف الفوري للعدوان.
وإننا نعاهد شعبنا الصامد على الاستمرار بمقاومة الاحتلال وسنبقى أوفياء لدماء الشهداء وعذابات الأسرى البواسل، وما النصر إلا صبر ساعة.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
والحرية لأسرانا البواسل
وإنها لثورة حتى النصر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها