أشهر الكاتب الدبلوماسي حسان البلعاوي، اليوم الأربعاء، كتاب "هاني الحسن صوت الحضور الأنيق والنوء العاصف"، وذلك في متحف ياسر عرفات في رام الله، وذلك بتنظيم من أكاديمية الشهيد عثمان أبو غربية (أكاديمية فتح الفكرية)، بحضور حشد من السياسيين والمثقفين.

وأدارت العضو في أكاديمة الشهيد عثمان ابو غربية، آلاء مليطات حفل الاشهار، فيما افتتح الإشهار، مدير عام مؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح، لافتا إلى أن إشهار كتاب هاني الحسين من منتدى ياسر عرفات، له رمزيته الكبيرة، فهنا مقر وخندق ياسر عرفات الأخير وقلعته الأخيرة، ومعركته الأخيرة التي تمسك فيها بالثوابت الوطنية، حيث ما رفضه لن يقبله في المستقبل أي فلسطيني، ومن رحاب متحف ياسر عرفات نشهر هذا الإصدار كوثيقة تاريخية لأحد رفاق دربه، الذي قدم من عائلة وطنية متفتحة، فيها خالد الحسن وبلال الحسن ومسعود الحسن.

وأضاف: كان هاني رجلاً استراتيجيًا، تبوأ كل ما يخطر لإنسان تبوؤه، حيث كان مستشارا وسفيرا وعسكريا ورجل فكر وتعبئة.

وبين أن حسان بلعاوي، مجتهد متميز، يقدم لنا في هذا الإصدار وثيقة تاريخية فيها الكثير من التأمل، وقراءة بداية البدايات للجيل الذهبي من مفجري الثورة الفلسطينية، والكثير من الأشياء عن الحركة الوطنية، نعيم خضر، بلجيكا الفلسطينية.

بدوره، تحدث حسان صالح، عن حياة هاني الحسن، وتهجيره من قرية إجزم في حيفا، وانتقاله بعد النكبة الى سوريا، ثم انتقاله للعمل في الكويت.

وأضاف صالح: لعب هاني دورا على صعيد النشاطات الوطنية والسياسية في الأوساط الفلسطينية والتي كان من أبرز عناوينها الاخ أبو مازن، وأنيس الخطيب، والمرحومين أبو الهول (هايل عبد الحميد) ومحمود المغربي وآخرين من شبابنا في سوريا.

وقال: انتقال هاني للدراسة في ألمانيا وكان مساهما في نهوض فرع اتحاد الطلبة الفلسطينيين فيها، رفقة ابو الهول ورئيس المؤتمر الثالث لاتحاد الطلبة الذي عقد في غزة عام 1963، وهو العام الذي انضما فيه الى الحركة وبدءا فيه بدمج طلائع العائدين في فتح.

وتابع: عمل هاني أمين سر فتح في ألمانيا بعد حرب 1967، ومفوضا سياسيا في الأردن عامي 1968-1969، وعام 1973 نائبا لمفوض جهاز الأمن والمعلومات في فتح، ثم عضوا في اللجنة المركزية لفتح عام 1980، ثم مفوضا لدائرة العلاقات الخارجية في الحركة.

وأضاف أن الحسن عين سفيرا في ايران عام 1979، وأول موجه سياسي لقوات العاصفة، ومع بدايات السبعينيات أخذت التحولات في دمج العاصفة في مسمى "قوات الثورة الفلسطينية" إلى أن أصبحت جيش التحرير الوطني الفلسطيني، وأخيرا مسمى "الأمن الوطني" في الوطن.

بدوره، تحدث عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد البيروتي، عن تجربته مع الحسن في التعبئة والتنظيم، وروحه التجميعية، وزخم التعبئة والتنظيم قبل رحيله، وعن ذكريات العمل معه في عمارة النجمة في البالوع والتي شهدت فعاليات حركة فتح ومفوضياتها وأقاليمها وحراكا للقيادات.

وأضاف: كان هاني الحسن يرى التعبئة والتنيظم هيئة أركان متكاملة، هدفها إعادة بناء فتح، مؤمنا أن المشروع الوطني برمته يتمثل في حركة فتح، وفشل ذلك له عواقب وخيمة على المشروع الوطني بأكمله.

بدوره، قال عضور المجلس الاستشاري لحركة فتح حسن الخطيب، كان هاني الحسن صاحب أفق سياسي ونظرة ثاقبة، قائدا، وأنيقا في كل شيء، يد سخية في المساعدة وإنساني لأبعد الحدود.

وأضاف: تقرأ في الكتاب عن هاني الحسن و20 قائدا معه، عن الثورة وأمكنتها وسيرها. عن علاقات هاني المتميز في كافة الساحات، الأردن، لبنان، سوريا، ألمانيا، ايران، مصر، عن طلائع العائدين، حيفا والتهجير منها.

وختم حفل الإشهار صاحب الكتاب حسان البلعاوي بالقول: كتابة سيرة هاني الحسن هي العودة لتاريخ القضية الفلسطينية ومراجعة المحطات الرئيسية لحركة فتح والتي ساهم الحسن في تأسيسها.

وأضاف: الكتاب يكشف عددا من القضايا الشائكة التي خاضها الحسن بصفته المستشار السياسي لياسر عرفات في عديد من الساحات من عمان إلى بيروت إلى طهران إلى دمشق وبغداد وأخيرا فلسطين.

يُشار إلى أن حسان البلعاوي، كاتب ودبلوماسي فلسطيني مقيم في بلجيكا، يعمل منذ عام 1991 في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية. درس في جامعة السوربون الفرنسية والمدرسة القومية للإدارة في فرنسا، وله كتابان عن غزة باللغتين الفرنسية والعربية صدرا في عامي 2008 و2017 وأطروحة عن المتاحف في فلسطين عام 2013.