نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في منطقة صيدا احتفالًا جماهيريًا ضخمًا بالنصر الذي يحققه أبطال شعبنا في الضفة الغربية وأرض الوطن ولا سيما نابلس وجنين، وابتهاجًا بالشهادة التي يتسابق لنيلها شبابنا، ووقوفًا إلى جانب أمهات الشهداء اللواتي رفضن تقبل التعازي بل التهاني والتبريكات؛ الحفل أقيم في قاعة الشهيد اللواء زياد الأطرش، اليوم الأربعاء، ٢٦-١٠-٢٠٢٢.
  ‏
وتقدم المشاركين أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر الشعب التنظيمية، وأعضائها وكوادرها ومكاتبها الحركية، وقادة فصائل "م.ت.ف"، وأعضاء مكتب التفويض السياسي، واللجان الشعبية، وقائد القوة الأمنية المشتركة العقيد عبدالهادي الأسدي، والهيئات والمؤسسات النسوية، وحشد غفيرٌ من جماهير أبناء شعبنا في المخيم.

وعلى عزف المكتب الكشفي الحركي في شعبة عين الحلوة استقبل أمين سر حركة "فتح" في عين الحلوة العقيد ناصر الميعاري وأعضاء قيادة الشعبة، الحضور.

افتتحت أمين سر المكتب الحركي للأدباء والشعراء في منطقة صيدا الشاعرة نهى عودة، الاحتفال بكلمة ترحيبية بالحضور وبقصيدة شعرية تمجيدًا وتقديرًا لشهداء الضفة وعرين الأسود، وقالت في كلمتها: "حين ترسمُ دماء الشهداء حدودَ الوطن تأبى الريحُ إلا أن تتوقف عندها لترسمَ من عبقِها خارطَة الوطن، مساء الشهداء، مساء فلسطين، مساء إبراهيم  النابلسي وأدهم مبروك، مساء محمد الدخيل وعدي التميمي، مساء حمدي شرف وعلي عنتر، مساء وديع الحوح وحمدي القيّم، مساء البغدادي والكيلاني، مساء الحازمين، مساء قافلة شهداء فلسطين التي تعج بالأسماء والدماء الطاهرة".

 وألقى كلمة حركة "فتح" أمين سرها في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة قائلاً: "اتكالاً منا على الله وإيماناً منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب. بهذه الكلمات القصيرة والمعبرة. كانت إنطلاقة أعظم ثورة عرفها التاريخ، بنية ووجهة خالصة إلى وجه الله وبهدف استرداد الوطن المغتصب. وليس لأي هدف سواه."
 وأضاف اللواء شبايطة: "فكانت فتح الثورة، فتح الكفاح المسلح، فتح الدولة والمؤسسات، فتح الأمل للأجيال، فتح الفكرة التي فجرها الشهيد الرمز ياسر عرفات في ال65 مع مجموعة من رفاقه، وما زال دوي انفجارها نسمعه حتى الآن فأينما نرى عملاً فدائياً نجد لفتح بصمة فيه. وكلما سمعنا باسم كتيبة جديده تدك الاحتلال وترعبه، تعيدنا إلى زمن نواة الفتح الأولى. لأنها كما خلايا الجسد تتجدد بشكل تلقائي."

ونوه اللواء شبايطة قائلاً: "قائمة طويلة لا يمكن حصرها في وقت قصير، وأحداث عظيمة تعجز الألسنة عن روايتها ولكنها بإختصار، بذور الفكرة الفتحاوية المتجددة التي نمت مع إبراهيم النابلسي ابن كتائب شهداء الأقصى، فأصبح إسمه رعباً للاحتلال وكيانه المغتصب."
 وتابع: "تلك الفكرة التي أعاد غرسها قبل استشهاده بوصيته أن لاتتركوا السلاح، وسقاها بدمائه الطاهره، فنمت في نفوس المئات من الشباب زرعاً طيباً مجاهداً سيرعب الاحتلال حتى التحرير."
وأضاف: "نم قرير العين يا نابلسي فمن خلفك وديع الحوح وحمدي شرف وحمدي قيم وعلي عنتر ومشعل زاهي وأحمد بغدادي؛ ومن سبقهم من الشهداء التميمي ورعد والكيلاني، وآلاف من من ينتظر، سيخوضون النضال ويقهرون المحال ويحطمون القيود." ‏
ووجه اللواء شبايطة التحية إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي أفشل عناصرها ما كان يخطط له الاحتلال في نابلس واشتبكوا مع جيش الاحتلال فأصيب من أصيب وهم يدافعون عن شعبنا ومقاومينا الأبطال.
وقال: "ستبقى نابلس تقاوم بأجهزتها الأمنية، وعرين أسودها، وكتائب أقصاها، وسرايا قدسها، وكتائب المصطفى، وبجميع أطيافها يداً واحدة تصد العدوان الغاشم."
 وفي الختام وجه اللواء شبايطة التحية إلى أمهات الشهداء قائلاً: "التحية كل التحية إلى أمهات الشهداء اللواتي رفضن تقبل التعازي، بل بتوزيع الحلوى فرحاً، وإقامة الاحتفالات باستشهاد أولادهم، وها نحن اليوم نحتفل معهم. ‏كما توجه بالتحية للأسرى البواسل وأمهاتهم الصابرات الصامدات."

وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في صيدا فؤاد عثمان، قائلاً: "بكل فخر وإعتزاز اقف اليوم بينكم في هذة الوقفة التضامنية احتفالاً بالنصر الذي يحققه أبطال شعبنا في الضفة الغربية وأرض الوطن بفعل صمود شعبنا في التصدي المستمر من قبل أبطاله المقاومين وابتهاجًا بالشهادة التي يتسابق لنيلها شبابنا وشاباتنا ووقوفًا إلى جانب أمهات الشهداء اللواتي رفضن تقبل التعازي بل تقبل التهاني والتبريكات في أبنائهم الشهداء الذين سطروا بدمائهم الذكية أروع الملاحم في مواجهة العدو الصهيوني، وإننا اذ نحيي من مخيم عين الحلوة عرين الأسود  وکتائب نابلس وكل الأجنحة العسكرية وكتائب المقاومة الوطنية ونؤكد على أهمية تشكيل غرفة عمليات مشتركة توحد كافة الطاقات العسكرية لمواجهة الاحتلال الصهيوني".
وأضاف عثمان: "نقول لأمهات وأخوات ولكافة أبناء شعبنا أن دماء الشهداء لن تزيد شعبنا الا إصراراً وتصميماً على مواصلة النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا بالعودة والحرية والاستقلال، ونقول لكل من ينعث ويسيئ لأمهات الشهداء نقول له أننا لن نكون إلا الجسر الذي يعبرون عليه باقدامهن للوصول إلى بر الأمان بالحرية والاستقلال."
ونوه عثمان للوحدة الفلسطينية قائلاً: "نحن على يقين بهزيمة المشروع الصهيوني طال الزمن أم قصر ولكن هذا يتطلب منا برنامج عمل كامل متكامل يبدأ بتوسيع دائرة الاشتباك الشعبي المقاوم بكل أشكاله والعصيان المدني، وطلب الحماية الدولية مع ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي الحق الضرر بمشروعنا الوطني الذي بات بأمس الحاجة إلى وحدة كلمتنا ونحن نراهن خيراً على الاجتماع الأخير في الجزائر الذي رسم خارطة ربما تشكل خشبة الخلاص لينصب جهدنا على مقارعة العدو الصهيوني. "

وتخلل الحفل مجموعة من الرقصات والدبكات التراثية على أنغام الأناشيد الثورية وأناشيد الفتح من خلال فرقتي الكوفية للتراث الفلسطيني والقدس للتراث الشعبي الفلسطيني.