افتتح رئيس الوزراء د. محمد اشتية، اليوم الأحد، في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، وحدة "محمد زمان عقيل" للعناية المكثفة للأطفال، وقسم "الحاج أحمد أبو غزالة" لعلاج وجراحة قلب الأطفال.
جاء ذلك بحضور وزيرة الصحة مي كيلة، ومدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي، ورئيس بلدية رام الله عيسى قسيس، ورئيس جمعية إغاثة أطفال فلسطين ستيف سوسبي، ورئيس مجلس أمناء الجمعية فيفيان خلف، ورئيسها التنفيذي عماد ناصر الدين، ورئيسي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب وجمعية الهلال الأحمر الكويتي هلال الساير، وممثلين عن الجهات والمؤسسات الداعمة والمنفذة للمشروع، وعدد من كادر وزارة الصحة.
وقال رئيس الوزراء في حفل الافتتاح: "اليوم نحاول بكل ما نستطيع توطين الخدمة الطبية، بدل أن كنا نعتمد على الخارج، لنعتمد على أنفسنا ليس فقط من ناحية البنية التحتية وإنشاء المباني وغيره، بل بالكادر البشري المتميز المتخصص في فلسطين، والفلسطيني أينما كان هو قصة نجاح".
وأضاف د. اشتية: "عندما أسسنا مجمع فلسطين الطبي ليكون متميزا وهو الآن متميز في هذه الخدمة، أردنا أن يأتي إليه الناس من كل أنحاء فلسطين، ولكن هذا لا يعني أننا ننسى المؤسسات الطبية في عاصمتنا الأبدية القدس، مستشفى المقاصد والمطلع وكل المستشفيات، وبالتالي عندما نقوم بهذا الجهد فنحن لا نخدم أبناء رام الله فقط، بل نخدم كل فلسطين بكل مكوناتها".
واستدرك: "نحن سعيدون جدا بروح الشراكة مع منظمة الصحة العالمية، لأن هذه الخدمة ترتقي إلى المستوى العالمي، وما رأيناه اليوم من تبرع ونوعية في الأداء والإنجاز يرتقيان إلى أعلى درجات الخدمة الموجودة في كل بقاع العالم".
وتابع رئيس الوزراء: "السيد الرئيس محمود عباس يولي قطاع الصحة اهتماما كبيرا، لأن هذا القطاع يتعامل مع أغلى ما يملك الإنسان وهي صحته، ونتمنى الشفاء لكل الموجودين في المستشفيات، لذلك فإن الخدمة الصحية المتميزة من خلال كادر بشري متمكن وبنية تحتية متطورة هي عوامل صمود شعبنا على أرضه".
وأردف: "أبناؤنا أطفالنا لبنة المستقبل، ونحن عندما نستثمر بالطفل نستثمر بالمستقبل، فهم قادة المستقبل ومن سيقف في وجه الاحتلال المجرم الذي يسيل دماء أبنائنا في مخيم جنين، والبلدة القديمة في نابلس، وأريحا، والخليل، وبيت لحم، والقدس، وفي كل مكان".
وقال رئيس الوزراء: "ما نشهده اليوم هو عنوان وترجمة حقيقية لانتماء الفلسطينيين والعرب نحو فلسطين، انتماء جدي وحقيقي يترجم نفسه ليس في المال، وأقول للحاضرين معنا من الكويت الشهيد فهد الأحمد السالم الصباح الذي قاتل معنا في بيروت واستشهد في الكويت وبنينا باسمه مدرسة في غزة، عنوان ما معنى فلسطين في العمق العربي وفي قلب العرب، والعرب في قلب فلسطين".
واختتم د. اشتية: "أبارك بهذا الإنجاز المتميز لوزارة الصحة التي تبذل كل جهد بطواقمها البشرية والإدارية والخدماتية وغيره، والشكر والتقدير لجمعية إغاثة أطفال فلسطين، والهلال الأحمر الفلسطيني والكويتي، وبلدية رام الله، ومنظمة الصحة العالمية، وكل الحاضرين".
من جانبها، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، "نجتمع اليوم في لحظة فارقة ومهمة على مسيرة النهوض في القطاع الصحي وتطويره، وتوفير الخدمات الطبية في مرافق وزارة الصحة".
وبينت، أن القسمين يحتويان على غرفتين للعمليات، إحداهما لقسطرة قلب الأطفال، والأخرى لجراحة قلب الأطفال، إضافة إلى 34 سريرا توزعت على أربعة أسرة للإفاقة، ومثلها للعزل، وتسعة أسرة للعناية المكثفة لقلب الأطفال، وخمسة أسرة عناية متوسطة لقلب الأطفال، و12 سريرا لقسم قلب الأطفال.
وذكرت الكيلة، أن الحكومة قررت تعيين كادر متخصص طبي وتمريضي، لتشغيل بعض الأقسام بواقع طبيب جراحا لقلب الأطفال، وطبيب مختصا في أورام قلب الأطفال، وأربع أطباء مناوبين، و26 ممرضا، وذلك كخطوة أولى نحو استكمال تعيين كوادر إضافية، من أجل أن يعمل القسم بطاقته الكاملة، علما أن عدد الحالات التي يتم تحويلها من الوزارة سنويا حوالي 600 حالة، أي بقيمة 25 مليون شيقل سنويا، ونطمح مع زيادة الكادر إلى تحقيق هدف توطين الخدمة.
ولفتت إلى أن الوزارة والحكومة تبذلان كل الجهود لتقديم الخدمات التي يستحقها شعبنا ضمن الإمكانيات المتاحة بشكل سلس ومريح وفي متناول الجميع، وضمن الخطة الإستراتيجية للوزارة نحو توطين الخدمات التخصصية في المستشفيات الحكومية.
وأشارت إلى أنه رغم الأزمة المالية التي تعصف بالحكومة، نتيجة قرصنة الاحتلال للمقاصة، إلا أن الوزارة تولي المرضى أهمية قصوى.
وبعث مدير مجمع فلسطين الطبي الدكتور أحمد البيتاوي، بالتحية إلى الحكومة وإلى الرئيس محمود عباس، الذين وضعوا اللبنة الأولى للمجمع قبل 12 عاما.
وشكر حكومة الكويت وأهلها والهلال الأحمر الكويتي والفلسطيني، وجمعية إغاثة أطفال فلسطين، وبلدية رام الله وأهلها، ووزارة الصحة، وطواقمها، وكل المتبرعين والمساهمين في تطوير أقسام المجمع، رغم كل الصعوبات.
إلى ذلك قال رئيس جمعية إغاثة أطفال فلسطين ستيف سوسيبي، إن قطاع الصحة الفلسطيني هو أحد الأعمدة المهمة، مشيرا إلى أنه يوجد طاقم متخصص من الأطباء، يمَكنهم أداء عملهم باحترافية.
وبين أن الجمعية تمكنت من التأثير في حياة أبناء شعبنا، وتحقيق العدالة والمساواة، ولن تتوقف عن دعم شعبنا حتى ينال الحرية.
إلى ذلك، قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية إغاثة أطفال فلسطين فيفيان خلف، إن القسمين بإشراف الطاقم الموجود، سيداران بكفاءة عالية ويقدمان العلاج لآلاف الأطفال الفلسطينيين.
وعبرت خلف عن سعادة الجمعية بالشراكة طويلة الأمد مع وزارة الصحة التي امتدت على مدار ثلاثين عاما، لتطوير القطاع الصحي في فلسطين، وخلق فريق خبير ومتميز، ومساعدة آلاف الأطفال في فلسطين والمنطقة، وإيصال الخدمات الصحية لإنقاذ حياة المواطنين.
من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لجمعية إغاثة أطفال فلسطين عماد ناصر الدين، إن هدف الجمعية منذ ثلاثين عاما الارتقاء بالصحة، وهذا ما اتضح من خلال تطوير البنية التحتية لمنظومة الصحة الفلسطينية.
وأوضح، أن الهدف من افتتاح القسمين زيادة العناية الصحية بالأطفال الذين يعانون من مشاكل في القلب، وتزويد المجمع بأحدث المعدات عالميا، وتوطين الخدمة.
واختُتم الحفل بتكريم كل من رئيس الوزراء محمد اشتية، والبيتاوي ممثلا عن مجمع فلسطين الطبي، وجمعية إغاثة أطفال فلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها