انطلقت، اليوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر الأول "النشاط البحثي عبر الخط الأخضر"، الذي نظمه المركز الفلسطيني الأمريكي للأبحاث (بارك)، بالشراكة مع جامعة بيرزيت، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية.

ويهدف المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين، في جامعة بيرزيت، إلى توفير منصة لزملاء (بارك)، والمجتمع الفلسطيني، والباحثين، لمناقشة القضايا الحالية المتعلقة بالبحوث حول فلسطين والفلسطينيين، في مجموعة متنوعة من مجالات الدراسة.

 ويناقش المؤتمر في يومه الأول مشاهد من المناظر الطبيعية، والايكولوجيا السياسية، والبيئة، والصحة، وعلم النفس والصدمات، ويناقش اليوم الثاني من المؤتمر قضايا النوع الاجتماعي، والبقاء والمقاومة والتضامن.

وقال رئيس جامعة بيرزيت بشارة دوماني في افتتاحية المؤتمر، إن المركز بدأ بتقديم البعثات والمنح، وانتقل إلى العمل مع المفكرين والباحثين الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، مؤكدا تعاون الجامعة واحتضانها لأي عمل بحثي.

وأضاف، ان المركز يدعم المفكرين والباحثين الفلسطينيين، لتصبح فلسطين تنتج المعرفة، عبر نشر أوراق الباحثين وكتبهم.       

وأكد دوماني أن المؤتمر يثبت أن الدراسات الفلسطينية تتطور من حيث العدد والجودة، وأن العمل الفكري يرتكز على العدالة، وتحفيز النضال بأشكاله كافة، رغم التحديات.

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية للمركز بني ميتشل، إن المركز يحترم ويحتضن المفكرين، وعلمهم، وخبرتهم، وحريتهم، في اختيار مواضيع أبحاثهم، ويركز على العلوم الانسانية والاجتماعية والصحة العامة والبيئة، إذ حصل عدد من الباحثين على جوائز عدة، منها: جائزة الزمالة والخدمة في المجتمع. 

وأوضحت ميتشل، أن المركز يخصص العمل حول فلسطين، وأصبح هناك باحثون أميركيون يدرسون قضايا تتعلق بفلسطين، ولهذا أهمية في توسيع التعاون بين المؤسسات الفلسطينية البحثية والمؤسسات الأميركية، لتعزيز الشراكة، والقيام بالعديد من الأعمال الجديدة.

بدورها، قالت مديرة المركز في فلسطين غادة المدبوح، إن مركز (بارك) يتعاطى بمرونة مع واقع الأبحاث المتجدد، والواقع المعاش فلسطينيا، تحت وطأة الاستعمار، حيث إن النقاشات حول شكل المنحة، ومعاييرها، ومحدداتها، وهدفها، ومنهجيتها، هو حوار مفتوح ومتجدد ودائم، وتمت هذه الحوارات بإشراك الزملاء الذين انتفعوا من منحة المركز، سواء عن طريق اللجان الأكاديمية المختلفة الخاصة، في تقييم المنحة، او بالإشراك في المجلس الاستشاري، أو لجان أخرى.

ونوهت إلى أن المركز قدّم منذ بداية عمله 360 منحة عمل ميداني، واستقدم 170 أستاذا أميركيا، من خلال برنامج تطوير الهيئة التدريسية، الذي كان له دور بارز ومؤثر في الأكاديمية الأميركية، وانتاجها.

وأردفت: يهدف مكتب (بارك) في فلسطين تقديم منح بحث ميداني لطلبة الدكتوراة، والأكاديميين الفلسطينيين، بمختلف أماكن سكناهم، وتواجدهم في الوطن والشتات، حيث يتم استقدامهم للعمل على أبحاثهم في فلسطين، أو في أماكن تركّز التواجد الفلسطيني في الأردن ولبنان، لإنتاج معرفة عن فلسطين من الفلسطينيين أنفسهم، والفكرة من ذلك جمع الشتات الفلسطيني، من خلال مؤسسة واحدة تعنى بالمعرفة وانتاج المعرفة التحررية.

وأشارت إلى أن المركز في آخر 10 سنوات ركز على تمثيل فلسطينيي الــ1948 في المؤسسة، والتركيز على حضورهم، واعداد أبحاث حول هضبة الجولان المحتل، كمشهد للعمل الميداني.

ولفتت إلى أن الفكرة من المؤتمر جمع المجتمع الأكاديمي من باحثين وباحثات لنقاش الأولويات البحثية، والخروج قدر المستطاع بتوصيات حول إمكانيات بحثية مستقبلية فردية او جماعية.

يذكر أن مركز (بارك) أنشئ في عام 1998، وتتمثل سياسته في تعزيز وتسهيل البحث العلمي حول فلسطين، وبناء قاعدة معرفية أوسع وأعمق للمنح الدراسية حول فلسطين، وبدء وتشجيع التبادل بين العلماء والمؤسسات الأميركية والفلسطينية، ونشر البحوث العلمية حول فلسطين على نطاق واسع.