نظمت منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا وقفة تضامنية مع أهلنا في غزة رفضًا وإستنكارًا للعدوان الغاشم في القطاع الذي تقوم به عصابات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا، والمجازر التي ارتكبت وطالت الأطفال والمدنيين، اليوم الاثنين ٨-٨-٢٠٢٢ في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيم عين الحلوة.

وشارك بالوقفة عضو قيادة حركة "فتح" -إقليم لبنان آمال شهابي، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر الشعب التنظيمية، وأعضائها وكوادرها ومكاتبها الحركية، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وقائد القوة المشتركة في عين الحلوة العقيد عبد الهادي الأسدي، والقوة الفلسطينية المشتركة، وقادة فصائل "م.ت.ف" وكوادرها، واللجان الشعبية، وهيئة المتقاعدين، وممثل جمعية المشاريع الخيرية في الجنوب مصطفى طحيبش، وممثلو عن القوى الإسلامية، واتحاد المرأة، ومسؤول العلاقات لحركة الجهاد الإسلامي في صيدا عمار حوران، والهيئات النسوية، وحشد من جماهير أبناء شعبنا في المخيم.

وافتتحت الوقفة بكلمة لعضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا يوسف الزريعي، أدان من خلالها العدوان الصهيوني قائلاً: "هي غزة، وليس غريبًا على شعبها الذي ترعرع مع المعاناة أن يسطر أروع ملاحم الصمود والتحدي. لا نقف هنا متضامنون معكم فنحن أهل لهذه القضية ونطلب تضامن العالم معنا."
وأضاف: "هي غزة التي لا تنام عائلاتها من شدة القهر وفجعها بفراق الأحبة، فاللهم اربط على قلوبهم. عذرًا يا غزة، فما نقدمه متواضعًا جدًا أمام عظيم ما تضحي به، ولا نتكلم فقط عن هذه المعركة، بل عن كل ساعة تمر على أهلنا في القطاع، عن ظروف لا يعلمها إلا الله من ظلم وبطش واجرام وبطالة وفقر لم تشهدها أي بقعة في العالم، فيا وحدكم، لكن الله معكم".

ونوه الزريعي: "النصر غاية والثورة أول الخطى وانتهاء هذه الجولة لا يعني انتهاء مقاومة شعبنا، فسنظل نقارع هذا الكيان حتى يتكلم فينا وعد الله فنراهم حفاةً يخرجون من بلادنا لا طريقَ لهم ولا وجهة إلّا الموت أو الموت".

وقال: "إن هذه المعركة فُرضت على اخواننا في الجهاد الاسلامي، والاحتلال بدأ بالغدر ولم يكن لديهم خيار آخر، لا تلوموهم، عملوا بقدر استطاعتهم هم وفصائل المقاومة في القطاع رغم خسارتهم وخسارتنا الكبيرة وأرعبوا كيان الاحتلال على مدار ثلاثة أيام، فلا تلوموهم إن وجدتم تقصير بل لوموا من تركهم".

وختم الزريعي كلمته: "يا أمتي فاستيقظي فالنوم طال النوم طال. إن الجهاد وبالذين ترينهم أمر محال، فجميعهم أبطال جعجعة أرانب في النزال، وعلى صدورهم نياشين القتال ولاقتال، رتب وتيجان وأوسمة النضال ولا نضال، يا سعد بلغ خالدا إن القتال له رجال".

وألقى كلمة "م.ت.ف" أمين سر جبهة التحرير العربية في صيدا محمود أبو سويد قائلاً: "يواجه شعبنا الفلسطيني الصامد داخل الوطن الموت والدمار والحصار والإرهاب الصهيوني من الحروب الهمجية المتواصلة على غزة إلى الإعتقالات والحصار للضفة، في ظل تواطئ وصمت عربي مخزي وآخر حلقاته التطبيع المجاني على حساب حقوقنا الوطنية الثابتة الذي ساهم في دعم المحتل وغطى له العدوان المتواصل، في الوقت الذي يتصدى شعبنا وقواه الوطنية والإسلامية وأذرعه العسكرية المقاتلة، أؤكد على حقنا في المقاومة والدفاع عن شعبنا وقضيتنا".

وأضاف أبو سويد: "إن فلسطين هي وطن الشعب العربي الفلسطيني وسنبقى مقاومین ومدافعين عن حقنا في أرضنا ووطننا حتى يندحر أبشع إحتلال على وجه الأرض مهما بلغت التضحيات وإشتد الحصار والموت والإعتقال، هذا قدرنا أن نواجه فلن يدوم  الاحتلال، إلى ما لا نهاية هذه حتمية التاريخ، فمزيداً من الصمود والصبر والثبات رغم الجرح و الألم".

ونوه أبو سويد لمواقف الإدانة الخجولة قائلاً: "إن مواقف الإدانة الخجولة لم ولن تعد تجدي نفعًا مع المحتل المجرم الذي تنكر ولا يزال لكل المواثيق وقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حقنا في أرضنا ووطننا".

وأكد أبو سويد على الوحده الفلسطينية قائلاً: "فالوحدة الوحدة الوحدة أيها الإخوة و الرفاق هو مطلب وطني ضروري للتصدي لهذا الكيان وحماية حقوقنا الوطنية الثابتة. أما بالنسبة للنظام العربي الذي ينزلق يوميا في التطبيع وإتفاقات أمنية وعسكرية مع كيان الإحتلال فهم بمواقفهم يطلقون العنان لممارسة أبشع المجازر بحق شعبنا".

وثمن ابو سويد دور القيادة الفلسطينية في الدفاع عن حق شعبنا وعلى رأسهم سيادة الرئيس أبو مازن قائلاً: "نثمن عاليًا دور القيادة الفلسطينية بكافة فصائلها الوطنية والإسلامية لموقفها المشرف في الحماية والدفاع عن حق شعبنا. والتقدير العالي لسيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن على مواقفه في التصدي لهذا العدوان وفضح الممارسات والإنتهاكات الصهيونية".

وألقى كلمة القوى الإسلامية فضيلة الشخ جمال خطاب، أدان من خلالها الإرهاب الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وقتله المدنيين الفلسطينيين، وإصابة العشرات منهم واستهداف أطفالهم ونسائهم.

كما واستنكر الشيخ خطاب الصمت العالمي الغير المعقول وغير المقبول، والذي يمنح الكيان الصهيوني تشجيعاً لا أخلاقيّاً ولا حضاريّاً لمواصلة انتهاكاته في حق الإنسان والإنسانية، واعتداءاته المتكررة في حق الفلسطينيين الأبرياء.

وأكّد الشيخ خطاب أنّ ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين من انتهاك لحقوق الإنسان، واستهداف المدنيين الآمنين ومنازلهم، واغتصاب أراضينا وممتلكاتنا، وتوسع في بناء المستوطنات، وتغيير الواقع التاريخي والقانوني للمدن الفلسطينية ما هو إلا نقطة سوداء في جبين المجتمع الدولي والإنسانية، وسجل إجرامي متجدد يضاف إلى سجلات الكيان الصهيوني السوداء.

كما شدد خطاب على ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته الصهيونية وهجومه الهمجي على القطاع.

وألقى كلمة حركة الجهاد الإسلامي مسؤول علاقاتها في صيدا عمار حوران قائلاً: "كرّم الله الشهداء بأن اصطفاهم فالتحية إلى أرواحهم، إذا نحن في هذا المقام الجليل وأمام دماء القادة الشهداء الذين ضحوا بدمائهم العطرة وأجسادهم الطاهرة ليدفعوا الظلم والقهر عن أهلهم في فلسطين وفي غزة العزة، وكما قال الأمين العام للحركة النخالة لا خطوط حمراء نحن ذاهبون للقتال كما نذهب للصلاة".

وأضاف حوران: "إن دماء الشهداء القادة في سرايا القدس تيسير الجعبري وخالد منصور وزياد المدلل ورأفت سعيد والشهداء المدنين ستبقى منارة المجاهدين الذين سيخطون طريق النصر على كيان العدو الصهيوني".

وختم حوران كلمته: "إن استشهاد القادة وأبناء الشعب الفلسطيني لن يوقف مسيرة الجهاد والمقاومة التي ستزداد، ولن يستطيع العدو الصهيوني كسر شوكة حركة الجهاد وسراياها المظفرة التي ستبقى شوكة في حلق جيش الاحتلال ومستوطنيه. وإن العدو يستطيع أن يفتح جولة من الصراع لكنه لن يستطيع أن يتحكم بنهاياتها، فمعركة وحدة الساحات مدعاة لانخراط الضفة والقدس المحتلين في ساحة المواجهة وستبقى المقاومة هي الطريق للتحرير ودرع الدفاع عن شعبنا. نحن أمة ليس لنا حياة خارج مسيرة الدم والشهادة كما قال الشهيد فتحي الشقاقي".

تصوير: محمد العدوي