بحث رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، اليوم الثلاثاء، مع رئيس الوفد البرلماني الإندونيسي شهرل عيدي معزت والوفد المرافق له، آخر المستجدات السياسية والتطورات في فلسطين، خاصةً في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، وذلك خلال اجتماع عقد في مقر المجلس الوطني في العاصمة الأردنية عمان.
وحضر الاجتماع عن الوفد الفلسطيني نائب رئيس المجلس علي فيصل، وأمين سر المجلس فهمي الزعارير، وعضو المجلس عمر حمايل. وعن الجانب الإندونيسي أعضاء الوفد: ودورول سيسكي، ولاتنروا لاتونرينغ، وسوباردو شيمه، والسفير الأندونيسي لدى الأردن وغير المقيم في فلسطين ادي بادمو، والمستشار في السفارة الإندونيسية في الأردن اديان شاه.
واستعرض فتوح خلال الاجتماع، الانتهاكات الإسرائيلية واقتحامات المسجد الأقصى المبارك والسماح للمستوطنين دخول باحات المسجد وأداء طقوسهم التلمودية، في محاولات يواجهها الشعب الفلسطيني وأهلنا في القدس المحتلة المرابطون بكل صلابة وشجاعة.
وأشار إلى أنها محاولات لتغيير الوقائع والحقائق التاريخية والدينية الإسلامية، وتزييف الرواية والحضارة العربية الإسلامية في القدس المحتلة، مؤكدًا أنها "لن تنجح".
كما وضع الوفد الزائر بصورة آخر التهديدات التي تطلقها الجماعات المتطرفة أمثال "لاهافا" وما يسمى "جماعات الهيكل" لهدم وتدمير المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، موضحًا أن "كل تلك الاعتداءات تتم برعاية وحماية كاملة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية".
وأضاف فتوح أن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه يخوض معركة البقاء والوجود في القدس نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية، مؤكدًا أن المسجد الأقصى أمانة في أعناقنا جميعًا، ودعم الحق الفلسطيني والإسلامي في القدس يتطلب تضافر كافة الجهود وتسخير كافة الإمكانات، خاصة أن إندونيسيا أكبر بلد إسلامي نعتز ونفتخر بمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية ورفضها الاعتراف بإسرائيل.
وأكد فتوح أهمية هذه الزيارة وتوقيتها للمجلس الوطني الفلسطيني، "حيث تأتي في الوقت الذي نخوض فيه معركة الدفاع عن القدس"، مؤكدًا أن "القدس مدينة لا تخص الفلسطينيين وحدهم بل تخص الأمتين الإسلامية والعربية، وهي وقف إسلامي".
وشدد على أن معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وباقي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية الأمة الإسلامية دولا وحكومات وبرلمانات وشعوبا، مشيرًا الى انه ارسل باسم المجلس الوطني الفلسطيني رسائل للبرلمانات الإسلامية تتضمن نداء القدس والأقصى والشعب الفلسطيني لعقد دورة طارئة للاتحاد البرلماني الإسلامي نصرة للقدس والدفاع عن المقدسات وحق المسلمين الخالص في المسجد الأقصى، متمنيًا على الوفد الإندونيسي الإسهام لتسريع عقد هذه الدورة على غرار المؤتمر البرلماني العربي الذي عقد قبل أيام في العاصمة المصرية القاهرة.
وحيّا فتوح الموقف الإندونيسي الايجابي تجاه عدالة قضيتنا وعدم اعترافهم بدولة الاحتلال الإسرائيلي، واستعدادهم لتقديم الدعم المادي والمعنوي المباشر لمدينة القدس ولأهلنا في فلسطين، مؤكدًا ضرورة توجيه كافة أشكال الدعم المادي للقدس وأهلها لتعزيز صمودهم ونضالهم ومواجهتهم لكافة سياسات الاحتلال لتهويد المدينة ومقدساتها.
وثمن فتوح موقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الداعم للحق الفلسطيني، والمتمثل بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، مؤكدًا رفضه المطلق لأية محاولات إسرائيلية للمساس بهذه الوصاية.
من جانبه، قال رئيس الوفد البرلماني الإندونيسي شهرل عيدي معزت إن "إندونيسيا بشعبها وحكومتها موحّدة تجاه القضية الفلسطينية وعدالتها، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وعليه فإننا نرفض الاعتراف بدولة اسرائيل، ونقف دائمًا مع الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن "ذلك الاعتراف يتعارض مع أحكام الدستور الإندونيسي".
وأكد إدانته الشديدة لكل السياسات والانتهاكات الإسرائيلية، خاصة في القدس والمسجد الأقصى، مبينًا أن كل ذلك يدلل أن إسرائيل دولة احتلال وفصل عنصري.
كما أكد استمرار دعم بلاده لفلسطين في كافة المجالات، وسعيها الدائم إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني من الأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية كمتطلب أساسي للتحرر والاستقلال الفلسطيني.
وقال: "جئنا نحن أعضاء البرلمان الإندونيسي لنقل مشاعر الشعب الإندونيسي، ونؤكد وقوفنا مع نضالكم وحقوقكم المشروعة، ونجدد رفضنا الاعتراف بدولة اسرائيل مهما تعرضنا لضغوط".
وأضاف: "تشرفنا اليوم بلقاء رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وأعضاء مكتب رئاسة المجلس، ليكون هذا اللقاء مقدمة للقاءات أخرى، نؤكد فيها دعمنا المادي والمعنوي ونستمع لاقتراحات الأخوة الفلسطينيين في كيفية تقديم الدعم ليستمروا في صمودهم".
وتابع أن "التاريخ يشهد أن فلسطين كانت أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا، وعليه فإننا سنظل دائمًا وأبدًا واقفين الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يناضل نيابة عن الأمة الإسلامية"، مشددًا على أن "الشعب الإندونيسي يتابع باستمرار ما يجري في فلسطين، وأن ما يشعر به الفلسطيني يشعر به الإندونيسي، فقضيتكم قضيتنا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها