استضاف متحف ياسر عرفات، اليوم الأحد، حفل إطلاق كتاب "الوطنية والمواطنة" لرئيس القائمة العربية المشتركة وعضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات أيمن عودة، خلال ندوة إشهار نظمتها وزارة الثقافة، وحضرها الوزير عاطف أبو سيف، ولفيف من الشخصيات السياسية والمفكرين والمثقفين والكتاب.
وانطلق الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني، تلاه الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم رحب مدير عام مؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح بالحضور، قبل أن يقول إن إشهار الكتاب من قاعة منتدى ياسر عرفات في المتحف يحمل رمزية كبيرة، فهنا مقر وخندق ياسر عرفات الأخير وقلعته الأخيرة، ومعركته الأخيرة التي تمسك فيها بالثوابت الوطنية، وتعزيز المواطنة الحرة لجميع الفلسطينيين بجميع أماكن تواجدهم.
وأعرب صبح عن أمله في أن يكلل اجتماع الفصائل في مصر على مستوى الأمناء العامين بالنجاح في طي صفحة الخلاف الداخلي.
وقال: "الوحدة السياسية والميدانية والبرامجية هي شرط حتمي للانتصار، ولا يمكن الحديث عن تعزيز المواطنة في الوطن الحر دونها".
من جانبه، أشار الكاتب والباحث عبد الغني سلامة، إلى أن الكتاب يطرح فيه المؤلف رؤية خاصة لتجديد المشروع السياسي للفلسطييين في "إسرائيل"، وهو يصلح لأن يكون مرجعية وطنية وخارطة طريق، ليس لأهالي الداخل فحسب، وإنما كجزء من المشروع الوطني الفلسطيني.
وذكر سلامة أن اختيار المؤلف أيمن عودة لمتحف ياسر عرفات مكاناً لإطلاق الكتاب يحمل دلالات رمزية عميقة ومهمة تؤكد أن الشعب الفلسطيني موحد على جانبي الخط الأخضر وفي القدس المحتلة والشتات وفي كل مكان، وأن قضيته واحدة حتى لو كان هناك اختلاف في بعض التفاصيل التي يفرضها موقع الإقامة.
وأضاف، أن أهمية الكتاب لا تنبع فقط من مضامينه والرؤية التي يقدمها، بل في توقيت طرحه الذي يتزامن مع ظروف صعبة تمر بها البلاد، تتمثل في توحد قوى اليمين الصهيوني المتطرف، وتكشف الوجه العنصري لدولة الاحتلال، خاصة بعد صدور ما يسمى بقانون "القومية" وغيره من القوانين التي تشرعن العنصرية والفصل العنصري والاستيطان.
من جانبه، أكد الباحث والأكاديمي إياد البرغوثي، أن أهم ما يميز الكتاب أنه يشكل رؤية خطها قائد سياسي ومفكر، وهذا نادرا ما يحدث في فلسطين، حيث لا يلتقي الطرفان عادة.
واعتبر أن فلسطين تعاني كثرة القادة والمناضلين وندرة أصحاب الرؤية والفكر، وهنا تبرز أهمية المؤلف أيمن عودة الذي حاول الجمع بين الأمرين.
وأشار البرغوثي إلى أن ما يميز الكتاب أنه تحدث عن مشروع فلسطين، إضافة إلى تناوله جملة من القضايا التي تخص الفلسطينيين داخل إسرائيل، كما أنه يثير القضايا الجذرية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وأضاف: "حتى نتحدث عن فلسطين بعمق، يجب أن نعرف من هي إسرائيل التي تبدو أنها أكثر مما نعنقد أنها دولة احتلال، بل هي أداة هامة للإمبريالية، للسيطرة ليس فقط على فلسطين وإنما للهيمنة على الإقليم".
وقال رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة، إن العنوان الرئيس للكتاب يُشير إلى الوضع المركب للفلسطينيين في الداخل، والتوتر الحاصل بين الهوية والمواطنة الإسرائيلية والتداخل الحاصل بين هذين الأمرين، وبما يقدم رؤية لتجديد المشروع السياسي للفلسطينيين في إسرائيل.
وأضاف أن الكتاب يحاول تقديم إجابات عما تثيره الإشكاليات الواقعة بين الهوية الفلسطينية والمواطنة الإسرائيلية، وتطرق إلى معادلة القومي (أبناء للشعب الفلسطيني، والمدني (مواطنون في دولة إسرائيل)، وأن النقاش الوطني الأساسي القائم منذ سبعينيات القرن المنصرم حول إن كان التركيز يجب أن ينصبّ على مستوى بناء الذات الفلسطينية أو على صعيد التأثير في السياسة الإسرائيلية.
وأشار عودة إلى أن الكتاب لا يخطئ أصحاب البعدين، إذ يجب التأكيد على الانتماء الوطني، وفي الوقت ذاته، يجب إلقاء ثقل الفلسطينيين الذين يشكلون ما نسبته 20% من سكان إسرائيل في معترك السياسة في إسرائيل، من أجل إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والديمقراطية والعدالة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها