فاطمة إبراهيم
كانت سهرة عادية لأيمن عابد وعائلته في ساحة منزلهم ببلدة كفر دان شمال غرب جنين، قبل أن تفجر قوات الاحتلال الإسرائيلي بوابة المنزل، وتخلي أيمن وعائلته بالقوة تمهيدا لهدمه.
بحدود العاشرة والنصف مساء، أول أيام العام 2023 اقتحمت قوات الاحتلال قرية كفر دان لهدم منزلي عائلتي الشهيدين عبد الرحمن وأحمد عابد اللذين استشهدا في شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
يقول أيمن عابد والد الشهيد أحمد "دخلوا ساحة المنزل بطريقة همجية جداً بعد أن فجروا البوابة، سألتهم ماذا تريدون فأخبرني أحدهم أن المنزل سيهدم الليلة".
"صرخت في وجهه، فقال لي أسكت ثم جرني من رقبتي وأخرجني من ساحة المنزل أنا وأخوتي ووالدي"، يضيف عابد.
وحاصرت قوات الاحتلال منزل أيمن عابد ثم بدأت بأخذ قياساته وزرع المتفجرات فيه تمهيدا لنسفه، فيما أمهلته وزوجته وبناته مدة 3 دقائق لمغادرة المنزل، "قلت للجندي 3 دقائق غير كافية لألبس فيها معطفي وحذائي ماذا تريدني أن أخلي في 3 دقائق".
وتابع عابد "تركت كل شيء وخرجت مع بناتي الأربعة وزوجتي، لم أحمل معي شيئا أبداً، حتى صورة ابني أحمد الموجودة في ساحة المنزل مزقها الجنود".
على ركام منزله البالغة مساحته 140 مترا مربعا يقف أيمن عابد بجانب زوجته التي تتأمل الركام ويقول: "سكنت المنزل منذ 24 عاماً، ولد أبنائي كلهم فيه، كبروا ودرسوا ونجحوا فيه، ربيت أحمد فيه ومنه خرج شهيداً، كل ذكرياتي هنا، أعطوني مهلة 3 دقائق لأخليه، ثم نسفوه".
ويتابع وهو يتفقد صورة كبيرة علقها شباب البلدة لابنه أحمد على أحد الجدران المهدومة للمنزل "يحاولون كسر عزيمتنا بنسف منازلنا، لكن كل المنزل لا يساوي حذاء ولدي أحمد".
بخطى ثقيلة حاول أيمن صعود بقايا درج منزله وقال "لا يمكنني وصف أول لحظة دخلت فيها المنزل بعد تفجيره، صدقيني إنه شعور لا يوصف، كانت ملابس أحمد وصوره وغرفته لها مكانه خاصة في قلبي كنت استأنس بها، الآن لم يبق لي شيء من ذكراه".
ويضيف" لا يغيب عن بالي ثانية واحدة، ولا شيء يعادل وجوده معنا ولو حاولوا كسرنا بهدم المنزل، كل ذلك لا يساوي شيئا من أصغر أشياء أحمد".
وكانت قوة أخرى من جيش الاحتلال حاصرت منزل الشهيد عبد الرحمن عابد في الوقت نفسه، وأجبرت عائلته وعائلة جده على إخلاء منزليهما قبل أن تقوم بتفجيرهما في حدود الساعة الثامنة من صباح اليوم الإثنين.
يقول هاني عابد والد الشهيد عبد الرحمن: "داهم الجنود المنزل وأخرجونا منه، لم نبلغ بالهدم أبدا ولم يسمحوا لنا بأخذ شيء معنا، ذهبنا لبيت الجيران وبعد أخذ قياساته ووضع المتفجرات داخله طلبوا منا الخروج مع الجيران والابتعاد عن محيطه".
ويضيف "كنا قرابة 40 شخصا بيننا امرأة مقعدة أخرجونا من محيط المنزل وتركونا في الشوارع في هذا اليوم البارد جدا والرياح الشديدة. بقينا حتى الصباح في الشارع".
وبحدود الساعة الثامنة صباحا فجرت قوات الاحتلال منزل هاني عابد ومنزل والده، جد الشهيد عبد الرحمن، وبذلك تكون قوات الاحتلال قد هدمت 3 شقق سكنية تأوي 15 شخصا في قرية كفر دان.
واندلعت مواجهات في شوراع القرية بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي، فأصابت الشاب محمد حوشية وهو من قرية اليامون بأربع رصاصات في الصدر استشهد إثرها، كما استشهد الفتى فؤاد عابد (17 عاما) خلال المواجهات في القرية
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها