أدانت لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة، في دورتها 105، وبشدة، مواصلة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين وآخرها اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، داعية لوقف هذه الانتهاكات التي تطال كل ما هو فلسطيني.
وأكدت اللجنة، في ختام أعمالها، اليوم الخميس، التي عقدت في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، برئاسة فلسطين، وحضور الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي، أن الحق في التعليم هو أحد الحقوق الأساسية التي أقرتها القوانين الدولية للإنسان.
ودعت إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية والتدخل في المدارس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعمليات الهدم والتهديد بالهدم، والمصادمات في الطريق إلى المدرسة بين الطلبة وقوات الاحتلال، وتوقيف المعلمين عند نقاط التفتيش، بالإضافة إلى أعمال العنف التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، التي تؤثر على الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة والحق في التعليم الجيد للطلبة الفلسطينيين.
كما دعت اللجنة المنظمات الدولية ذات العلاقة وخاصة "اليونيسيف" إلى الاستمرار في التدخل لإيقاف الممارسات الإسرائيلية العنصرية ضد الأطفال الذين يتم اعتقالهم أو تفرض عليهم الإقامة الجبرية (الحبس المنزلي)، وفضح الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الطفل العربي في فلسطين والجولان المحتل، وحقه في التعليم والحماية.
وأكدت تحميل إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- كامل المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التربوية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، والاستمرار في مطالبة المجتمع الدولي وخاصة اليونسكو بتوفير الحماية الدولية لأهلنا وأبنائنا الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة لضمان سير العملية التربوية.
كذلك دعت إلى مواصلة الطلب من الدول العربية والإسلامية والمنظمات العربية والإسلامية (الألكسو- الأسيسكو) ومكتب التربية لدول الخليج العربي الاستمرار في إثراء محتوى مواقعها الخاصة بالقدس على الشبكة (الإنترنت) بموضوعات باللغات الحية، لفضح الممارسات العنصرية والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت اللجنة المنظمات الدولية كافة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس ببذل المزيد من الجهود في توفير الحماية للمدارس الفلسطينية من الممارسات الإسرائيلية وخاصة مدارس مدينة القدس المحتلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة معاناة الطلبة الفلسطينيين بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى دفع الطلبة للتسرب من المدارس، واستغلالهم كأيد عاملة رخيصة، أو الدفع بهم إلى انحرافات اجتماعية خطيرة، ودعوة الدول العربية والإسلامية تقديم الدعم اللازم للمؤسسات التعليمية الفلسطينية في القدس للتصدي لهذه السياسات.
ودعت اللجنة إلى مواصلة تكثيف وتقوية بث البرامج التعليمية واستخدام البدائل التقنية المتاحة مثل منصات التعليم الالكترونية لتعويض الطلبة عما يفوتهم من تحصيل علمي في مدارسهم، نظرًا لاستمرار إسرائيل في سرقة الفضاء الفلسطيني وإحكام السيطرة عليه لصالح المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة واستمرار عمليات الحصار والإغلاق التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي العربية المحتلة.
وأكدت اللجنة أهمية الاستمرار في بث البرامج التعليمية لأكثر من مرة يومياً، والتأكيد على أهمية تحميل إرسال الإذاعات العربية التي تبث برامج تعليمية إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة على (الانترنت)، خاصة إذاعة فلسطين/ صوت العرب من القاهرة، وإذاعة فلسطين من دمشق، لإتاحة الفرصة للطلبة للاستفادة منها، والطلب إلى دولة فلسطين الاستمرار في تقديم تقارير دورية حول ظروف البث والاستقبال.
وأكدت ضرورة إنشاء منصة عربية لتبادل التجارب والخبرات التعليمية، في ضوء ما عززته جائحة "كورونا" من زيادة الانخراط في المنصات التفاعلية، إذ يمكن بلورة هذا الاقتراح ليكون فضاءً رحبا للتواصل.
كما أدانت اللجنة الحملة الإسرائيلية تجاه المناهج التعليمية الفلسطينية، واتهامها بأنها تحتوي على مواد تبث الكراهية وتشجع على العنف، مع تجاهل أن الشعب الفلسطيني يمارس حقه المشروع في مقاومة الاحتلال الذي يمارس كل أنواع العنف والتمييز والاقتلاع تجاهه، معربة عن قلقها من تجاوب بعض الدول مع هذه الحملة وبشكل خاص موقف الاتحاد الأوروبي تجاه المناهج التعليمية الفلسطينية.
وشددت على ضرورة مخاطبة البرلمان العربي لتوجيه رسالة إلى البرلمان الأوروبي توضح أن المنهاج الوطني الفلسطيني خال من دعوات التحريض، وأنه من باب أولى أن تتم مراجعة التحريض في المنهاج الإسرائيلي المعادي للعرب والمسلمين.
وأكدت أهمية بلورة رؤية عربية لإسناد التعليم في مدينة القدس المحتلة في مواجهة محاولات الأسرلة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت الإعلام العربي إلى تخصيص مساحات في برامجه ضمن فقراته الإعلامية في يوم المعلم الفلسطيني الذي يصادف يوم 14 كانون الأول/ ديسمبر، للتضامن مع المعلم الفلسطيني في ظل ما يواجهه من انتهاكات من الاحتلال الإسرائيلي.
كما ناقش المشاركون خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع التعليم، من استمرار تدمير المنشآت التربوية وإغلاق المدارس وقتل وجرح واعتقال سلطات الاحتلال للأطفال، والطلبة، والمعلمين، كذلك الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة بحق مدينة القدس المحتلة، والاجتياحات الإسرائيلية المتكررة على العملية التعليمية التي تصاعدت في الآونة الأخيرة.
وأكد الأمين العام المساعد دعم جامعة الدول العربية المطلق للموقف الفلسطيني في مواجهة مخططات استهداف المناهج التعليمية الفلسطينية، ورفض كل المحاولات والضغوط السياسية والمادية التي تتعرض لها فلسطين، مؤكدا أهمية استمرار دعم العملية التعليمية الفلسطينية التي تلعب دورا واسعا ليس فقط في حماية هوية الشعب الفلسطيني وخياراته الوطنية والتنموية، وإنما في تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم، ومواجهة التخلف والجهل والظلامية والاستبداد، وتمكين الشعب الفلسطيني المشهود له بكفاءته العلمية والمعرفية من أوسع مشاركة لمسار الحضارة الإنسانية، إضافة إلى كونه إعمالاً لمبدأ الحق في التعليم أحد المبادئ الرئيسية التي نصت عليها القوانين الدولية.
ودعا إلى أهمية الاستمرار في توفير الدعم العربي للعملية التعليمية في فلسطين والعمل على رفع المعاناة عن الطلبة الفلسطينيين ودعم صمودهم لصد كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل مواصلة بناء أجيال فلسطينية قادرة على المواجهة والتحدي.
من جانبه، أكد رئيس وفد دولة فلسطين، وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم أيوب عليان، أنه رغم الاحتلال ورغم "كورونا" سجلت فلسطين تجارب نجاح في التعليم عن بعد وفي توظيف التكنولوجيا، وبات لديها قناة فضائية تعليمية، وأنجزت خططاً للارتقاء بواقع مهارات القراءة، وتعزيز تعليم العلوم والرياضيات، وعلى الطريق نظام مطور لامتحان الثانوية العامة، كما أنجزت هيكلية جديدة، وتسعى للإيفاء بالتزاماتها تجاه أهداف الإعلان العالمي للتعليم 2015 – 2030.
وأشار عليان إلى أن هذه الدورة تتزامن والذكرى الرابعة والسبعين للنكبة، معربا عن أمله أن تكون هناك مبادرات عربية لتسليط الضوء على الرواية الفلسطينية، وطالب بإفراد مساحة للمبادرة في الخطط والبرامج، لأن الاستثمار في التعليم هو العائد الحقيقي من الاستثمار ولأن الرواية الحقيقية هي وحدها الكفيلة بإبقاء ذاكرة الأجيال متقدة .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها