داخل منزلها المتواضع، تُبدع الفلسطينية رغدة أبو عاصي في صناعة المشغولات اليدوية من الخيش، استعدادًا لعرضها على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة غزة.

قالت أبو عاصي: "إنها بدأت في صناعة المشغولات اليدوية قبل عدة سنوات بمساعدة أفراد أسرتها المؤلفة من أربعة أفراد، بهدف توفير مصدر دخل خاص بهم".

وأضافت: "ركّزت في عملي على المشغولات اليدوية باستخدام قماش الخيش لإعادة إحياء مشغولات تقليدية في المنازل الفلسطينية كما كانت في السابق".

أوضحت أبو عاصي أن التحف والأنتيكات والزجاجيات والمداليات والمفارش والدُمى هي من بين أهم المشغولات اليدوية التي تقوم بإنتاجها باستخدام الخيش، إلى جانب بعض الأدوات المدرسية مثل الحقائب واللوازم القرطاسية.

وأشارت إلى أنها بدأت في صناعة المشغولات اليدوية باستخدام الخيش منذ 27 عامًا، عندما قررت تزيين منزلها بهذه المادة المحببة لها. وبعد أن نالت إعجاب الزائرين، قررت استغلال شغفها لتوفير مصدر رزق لها ولعائلتها.

وأردفت أبو عاصي: "من المهم أن يستغل الإنسان هوايته وشغفه ليحقق منفعة مادية ويستفيد من هذه الموهبة، وذلك في ظل استمرار انتشار البطالة وسوء الوضع الاقتصادي في غزة".

وذكرت أن مادة الخيش تحمل قيمة تراثية كبيرة، واستخدامها في معظم المشغولات اليدوية أمرًا سهلاً، بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه المادة إحساسًا بالراحة النفسية للناظرين إليها نظرًا لطابعها الطبيعي والتقليدي. وبيّنت أن عملها يعتمد بشكل كبير على إعادة التدوير، على سبيل المثال، عند الانتهاء من استخدام زجاجة عصير، تضيف أبو عاصي لمساتها الإبداعية لتحويلها إلى مزهرية يمكن استخدامها كجزء من الأثاث المنزلي.

وأكملت أبو عاصي: "استفدت أيضًا من موهبتي في الرسم، فعلى سبيل المثال، يُمكنني رسم شجرة أو وردة على زجاجة العصير بعد استخدامها، ثم لفّها بخيوط الخيش لتزيينها ومنحها مظهرًا جماليًا".

وتعتمد معظم المشغولات اليدوية التي تنتجها أبو عاصي على إعادة تدوير الزجاجات والكراتين والصناديق البلاستيكية، بالإضافة إلى مواد أخرى يمكن استخدامها مجددًا.

ولفتت إلى أن الخامات الرئيسية المستخدمة في صناعة مشغولاتها اليدوية تتضمن القماش وخيوط الخيش والسيليكون، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من مواد الصمغ.

وحول الاقبال على منتجاتها، قالت أبو عاصي: "تمنح المشغولات اليدوية المصنوعة من الخيش إحساسًا بالراحة، بالإضافة إلى الجماليات التي تضيفها للأثاث المنزلي، وبالتالي، يتجاوب الزبائن بشكل كبير معها، خاصة أن معظمهم يقدرون القيمة المعنوية للأعمال اليدوية".

وأكدت أن أسعار منتجاتها ميسورة ومناسبة للجميع، لأنها تأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، على الرغم من الجهد والوقت الذي يُبذل في صنعها.

كما لفتت إلى الطلب المتزايد على منتجاتها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها أوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل عقبة أمام إمكانية تصدير منتجاتها خارج القطاع المحاصر. كما تشارك أبو عاصي في المعارض المحلية، التي ساهمت في نشر أعمالها وزيادة الاهتمام بمنتجاتها، وذلك بعد أن كانت تقتصر على التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم "أنتيكات منزلية".

وأعربت عن أملها في أن تتمكن من إنشاء ورشة عمل خاصة بها لإنتاج المشغولات اليدوية، بهدف توفير فرص تدريب وتوظيف للسيدات في هذا المجال، وتوفير فرص عمل جديدة في ظل استمرار التحديات الاقتصادية والبطالة.