عقدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، اليوم الأربعاء، ندوة سياسية بعنوان "القضية الفلسطينية في ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية"، وذلك في الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقتها، في مقرها بمدينة البيرة.

وتحدث عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، في مداخلته، عن العديد من المتغيرات الإقليمية التي شهدتها المنطقة وعلى مستوى العالم، وانعكست نتائجها على الساحة الفلسطينية.

وقال إن القضية الفلسطينية ليست ذات بعد محلي أو إقليمي، وإنما قضية تهم كل العالم.

من جانبه، قال الأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي عادل عامر، إن أزمة الحكم في إسرائيل سببها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وليس فقط بدواعي سوء الإدارة أو الفساد الشخصي والإداري.

ونوه إلى أن عقد 5 انتخابات للكنيست خلال أربعة أعوام لا يشكل إفراطا في الديمقراطية، إنما تعبير عن أزمة تعيشها الحالة السياسية والأحزاب في إسرائيل.

وقال إن حكومة نفتالي بينيت فشلت لأنها لم تستطع تمديد الأوامر التي تسمح لها بتطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات، وعدم إيجاد الآليات التي تكفل ذلك يجعل من المستوطنات والمستوطنين بمن فيهم وزراء غير شرعيين ولا يستطيعون ممارسة صلاحياتهم، وكان المخرج الوحيد حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات جديدة، وبالتالي يتم تمديد الأوامر بشكل تلقائي".

من جانبه، أكد أمين عام الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، أن التغيرات التي شهدها العالم مؤخرا، أبرزت أن الولايات المتحدة لم تعد القوة الوحيدة على الصعيد الدولي التي تقرر في الشأن السياسي والاقتصادي والعسكري، ولا يمكن أن تستمر باعتبارها الوسيط الوحيد في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي

وقال إن الصين باتت منافسا اقتصاديًا للولايات المتحدة، فيما تسعى روسيا لاسترجاع الدور الذي كان يلعبه الاتحاد السوفييتي، إضافة إلى دول أخرى في أميركا اللاتينية وافريقيا.

وشدد على ضرورة مواصلة العمل مع كل المؤسسات الدولية من إجل فرض عقوبات على دولة الاحتلال، ومتابعة العمل مع الجنائية الدولية للبت في القضايا التي رفعتها فلسطين بشأن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، والحصول على قرار من الأمم المتحدة بتأمين حماية للشعب الفلسطيني.

وأكد أهمية تطوير العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي ودعوتها للاعتراف بدولة فلسطين، ومتابعة العمل لقبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، والاستمرار في مساعي عقد مؤتمر دولي حقيقي من أجل وضع آليات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال العسكري والاستيطاني في إطار زمني محدد، بما يكفل إقامة الدولة الفلسطينية وحق عودة اللاجئين.

وفي مداخلته، قال أمين عام جبهة النضال الشعبي، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني إنه لا يمكن تعليق الأوهام على الولايات المتحدة لتكون الراعي الوحيد لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهو ما تنبهت له القيادة الفلسطينية التي دعت لاعتماد آلية متعددة الأطراف لتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وأضاف: "الإدارات الأميركية المنحازة هي التي قادت عملية السلام إلى أفق سياسي مسدود، ولا يمكن الخروج منه إلا بتغيير قواعد العملية ذاتها".

وشدد مجدلاني على أهمية البحث عن خيارات لملء الفراغ السياسي الذي أحدثته الولايات المتحدة، لا سيما أن القضية الفلسطينية ليست على سلم أولوياتها، ولم تقم بتعيين مبعوث للسلام للشرق الأوسط كما في السابق.

وقال، إنه يتوجب تطوير جزء من علاقتنا واهتماماتنا مع التوقعات للنظام العالمي الجديد، مع روسيا والصين وحتى دول أوروبية إن كانت فعلا حريصة على إقامة دولة فلسطينية.