- أطلقت الجامعة العربية الأميركية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، اليوم الثلاثاء، كرسي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لعلوم البيانات والتنمية المستدامة.
وحضر حفل الإطلاق وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ورئيس جهاز الإحصاء المركزي علا عوض، ورئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية يوسف عصفور، ورئيس الجامعة علي زيدان أبو زهري، والأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" دوّاس دوّاس، ومحافظ رام الله والبيرة، عضو مجلس أمناء الجامعة ليلى غنام، ووفد من مكتب منظمة "اليونسكو" لدى فلسطين، وذلك لصالح الجامعة العربية الأمريكية، وحامله عميد كلية علم البيانات بالجامعة مجدي عودة ومجموعة من الطلبة والباحثين والأكاديميين المحليين والدوليين الذين حضروا عن بعد، وذلك في مقر الجامعة في رام الله.
وقال رئيس الجامعة العربية الأمريكية علي زيدان أبو زهري إن الجامعة فخورة بهذا الإنجاز الذي يتماشى مع استراتيجيتها الهادفة للنهوض بالمجتمع الفلسطيني من خلال رفده بأحدث العلوم وتطوير الخبرات الأكاديمية والإسهام في مجال البحث العلمي بالإضافة إلى الحرص على بناء وتطوير الشراكات والعلاقات التعاونية مع القطاعات المختلفة على المستويين المحلي والدولي، والمشاركة في التنمية المستدامة للمجتمع
وأضاف: يهدف الكرسي لإقامة شبكات تعاون وتبادل المعارف والخبرات في مجال اختصاص الكرسي.
وثمن أبو زهري الجهود التي بذلتها الأطراف التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز العلمي والوطني والتي تمثلت باللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم والجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء والمندوبية الفلسطينية لدى اليونسكو ومؤسسات التعليم العالي الفلسطينية.
وأكد التزام الجامعة بتنظيم نشاطات سواء تحليل وتخزين البيانات الهامة لمختلف القطاعات في التنمية المستدامة.
من جهته، قال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي إن الجامعة أضحت تضاهي الجامعات المتطورة والعريقة عبر العالم، في انعكاس لواقع الشعب الفلسطيني الطموح، والذي يسعى الى العلم كسعيه للحرية والاستقلال.
وتابع: أتحدث أمامكم في هذه المناسبة الخاصة للاحتفاء بمنح دولة فلسطين "كرسي اليونسكو لعلوم البيانات من أجل التنمية" لصالح هذه الجامعة العريقة، ولقسم العلوم الطبيعية والهندسية والتكنولوجيا على وجه الخصوص، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، واحتضان جامعتكم لهذا الكرسي هو اعتراف إضافي بمكانة الدولة، ومكانة الجامعة.
وأضاف المالكي، لقد سعت دولة فلسطين ومن خلال استراتيجيتها الدبلوماسية في تعزيز مكانة دولة فلسطين القانونية، وانضمامها الى منظمة اليونسكو كأولى المنظمات الدولية، لإرسال رسالة للعالم أجمع مفادها أن شعبنا الفلسطيني الأصيل الذي عاش منذ أكثر من 10 الاف سنة، واستمر في العيش على أرضه، وطور هويته الوطنية والثقافية، على الرغم من الاستعمار الاستيطاني، والاحتلال الاسرائيلي، ومحاولات محو هويته، وتهجيره، الا أنه ما زال صامدا قادرا على العطاء وقادرا على إبهار العالم بإنجازاته في الاصعدة كافة، وكانت نتائج انضمامنا الى اليونسكو وغيرها من الاتفاقيات والمنظمات الدولية عديدة، واليوم نبارك لكم هذا الانجاز العلمي الهام، الذي يدل على المكانة المرموقة التي وصلت إليها جامعاتنا ومؤسساتنا الأكاديمية الفلسطينية من جهة، كما أنه يعد مؤشراً على تقدم وتميز دولة فلسطين على المستويين الإقليمي والدولي في عديد المجالات بما فيها مجالات عمل منظمة اليونسكو.
وشكر منظمة اليونسكو، وممثلتها في فلسطين، والدول الاعضاء الداعمة للحق الفلسطيني في الثقافة والتنمية، وحماية ارثه، وتراثه، وثقافته، والوقوف مع القرارات المتعلقة بدولة فلسطين في العديد من هيئات اليونسكو، لإتاحة الفرصة للاستفادة القصوى من مجالات اختصاصها، وهو ما تم تعزيزه من خلال اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم باعتبارها همزة الوصل بين المنظمات العربية والدولية والاسلامية المختصة، وبين الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية داخل فلسطين، والمؤسسات التعليمية والثقافية خارج الوطن.
وهنأ المالكي الجامعة العربية ممثلة برئيسها علي أبو زهري على هذا الانجاز العلمي المتميز، قائلا: "نطمح أن يكون لاحتضان الجامعة هذا الكرسي انعكاسات مهمة على الصعيد العلمي والأكاديمي والتي ستمتد أثارها إلى جميع المؤسسات الأكاديمية والجامعات الفلسطينية، والاستفادة من الأنشطة الإقليمية والدولية التي يتيحها هذا الكرسي، من بينها الدراسات والأبحاث، وتنظيم المحاضرات، واللقاءات والمؤتمرات الوطنية والإقليمية والدولية، وإيفاد الطلاب والأساتذة، وإقامة الدورات والورشات التعليمية وعمليات التوأمة على المستويين المحلي والدولي في مجال اختصاص هذا الكرسي".
وتابع: يركز هذا الكرسي في المقام الأول على استخدام علوم البيانات في المجال الرقمي الحديث كنهج شامل، حيث أنه متعدد التخصصات في طبيعته، يرتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالعديد من أولويات "اليونسكو" في مجال الهندسة والموارد التكنولوجية، والبيئة، والصحة، واستعراضات التنمية المستدامة الإقليمية، والتوعية العامة والوصول إلى المعلومات، خاصة منذ أن أصبحت علوم البيانات ذات اهتمام عالمي بعد جائحة كوفيد 19، عدا عن ارتباطه ارتباطاً وثيقاً بالعديد من أهداف منظمة "اليونسكو" الاستراتيجية متوسطة المدى، وكذلك أهداف التنمية المستدامة العالمية، كما أنه يتماشى بشكل وثيق مع الهدف الاستراتيجي لليونسكو المتمثل بتعزيز التعاون العلمي الدولي بشأن التحديات الحاسمة للتنمية المستدامة.
وأشار المالكي الى التزام الحكومة بتنفيذ أجندة الامم المتحدة للتنمية المستدامة وأهدافها، من خلال الفريق الوطني المعني بذلك، ومراعاة الصلة بين الخطة وما يتصل بها في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وبلورة الأولويات الوطنية للتنمية بتعزيز التنسيق والتعاون بين الشركاء ذوي العلاقة من مؤسسات وطنية ودولية، وإدماج أهداف التنمية المستدامة في الاستراتيجية الوطنية. والذي تمخض عنه اقرار أجندة السياسات الوطنية (2017- 2022) والتي تقاطعت في معظم أهدافها مع أهداف التنمية المستدامة وربطها بحقوق الانسان وبمؤشرات احصائية ساهم فيها جهاز الاحصاء الفلسطيني في رفع مكانتنا للمستوى الدولي من خلال وضع المؤشرات الدقيقة وقياسها بشكل علمي ومنطقي بما يدلل على التنفيذ الامين لدولة فلسطين لالتزاماتها استنادا للاتفاقيات الدولية وغيرها من اهداف التنمية المستدامة.
وقال: إن التعليم والثقافة قادرين على توجيه ضربة قاضية وهزيمة لنظام الابارتهايد، الفصل العنصري الاسرائيلي، والاحتلال طويل الامد، وتفنيد روايته المزورة التي يحاول فرضها على ارض الواقع، في الارص الفلسطينية المحتلة، وتشويه وتزييف التراث والثقافة، وتغيير الواقع الراهن القانوني والتاريخي للأرض المقدسة فلسطين وفي القلب منها مدينة القدس، ودور الجامعات والمؤسسات التعليمية في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحفظها كحقوق اساسية للشعب الفلسطيني في مواجهة الحرب الثقافية للاحتلال الاسرائيلي ضد الهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية، وما شهدناه مؤخرا من زيادة في التحريض، ومحاولات لتغيير المنهاج الفلسطيني بما فيها مدينة القدس، وهو ما رفضناه، وسنرفضه ونواجهه على كافة الاصعدة وسنحافظ واياكم على الرواية الحقيقية للمكان والزمان والهوية الفلسطينية، وباننا الشعب الفلسطيني اصحاب الارض الاصليين، واصحاب الرواية.
وأكد المالكي أن نجاح اي عمل وطني بحاجة الى تكامل للجهود، لذلك فإننا نثمن كافة الجهود الفلسطينية التي بُذلت في إعداد ملف الكرسي بين طواقم اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والجامعة العربية ، والجهاز المركزي للإحصاء ، ووفد دولة فلسطين لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي قادت إلى هذا الإنجاز العلمي المميز لدولة فلسطين، ليضاف إلى مجموعة من الكراسي "اليونسكو" الحاصلة عليها دولة فلسطين وهي: كرسي "اليونسكو" للديمقراطية وحقوق الإنسان، وكرسي "اليونسكو" للإدارة المستدامة للموارد المائية، وكرسي "اليونسكو" في الرياضيات والفيزياء النظرية، وكرسي "اليونسكو" في علم الفلك والفيزياء الفلكية.
وأضاف، "هذا يضعنا امام تحديات جسام، وعمل دؤوب، وجهد متواصل لتطوير هذا الانجاز من خلال عقد ورشات العمل لمختلف الشرائح المجتمعية من أجل تسليط الضوء على علوم البيانات، وخلق فرص عمل جديدة وإثراء سوق العمل، وتصميم خطط متكاملة شاملة لتعزيز استخدام علم البيانات في العديد من جوانب التنمية مثل النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وتعزيز المناهج الجامعية وإجراء البحوث، وتأسيس برامج ماجستير ودكتوراه متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
وأشار المالكي الى وجود متطلب في غاية الأهمية، قائم على تقديم التقارير اللازمة حول أنشطة الكرسي لإدارة التعليم التابعة لبرنامج كراسي اليونسكو حسب مواعيدها، وجدولها الزمني، والتعاطي مع متطلبات البرنامج بشكل جدي، من أجل الحفاظ على هذا الكرسي ومكتسباته، وهذا ما نتوقعه دوما من جامعة جدية كجامعتكم.
من جانبها، قالت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض ان إطلاق كرسي اليونسكو لعلوم البيانات اليوم والذي تسجل فيه فلسطين إنجازاً جديداً على الخريطة الدولية في هذا المجال، وفرصة للتعبير عن فخرنا بالتعاون بين الجامعة ومختلف الجهات الشريكة، داعية الى ضرورة استمرار الشراكة والتعاون ليكون الكرسي حاضنة للعديد من الفعاليات الخاصة بعلم البيانات اللازم في صقل قدرات الشباب وتبادل الخبرات.
وأضافت: ان الكرسي هو الخامس لفلسطين بحسب تقرير اليونسكو ونتطلع الى مزيد من الشراكة على المستوى الوطني والاقليمي والدولي في علم البيانات والبيانات الضخمة في ظل ثورة المعلومات.
وأكدت استعداد الجهاز لتوفير الدعم للحفاظ على الإنجاز والعمل المشترك مع كافة المؤسسات التي تسعى للوصول إلى كرسي في المنظمة.
فيما قال رئيس مجلس ادارة الجامعة العربية الأمريكية يوسف عصفور انه انطلاقا من أهمية علم البيانات في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا والاقتصاد والطب وغيرها من المجالات التي ستخدمها بالمستقبل أنشأت الجامعة كلية خاصة في علم البيانات، وخرجت مؤخرا عددا من طلبة الماجستير في ذات التخصص.
وأشاد بكافة الجهود الوطنية التي بذلت جهودها من أجل توطين هذه المهارات والمعرفة، مؤكدا على أن الجامعة ستقوم بدورها للحفاظ على هذا الكرسي والحفاظ على الجهود الوطنية التي بذلت من أجل هذا الكرسي، من خلال توفير الأنشطة والمشاريع والممارسات اللازمة لهذا اللقب.
وثمن دور الرئيس محمود عباس لما يبذله من جهد لتحقيق التقدم لفلسطين ووضعها على الخارطة العالمية.
من ناحيته، قال أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم دواس دواس، إن احتضان الجامعة لهذا الكرسي سيكون له انعكاسات مهمة على الصعيد العلمي والأكاديمي على المستويات المحلية والدولية والإقليمية ويضفي اختيار منظمة "اليونسكو" للجامعة المستضيفة لأحد كراسيها صبغة عالمية وسمعة دولية حيث تُمنح هذه الكراسي للجامعات بناءً على الكفاءة والأهلية والتميز البحثي في مجال اهتمامات الكرسي.
وأضاف أن " الكرسي الخاص بعلوم البيانات يقوم على استخدام البيانات في المجال الرقمي الحديث كنهج شامل ويرتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالعديد من أولويات "اليونسكو"".
وأشار الى ان اللجنة الوطنية وضمن الدور المنوط بها تسعى للبناء على مبادرات الجامعات للنهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
واستعرض حامل كرسي اليونسكو لعلوم البيانات مجدي عودة أهم الجوانب التي سيتطرق لها العمل والأنشطة والفعاليات التي ستكون ضمنه، موضحا العديد من أنواع البيانات وتصنيفاتها وأهميتها لجمهور الحاضرين، وذلك خلال محاضرة ألقاها، فيما شرح أيضا أهمية علم البيانات وتأثيره على كافة قطاعات العلم والدراسة والإنتاج والتكنولوجيا، بالإضافة لتأثيره ومساعدته لكافة العلوم الأخرى.
يذكر أنه تم العمل على تأسيس كرسي "اليونسكو" لعلوم البيانات للتنمية المستدامة للاستفادة من علم البيانات من أجل التنمية في فلسطين، كمنهج شامل ويرتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالعديد من أولويات "اليونسكو" في الهندسة والموارد التكنولوجية، والبيئة، والصحة، والاستدامة الإقليمية في مراجعات التنمية والتوعية العامة والوصول إلى المعلومات؛ حيث أصبح علم البيانات جزءًا متكاملًا من كل نظام بيئي لبيانات المؤسسة، بالإضافة إلى ارتباط المشروع بالعديد من أهداف "اليونسكو" الاستراتيجية متوسطة المدى وأهداف التنمية المستدامة العالمية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها