تبذل الأم قصارى جهدها في تعليم أطفالها منذ الصغر القيم والأخلاق والعادات الطيبة النافعة، والتي تضمن لهم حياة سوية آمنة، فتبدأ بتعليم طفلها الكلام والوقوف والمشي، وعندما يبدأ الطفل تفهم وإدراك ما يدور حوله؛ تحرص على تلقينه قواعد تحمل المسؤولية، ليصبح طفلاً مسئولاً.
1-معلومات تعرفي عليها
الطفل يتعلم بالإيحاء والمشاهدة بصورة أكبر من أي طريقة أخرى؛ بمعنى أن تكوني أنت ووالده قدوة له، والبداية تكون بحرصك على أن تغرسي فيه قيماً وسلوكيات يستطيع بها مواجهة كافة مصاعب الحياة.
الآباء لا يعلمون ولا يلقنون أطفالهم طرق المعيشة الصحيحة.. ولكنهم يتركونهم يشاهدون ويسمعون ما يجرى داخل منزلهم، ووسط أهليهم، فيقتدون ويقلدون.
أقوى الملاحظات تأثيراً على الطفل، تلك التي تقولها الأمهات أو الآباء بعد المشهد أو الحدث؛ فإن أخطأ الطفل بشكل غير مباشر ومن دون أن يقصد، فالفرصة سانحة لتصويب الخطأ وإفهامه الصواب.
الطفل نبتة تزرع في رحم الأم، وبذرة تنمو وتزدهر -بعد الولادة- بالاهتمام والرعاية والتربية القويمة بالمنزل، ولهذا يختلف طفل عن الآخر ليس بشكله فقط، بل بأسلوب التربية الذي غرسه الآباء بداخله.
والمعروف أن تنشئة طفل مسؤول ليست بالأمر السهل، ولا تحدث بين يوم وليلة.. إنما لابد من وضع الآباء لخطة وقواعد والتزامات ومراقبة تنفيذها، وعلى الطفل التعود عليها والالتزام بها، حتى تصبح جزءاً من روتينه اليومي يقوم به وهو مرحب.
2-كيف تربين طفلاً مسؤولاً؟
لكي يتعلم الطفل الاعتماد على نفسه وتحمله المسؤولية؛ يجب أن تقوم الأم بمساعدة الطفل، ويتم ذلك بالحرص على تشجيع الابن على مساعدتها في المنزل، بتوجيه طفلها للاستمرار على ترتيب غرفته، ومساعدتها في إعداد تقديم الطعام على السفرة، تنظيف وتجميع الألعاب الخاصة به ووضعها في المكان المخصص لها. وتشجيع الطفل على مساعدة الغير.
من أهم القيم النبيلة التي يمكن غرسها في الطفل، هي تشجيعه على عمل الخير، والشعور بالمسؤولية الكبيرة تجاه هؤلاء المحتاجين، بتقديم اللعب أو الملابس المُستغنى عنها، حتى يصبح طفلاً يملك قلباً كبيراً وأخلاقاً نبيلة.
3-التعليم برواية القصص
احرصي دائماً على رواية قصص لطفلك تحكي عن تحمل الأطفال المسؤولية، ولا تلقني طفلك النصائح بهذا الموضوع بطريقة مباشرة؛ لأن الطفل لا يستجيب لهذا الأسلوب، لقنيه كل القيم التي ترغبين في تعليمها له بطريقة غير مباشرة.
مساعدة الطفل على وضع أهداف لحياته المستقبلية
احكي مع طفلك وتناقشا معاً، وساعديه في وضع هدف معين، وكيفية تنفيذ رسم المستقبل، فلا يجب أن يعيش الطفل طوال حياته بلا أهداف.
ممارسة الرياضة
تُعد ممارسة الرياضة إحدى الأساليب التي تستطيعين من خلالها تعليم طفلك المسؤولية وبث روح التعاون، وخاصة الرياضات الجماعية مثل كرة السلة وكرة القدم والطائرة، وغيرها من الألعاب الجماعية.. فهي تجعل الطفل يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه أفراد فريقه، ولها دور كبير في بث روح التعاون الجماعي، وتساعد على تعديل سلوك الطفل.
4-المساهمة في عمل الخير
تحمل المسؤولية يعني.. أن تعلميه منذ الصغر أن يخرج جزءاً من مصروفه لله، عن طريق التبرع به للمحتاجين، ويفضل أن يشاهدك عند تقديمك المساعدات، واجعليه يقدمها بنفسه؛ حتى يشعر بقيمة المساعدات التي يقدمها بنفسه.
احذري إعطاء النقود لطفلك, بإفراط
يجب عليكِ أن تكوني معتدلة في إعطاء طفلك النقود، وعدم تلبية كل رغباته؛ لأن ذلك سيجعله شخصاً مستهتراً وغير مسؤول، ولا يعرف قيمة النقود التي يمتلكها، ومعها يتضاءل أمامه حجم وقيمة العلم الذي يتعلمه، ويبذل فيه مجهوداً.
غرس القيم في طفلك
انتبهي, لا تقصري تعليمك الطفل المسؤولية والاعتماد على النفس، بالمحافظة على نظافة غرفته وممتلكاته.. ولكن عليك أيضاً تعليمه أن يحافظ على ممتلكات غيره، فلا يجب أن يكون مسؤولاً بالمنزل وخارجة يكون مستهتراً.
5-تعليم الطفل الاعتماد على النفس
على الطفل أن يتعلم منذ صغره أن يعتمد على نفسه، شجعيه أن يكون مسؤولاً عن ارتداء ملابسه، وارتداء حذائه، وقيامه بوضع الأكل لنفسه على السفرة، وغيرها من الأمور التي تجعل الطفل يشعر بأنه مسؤول عن تصرفاته.
المسؤولية مجموعة من المهام على الطفل القيام بها.. ولكنها لا تقتصر عليه وحده أو فيما يخصه فقط، إنما شجعيه على المساهمة بجزء من مصروفه؛ لمساعدة الفقراء والمحتاجين فتعززي من قيمة العطاء بداخله، ويرق قلبه لهم ويشعر بهم.
التبرع للغير
كما أن التبرع للغير من أفضل القيم التي يجب غرسها في نفس الطفل، التبرع بملابسه المستعملة ذات الحالة الجيدة، شاركيه وجهزي الملابس المقرر التبرع بها ليدرك قيمة عمله، ويشعر بسعادة تبرعه للغير.
6- أخبري طفلكِ منذ صغره أنه إنسان
أخبري طفلك بأهمية مراعاة الآخرين، والمشاركة بالأعمال المنزلية، ونمي قدرته على تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات التي أمامه، وعليه أن يثبت الكفاءة فيما يخص القيام بالواجبات الدراسية، وارتداء حذائه وملابسه بنفسه، والاستحمام بمفرده إذا كان عمره من 9 سنوات.
من المهم جداً أن تدفعي طفلك لإدراك واحترام قيمة الوقت، وذلك من خلال تدريبه على تقسيم وقته بين الدراسة وممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، وهذا الالتزام يعزز من شعور الطفل بالمسؤولية ويجعله أكثر احتراماً للوقت.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها