وفاءً لمسيرة الخالد فينا الشهيد الرمز ياسر عرفات، ولمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الرئيس القائد الرمز ياسر عرفات "أبو عمار"، لبى الآلاف من أبناء الشعب العربي الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة صور الدعوة التي وجهتها حركة "فتح" للمشاركة في المهرجان الذي نظمته عصر اليوم الخميس ١٠-١١-٢٠٢٢ في معسكر الشهيد ياسر عرفات بمخيم الرشيدية.

 

 وقد تقدّم الحضور قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب على رأس وفد من قيادة وكوادر قوات الأمن الوطني الفلسطيني في المخيّمات، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان الحاج حسين فيّاض على رأس وفد من قيادة الإقليم، والقائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله، وممثلي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، ورئيس اتحاد عمال فلسطين - فرع لبنان، ورئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني، وقيادة وكوادر حركة "فتح" في المناطق والشعب التنظيمية في لبنان، وقيادة وكوادر الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صور، ووفد من أطباء الهلال الأحمر الفلسطيني، ووحدة الدخل الصحي للإسعاف في منطقة صور، وعدد من علماء الدين والمشايخ الأفاضل وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير منطقة صور، واتحاد المرأة الفلسطينية، واللجان الشعبية والاتحادات النقابية والأندية الرياضية والأطر التنظيمية والشخصيات الاعتبارية والاجتماعية وحشد غفير من جماهير شعبنا.

 

بدايةً رحب عريف الحفل مسؤول إعلام حركة "فتح" في منطقة صور محمد بقاعي بالحضور الكريم كل بِاسمه وصفته ولقبه وما يمثل، ومن ثم قرأ الحضور السورة المباركة الفاتحة على أرواح الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات وتلا ذلك النشيدان الوطنيين اللبناني والفلسطيني.

 

وقال بقاعي: "بعد ثمانية عشر عامًا نعم ما زال عهدنا استمرار حتى النصر والتحرير والعودة وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى، ثمانية عشر عامًا يا أبا عمار وما زال العهد هو العهد، ثمانية عشر عامًا يا رمزنا وما يزال القسم هو القسم". 

 

وأضاف بقاعي: "ياسر عرفات كان هوية الوطن، وقرار فلسطين المستقل، وأقسم وتمنى أن يكون شهيدًا من شهداء القدس التي كانت محفورة في عقله وذاكرته، أبو عمار شعبك لن ينساك لأنك كنت الفكرة التي لا تموت، وستبقى هذه الفكرة أمانة في أعناق اخوانك في القيادة الفسطينية وعلى رأسهم فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن".

 

وألقى القائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله كلمة الرصاص والحجر كلمة الشهيد الأول والاسير الأول، كلمة العملاقة "فتح" مما جاء فيها: "قائدي، نعم سيدي الرئيس الشهيد ياسر عرفات، أنت من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأنت الذي كنت تنتظر عودة مشرفة لأبناء شعبك إلى الوطن فلسطين وأنت من الرجال الذين لم يبدلوا تبديلا. في مثل هذه الأيام تمكن العملاء والجبناء من قتل جسدك، أما روحك الطاهرة فلم يقتلها أحد لأنها حاضرة وتعيش فينا دائمًا وأبدًا". 

 

وأضاف: "في ذكراك سيدي، ننحني إجلالاً وإكبارًا لعظمة الشهداء وأنت سيدهم وأميرهم، رحلت عنا جسدًا وبقيت نهجًا ومعلمًا وقائدًا نتعلم منه كل الماضي، ونعمل للحاضر ونؤسس للمستقبل، كما كنت تعلمنا وتزرع فينا بذور العنفوان والقوة والعطاء. نعم سيدي الشهيد الرمز، فأنت القائد الوحيد في هذا العالم الغريب لا زلت وستبقى تعيش في قلب وضمير كل فرد منا كيف لا وأنت المؤسس لأعظم ثورة في التاريخ رغم كل الصعاب حملت هم الشعب والوطن بأكمله وفي آن واحد وبثقة الرجال العظماء المخلصين لقضيتهم، مضيت وبقوة ثابتة كالجبال تبني وتؤسس وتقاتل على كل الجبهات، ما أعظمك يا أبا عمار مضيت شامخًا بالرغم من كل خناجر الدنيا التي طعنتك بظهرك وبخاصرة الوطن، كنت تعمل ليل نهار ولم يستطع أعداءك إضعافك وتحملت كل المصائب وتخطيت كل الألغام والأفخاخ، حاولوا اغتيالك بدل المرة مئة مرة، وطاردوك وحاولوا النيل منك في بداية شبابك، وحاصروك بدل المرة ألف مرة، وحاولوا الانتقام منك مرات ومرات لكنك كنت أقوى منهم مجتمعين، نعم سيدي وأنت الآن في قبرك ما زلت ترعب كبيرهم وصغيرهم، ويخافون أن يذكروا اسم ياسر عرفات أبو عمار ويحسبون لك ألف حسابأ. وأنت في ذمة الله، نعم لأنك صنعت وأسست ودربت رجالا صادقين أوفياء إنهم رجال الفتح الذين زلزلوا كيان الاحتلال الصهيوني ووضعوا بصمات بنادقهم في صدور المحتلين كما علمتهم سيدي أبا عمّار".

 

وتابع بقاعي: "نعم يا أبا عمار فكل كلمة قلتها بتاريخك تتردد في كل بيت ومدرسة، ونادي ومعسكر كل كلماتك مدونة في عقل كل واحد منا ولن نتخلى عن فلسطين التي استشهدت من أجلها، وسنقاتل حتى الرمق الأخير وسنحرر الوطن قريبا بإذن الله، وسنقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ولن نتخلى عن ذرة تراب من الوطن الغالي فلسطين أرض آبائنا، وأجدادنا من رفح حتى الناقورة ومن البحر إلى النهر وأريحا والاغوار، واللي مش عاجبوا يشرب من البحر الميت. 

التحية كل التحية لأبطال المقاومة في فلسطين من جنين ونابلس إلى رام الله والقدس وبيت لحم وأريحا وقلقيلية وقلندية وحيفا ويافا وتل أبيبد.

عاشت المقاومة الفلسطينية وكل أذرعتها العسكرية وعاشت الأجهزة الأمنية الفلسطينية صاحبة المشروع الوطني، من قوات الأمن الوطني والشرطة والدفاع المدني والشبيبة، والتحية لكل مقاوم في الوطن والخارج". 

 

وقال: "أهلي أحبتي في أراضي الـ48 أتوجه لكم لأقول أحذروا الفتن التي يصنعها الاحتلال، ووجهوا سلاحكم له أوقفوا مسلسل القتل اليومي والثارات والمشاكل الداخلية المفتعلة من الإحتلال، وحكموا صوت العقل ورتبوا أموركم فأمامكم عدو لئيم خبيث لا يرحم، يعمل باستمرار ليزرع الفتن والاقتتال بينكم كونوا على قدر المسؤولية ووجهوا سلاحكم إلى صدر عدوكم، فالمسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.

أحبتي أبنائي الخريجين يا من ترفعون الرؤوس وتشرحون القلوب ونرى النصر بأعينكم مستقبل فلسطين المشرق، أيها الشباب الطيب المنضبط الذي تعلم وتدرب من أجل العمل على تحرير فلسطين، كونوا على قدر المسؤولية وكونوا أوفياء لشعبكم، وحريصون على أمن مخيماتكم وكونوا مشاريع الدفاع عن الوطن وصناع التحرير والعودة.

يا أبناء دورة الشهيد فتحي البحرية أيها الأبطال كونوا على وعد أبو عمار وعهد قسم حركتكم "فتح" التي دربتكم وعلمتكم لكي تعملوا لفلسطين وشعبها. 

كم كنت أتمنى لو كان الرئيس أبو عمار بيننا ليرى هؤلاء الأبطال الذين كان يفخر بهم دائمًا ويسهر مرارًا وتكرارًا على معسكرات التدريب والإعداد في كل مكان من سوريا إلى لبنان مرورًا بليبيا واليمن وكل أماكن الوجود الفلسطيني كان الرئيس الشهيد أبو عمار يعرف أن معركتنا طويلة ودائمًا كان يعد العدة والعتاد ويدرب أبناء الشعب الفلسطيني ليوم النصر والعودة.

التحية لروح شهيدنا القائد أبو عمار واضع أسس ثورتنا، التحية لحامل الأمانة فخامة الرئيس محمود عباس أبو مازن وإنها لثورة حتى النصر والتحرير والعودة". 

 

وقد تخلل الاحتفال وصلات غنائية وطنية وثورية لفرقة اللد أشعلت الجماهير المحتشدة في معسكر الشهيد ياسر عرفات بمخيم الرشيدية.