الماء هو سر الحياة، ويظل السؤال الذي يطرح على أدمغتنا ما قدر المياه الذي نحتاجه كي نحافظ على توازن الجسم وننظم درجة حرارة أجسامنا ونحافظ على مفاصلنا.

نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا مطولا حول هذا الأمر، ونقلت عن  خبيرة التغذية العلاجية ميليسيا ماجومدار، قولها: "إذا لم نشرب ما يكفي من المياه، فقد نعاني من الغثيان وفقدان الشهية، وقد نجد صعوبة في التركيز وأداء المهام الجسدية، مثل حمل البقالة أو رفع الأوزان".

وحددت ماجومدار نسبة مختلفة من السوائل التي يحتاجاه الرجال عن النساء، فمن المفترض أن تستهلك النساء يوميا نحو 2.7 لتر من السوائل يوميا، بينما يحتاج الرجال شرب ما يعادل 3.7 لتر، ويشمل ذلك جميع السوائل بما فيها المياه والأطعمة الغنية بالمياه مثل الفواكه والخضروات والحساء، ويستهلك الشخص المياه بالطريقة الآتية، بحيث يأتي 80% منها من السوائل والمياه، و20% من الخضروات وباقي أنواع الأطعمة، ويتم تقسيم المياه على فترات الإفطار بنحو 9 أكواب مقسمة على ساعات الإفطار للإناث و12 كوب للذكور، وتختلف كميات المياه المشروبة على حسب مستوى النشاط وتكوين الجسم والمناخ الموجود فيه الشخص.

وقالت ماجومدار إنه "إذا كنت شخصية رياضية وتركض لفترات طويلة، فأنت تفقد الكثير من السوائل من خلال العرق خاصة في الأجواء الحارة والرطبة، ستحتاج إلى المزيد من الماء"، بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأن خلايا العضلات تحتوي على تركيز أعلى من الماء من الخلايا الدهنية، فإن الشخص الذي لديه كتلة عضلية أكبر سيكون لديه احتياجات أعلى من الماء، وقد يحتاج إلى استهلاك المزيد من الماء،من شخص لديه كتلة دهنية أكثر.

وهناك عوامل أخرى ينبغي أن يتم وضعها في عين الاعتبار أيضا، مثل الحمل والرضاعة الطبيعية، أو الإصابة بأمراض مزمنة، التي تزيد من احتياج الجسم للسوائل، لكن السؤال الذي يطرح نفسه أيضا، هل تناول المزيد من المياه بصورة أكبر من التي يحتاجها الجسم أمر مفيد للصحة؟ يقول الخبراء إن تناول مياه أكثر مما يحتاجها الإنسان لا توفر أي فائدة إضافية، كما حذر الخبراء من أن الرياضيين الذين يتناولون الكثير من المياه بصورة أكبر من حاجتهم لها، يصبحون معرضين لخطر نقص الصوديوم من الدم.

 

وأوضح الخبراء أنه في حالة النقصان الحاد في مستويات الصوديوم في الدم، فهذا قد يكون مهددا للحياة، ونقلت الشبكة الأمريكية عن اختصاصية التغذية الرياضية ويندي سترلنغ، قولها: "انخفاض مستويات الصوديوم بصورة حادة أمر بالغ الخطورة ويتطلب عناية طبية فورية وقد يتسبب في وفاة البعض".