أطلقت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، مساء اليوم الإثنين، كتابا عن حياة المناضل الراحل سالم خلة "أبو زياد"، وذلك ضمن فعاليات اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين 2022.
وأقيمت الفعالية في مسرح بلدية رام الله، وتخللها عرض فيلم وثائقي عن حياة المناضل سالم خلة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي رباح إن الراحل سالم خلة أمضى أربعة عقود في مسيرة النضال الوطني منذ نعومة أظفاره في الأردن، حيث كان مؤسسا لمنظمات الجبهة الديمقراطية فيها عندما كان ما يزال على مقاعد الدراسة.
وأضاف أنه كان شابا مميزا استطاع أن يشغل خلال سنوات قليلة مناصب قيادية، وأنه تنقل كرجل مهمات صعبة في حينه من الأردن إلى العراق، ثم إلى سوريا، ثم إلى لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلي، ثم إلى سوريا ومن ثم إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أن مسيرته كانت حافلة بالعمل والتضحيات والعطاء المميز الذي رافق نمط شخصيته في سبيل خدمة شعبه وقضيته، وأنه كان من مؤسسي الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان أمين عنابي، إن "أبو زياد" يبقى بفعله وتاريخه وعطائه وعمله حتى بعد رحيله، مشيرا إلى أنه عاش حياة مفعمة بالعطاء والحب، وأنه كان متميزا بعمله وكان همه العمل بإخلاص وتفانٍ لأجل أبناء شعبنا.
وأضاف أنه كان خير من قاد الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين، والتي من خلالها كان يعمل بلا كلل أو ملل، رغم العديد من الضغوط والتحديات على المستوى النفسي من قهر وألم عند سماع أهالي الشهداء يصفون مشاعرهم تجاه أبنائهم.
من جهتها، وجهت ابنة المناضل الراحل لمى سالم خلة، الشكر لمركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، وكافة الحضور ومن شارك في إعداد الكتاب من رفاق درب والدها لتوثيق مسيرته النضالية والإنسانية.
وأضافت أن والدها آمن بقضية شعبه وناضل منذ شبابه وسجن وأُبعد، خلال مسيرة تعتبر نموذجا لكفاح الفلسطيني الذي ذاق ويلات النكبة، وأن وعيه وإرادته صنعتا منه إنسانا مناضلا فاعلا ومؤثرا، مسكونا بأجمل القيم والمشاعر الإنسانية، وأنه شارك في جميع معارك الثورة الفلسطينية عبر مختلف أشكال النضال العسكري والسياسي والجماهيري والتنظيمي والنقابي والفكري والمؤسسي.
وينحدر المناضل الراحل سالم خلة (1947-2020) من مدينة يافا بأراضي الـ 48، وقد نشأ وترعرع لعائلة وطنية مناضلة في بلدة يعبد في محافظة جنين، وانخرط منذ بواكير عمره في العمل الطلابي والوطني، وكان من مؤسسي القوات المسلحة الثورية التابعة للجبهة الديمقراطية في لبنان عام 1969.
وتسلم الراحل عددا من المسؤوليات الحزبية والتنظيمية المفصلية منها عضوية اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية عدة دورات، ومسؤولية منطقة صيدا في لبنان، وممثلا للجبهة ومسؤولا لمنظماتها في اليمن والعراق، وعضوا في أمانة سر اللجنة المركزية ضمن هيئة الإشراف على تنظيم الأرض المحتلة، وعاد إلى أرض الوطن بصفته عضوًا في المجلس الوطني عام 1996 وتسلم مسؤوليات حزبية وجماهيرية من بينها مسؤولياته في مدينتي نابلس وقلقيلية.
وكان منسقا للحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين التي أطلقها مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان عام 2008، وتؤدي دورا رئيسا بتوثيق كل المعلومات المتوفرة عن الشهداء المحتجزين والمفقودين من عائلاتهم والفصائل التي ينتمون إليها، إلى جانب سلوك الطرق القانونية أمام المحاكم الإسرائيلية للمطالبة باسترداد الجثامين في أسرع وقت.
ويأتي تنظيم الفعاليات في "اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء"، استنادا إلى قرار مجلس الوزراء في 3 أب 2008، اعتبار يوم 27 آب من كل عام يوما وطنيا لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب؛ لممارسة الضغط الشعبي والجماهيري باتجاه تحرك فاعل لكشف مصير جثامين الشهداء والمفقودين، وتمكين ذويهم من استرداد جثامينهم
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها