أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الاثنين، ذكرى ميلاد القائد الوطني فيصل الحسيني، ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية- رفاق الدرب".
وحضر إحياء الذكرى التي أقيمت في متحف الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله، شخصيات اعتبارية وممثلون عن الفعاليات الوطنية والدينية والمجتمعية، وتخلله عرض فيلم حول حياة القائد الراحل فيصل الحسيني، ومعرض صور من الذاكرة الوطنية للحسيني.
وقالت رئيسة مجلس أمناء جامعة بيرزيت حنان عشراوي: "إننا نحيي ذكرى فيصل الحسني ولاء له، ولجميع الذين رحلوا، كنوع من الانتماء لمن يأتي بعدهم، فالذاكرة لا تتوقف بل هي استحضار للماضي".
وأضافت، للحسيني بصمات مميزة، مستذكرة بعض المواقف التي جمعتها به، وكانت أولوياته القدس وجمَع كل فعاليات القدس ووحد كل فصائلها.
ولفتت إلى أنه في كل عدوان على القدس كان القائد الحسيني أول المنتفضين المدافعين عن أهلها، وممتلكاتها رغم من أنه كان يعاني من مرض الربو، إلا أنه كان مصرا أن يكون في صف المقاومة الأول، ولم يترك حارة في القدس إلا وجعلها عنوانا للمقاومة، ومنحها أهمية المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة فكلها كانت مقدسة، حيث كان يدافع عن كل الوطن، وأينما وجد الفلسطيني كان يرى فيه مكونا أصيلا من شعب مظلوم مقاوم.
وبينت عشراوي أن الحسيني دفع ثمنا غاليا في الدفاع عن منظمة التحرير، وخاض كل المعارك، وعمل على التنظيم السياسي، وبناء المؤسسات، ومقارعة الاحتلال فكريا وجسديًا وسياسيًا.
من جانبه، قال نجل القائد فيصل الحسيني عبد القادر، بالنيابة عن عائلته، إن والده كان يحسب له حساب، وإذا قال فعل، وكان مؤمنًا بقوة شعبنا، مستذكرًا بعض التجارب الشخصية بينه وبين والده.
ولد الراحل الحسيني في بغداد 17 تموز/ يوليو 1940، ووالده هو الشهيد عبد القادر الحسيني قائد القوات الفلسطينية في معركة القسطل وقد استشهد فيها.
وكان لوالده الأثر الكبير في تعزيز وعيه السياسي فيما بعد، عبر مرافقته في جميع تحركاته ورحلاته، وانتقاله معه الى القاهرة، ما ساهم في تشجيعه على الخطابة أمام الجمهور وحفظ القصائد الوطنية.
تعرف على الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات أثناء دراسته الجامعية في القاهرة، وشارك في حركة القوميين العرب عام 1957، وبإنشاء وتأسيس المنظمة الطلابية الفلسطينية عام 1959، التي أصبحت فيما بعد نواة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
انضم الى حركة فتح عام 1964، قبل أن يعمل في قسم التوجيه الشعبي في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس حتى عام 1966، بعد حرب حزيران/ يونيو 1967 توجه إلى القدس وقاد العمل السياسي لمنظمة التحرير فيها واعتقل في تشرين الأول/ أكتوبر 1967، وحكم عليه بالسجن مدة عام بتهمة حيازة أسلحة.
أسس عام 1979 جمعية الدراسات العربية (بيت الشرق) في مدينة القدس، وقاد المناضل الراحل الحسيني النضال الفلسطيني في الانتفاضة الأولى وسجن فيها لمدة عامين، وعين مسؤولا عن ملف القدس وانتخب من المجلس الوطني الفلسطيني عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1996.
كان للحسيني دور هام في الوقوف أمام قرار بنيامين نتنياهو القاضي بإقامة مستوطنة على جبل ابو غنيم في القدس، وقيادته للمظاهرات والمسيرات المنددة بذلك، وتعرض إثرها للتنكيل والضرب ومن معه على أيدي قوات الاحتلال.
توفي الحسيني عام 2001، نتيجة أزمة قلبية أثناء زيارته للكويت، وشيّع في موكب حاشد الى مثواه الأخير، في باحة الحرم القدسي الشريف بجوار أبيه وجده.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها