بمشاركة فلسطين، انطلقت، اليوم السبت، أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المقرر يومي 1 و2 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل .
وترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع: وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ومندوب فلسطين بالجامعة العربية دياب اللوح، ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية فايز أبو الرب، والسفير المناوب بمندوبية فلسطين بالجامعة العربية مهند العكلوك، ومدير عام مكتب الوزير محمد أبو جامع.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة تُنذر بما هو أسوأ وأشد خطراً، مشيرا أن الاحتلال الإسرائيلي يُمارس هوايته المعهودة في اللعب بالنار، دون الاكتراث بأن سياسات العنف والقمع ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة تمحو كل أثر لاتفاق أوسلو، وتقوض الأساس الذي يُمكن أن ينهض عليه حل الدولتين في المستقبل.
وقال أبو الغيط: "إننا نرى أطرافا دولية لا تُدافع عن هذا الحل سوى بالكلام الإنشائي والخطب الرنانة، من دون أي خطة عملية لإطلاق عملية سلمية جادة، أو أي عمل فعلي لصيانة حل الدولتين أو منح الفلسطينيين ضوءا في آخر نفق الاحتلال الطويل".
وأضاف: "من دون مبالغة أو رغبة في شحن الأجواء، إن الأوضاع في الأراضي المحتلة كما نتابعها يوميا، على شفا الانفجار، وإن الرهان على استمرار الوضع القائم إلى مالا نهاية، رهانٌ خاطئ ومُضلَل".
وأكد الأمين العام، أن المرحلة الحالية تقتضي منّا عملاً جاداً من أجل تعزيز الصمود الفلسطيني على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، منوها إلى توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بالجزائر مؤخرا يُمثل خطوة على الطريق الصحيح ونتطلع جميعا إلى ترجمة عملية لهذا الاتفاق، والتزاما من جانب الفصائل الفلسطينية بتطبيق بنوده.
وقال، إن القمة العربية تلتئم بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من الانقطاع بسبب جائحة كورونا وفي خضم أحداث جسام على المسرح الدولي والإقليمي على حد سواء، مشيرا إلى أن القمة العربية هي الآلية الأهم من آليات العمل العربي المشترك، حيث أنها تضع إطاره الناظم، وتصوغ الرؤية التي يتحرك في إطارها، والأهداف الاستراتيجية التي يسعى لتحقيقها.
من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري رمطان لعمامرة، إن القضية الفلسطينية تمر بأصعب الأحوال في فرض سياسة الأمر الواقع من الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن التطورات التي يشهدها عالمنا رغم تعقيدها وتشعب أبعادها يجب ألا تنسينا همومنا وقضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي تمر بأصعب أحوالها في فرض سياسة الأمر الواقع من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: نحيي الفلسطينيين على الانخراط في التوقيع على اتفاق المصالحة ضمن إعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل في 13 تشرين الأول/ اكتوبر الجاري، ويجب البناء على هذا التطور لبناء توافق أوسع يسمح بلم شمل الدول العربية لحل أزمات حادة تمر بها منطقتنا العربية.
ودعا إلى "العمل سويا بكل طموح وبروح توافقية بناءة بقمة لم الشمل وتعزيز التضامن في ذكرى ثورة الفاتح الجزائرية التي تظل عنوانا شامخا لوحدة الشعوب العربية لنصرة الحق".
بدوره، قال وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي إن تونس عملت على دعم التواصل العربي ودعم جهود توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات المحدقة بالمنطقة خلال تواجدها بمجلس الأمن الدولي، إلى جانب مساندة مواقف الدول لتسوية الأزمات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكذلك دعم مساعي التصدي لجرائم المحتل.
كما رحب الجرندي بإعلان توافق الفصائل الفلسطينية الذي وقع في الجزائر تحت رعاية الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وشهد الاجتماع الذي عقد بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال "بالجزائر تسليم الرئاسة الدورية للقمة العربية في دورتها الـ 31 من وزير الشؤون الخارجية والهجرة التونسي عثمان الجرندي الذي ترأست بلاده القمة العربية في دورتها الـ30 إلى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري رمطان لعمامرة، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط .
ويبحث الاجتماع النظر في استكمال مناقشة مشروع جدول أعمال القمة، والنظر في مشروع إعلان الجزائر، وكذلك مشاريع القرارات، بالإضافة إلى استكمال المواضيع المرفوعة من قبل المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين التي عقدت على مدى اليومين الماضيين.
ويتضمن مشروع جدول الأعمال للمجلس الوزاري التحضيري 19 بندا في مقدمتها التقارير المرفوعة إلى القمة العربية. كما يتضمن مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى بند مقدم من الجزائر في شأن إصلاح وتطوير جامعة الدول العربية.
ويتواصل الاجتماع يوم غد الأحد بعقد جلسة تشاورية، عقب اعتماد مشروع جدول أعمال القمة والنظر في مشاريع القرارات.
وتتصدر القضية الفلسطينية مشروع جدول أعمال قمة الجزائر، بالإضافة إلى الأزمات في عدد من الدول العربية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها