مثقفون يدعون إلى تخطيط قوة ثقافية وأدبية تخدم روايتنا وتاريخنا الفلسطيني
أطلقت وزارة الثقافة، اليوم الثلاثاء، الملتقى الثاني للسردية الفلسطينية، بعنوان "نقد النص التاريخي"، بمشاركة 26 باحثا وكاتبا من مختلف المحافظات الفلسطينية.
جاء ذلك خلال مؤتمر أقيم في جامعة الاستقلال في مدينة أريحا، بالتعاون مع وزارة الإعلام، وجامعتي الاستقلال والقدس، والذي يستمر حتى 31 من آذار الجاري، لتقديم مقترحات نقدية تتناسب مع الأهداف الوطنية.
وقال رئيس الملتقى محمد عيّاد، إن هذا الملتقى يأتي ضمن سلسلة ملتقيات سنوية نقدية تهدف إلى صياغة سردية وطنية علمية لتاريخ فلسطين، حيث سيلتئم الملتقى تحت عنوان: "كتابة السردية الفلسطينية: المفاهيم والمبادئ والأسس والكيفيات"، ويخصص لتقديم مقترحات نقدية على وجه الخصوص فيما يتناسب مع الأهداف الوطنية والقومية العامة، وبما يشكل أساسا قوياً لسردية جامعة.
وأضاف عيّاد، ان هذا الملتقى يهدف إلى التخطيط لسردية فلسطينية وطنية يتم الاتفاق حولها، بحيث تخدم الأهداف القومية والوطنية للشعب العربي الفلسطيني، ونضاله ضد المشروع الاستعماري والصهيوني على حد سواء، ومناقشة التاريخ القديم والتاريخ غير المادي عموماً، بالإضافة إلى الجانب الوجداني من السردية الفلسطينية والمقصود بها العلاقة مع الأرض والفنون واللهجات، والنقاش حول المفاهيم والمبادئ الأساسية من أجل كتابة السردية الوطنية، وتتبعه عدة ورشات لكتابة السردية الوطنية.
بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال اللواء توفيق الطيراوي ضرورة الحفاظ على التاريخ الفلسطيني بأبعاده الحضارية المختلفة من أدب، وفنون، وتراث شعبي بمكوناته المادية والمعنوية، فجميعها وسائل للمقاومة، ودحض لآلة القمع الإسرائيلية.
وقال: وجودنا اليوم يدلل على تاريخنا الوطني وحدودنا الجغرافية، وكينونة الإنسان وتجذر الحجر، في جميعها شعلة بقاء ضد العتمة، على طريق النصر وتحرير فلسطين بيد جنودها وزهراتها وأشبالها.
وأشار الطيراوي إلى قول وزير الخارجية الأميركي الأسبق "كورديل هل"، إذا أردت أن تلغي شعباً تبدأ بوضع الشك في تاريخه، ثم تشوه ثقافته، وتلفق له تاريخاً آخر، وهذا ما حاول الاستعمار الصهيوني صنعه، لتضليل الهوية الوطنية، ما يستدعي تكاتف الجهود والمسؤوليات وتعاضدها، لحماية فلسطين التاريخية من شمالها لجنوبها، ومن نهرها إلى بحرها.
من جانبه، قال الكاتب أحمد رفيق عوض عضو اللجنة العليا للملتقى، إن نقد النص التاريخي عملية معقدة، ولا تقتصر على تبيان الأخطاء التقنية أو ترتيب الرواية من تحقيب وترهين، ولكنها تشمل الأطر والمرجعيات وعمليات التوظيف والتفسير والاستخدام، قائلاً إن السرد التاريخي هو مصلحة ورافعة ضرورية لتحديد الحدود الثقافية والنفسية واكتشاف المسار الذي يجعلنا على مسافة ما من الآخرين.
وتطرّق عوض لأبرز محاور الملتقى التي ستسلط الضوء على متطلبات إعادة كتابة تاريخ فلسطيني يؤطر ويؤرخ ويكرس الهوية الفلسطينية (المكان والناس والحكاية)، والكتابة التاريخية الجديدة (العربية والفلسطينية) الخصائص والملامح، والكتابة التاريخية في العصور الإسلامية المختلفة، المضامين والأهداف، وأدوات الاستشراق ومضامينه التي قدمت صورة مشوهة للتاريخ والإنسان في المنطقة العربية، ومواجهة عمليات التهويد الثقافي والتاريخي
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها