أكد متحدثون خلال ندوة ثقافية، أهمية التأسيس لمشروع متكامل حول الرواية السردية الفلسطينية، وعقد لقاءات دورية لمواجهة رواية النقيض الاحتلالي، وكشف زيف ادعائه.
وشددوا خلال الندوة التي نظمتها مديرية الثقافة بالقدس، ودائرة شؤون القدس، اليوم الاثنين، بمدينة القدس، ضمن فعاليات يوم الثقافة الوطني، وبمناسبة ذكرى معركة الكرامة، بعنوان "الرواية التاريخية الفلسطينية بمواجهة رواية الاحتلال- القدس لب الصراع"، على ضرورة نقل كل جزئية صغيرة تخص المكان والزمان للعالم أجمع، للتأكيد على أن الأرض فلسطينية بامتياز، إضافة لتكثيف الجهود الإعلامية المحلية في مواجهة ماكنة الإعلام الاسرائيلية التي تزور الهوية الوطنية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون القدس عدنان الحسيني، إن دولة الاحتلال جاءت لتسرق فلسطين بشكل مبرمج، ولتهيمن على المنطقة، وقد أعدوا روايتهم الخاصة بهم، لافتا الى أن ماكينة الإعلام الاسرائيلية تطلق مصطلح "أرض اسرائيل"، وتحاول اثبات هذا التزوير بإعداد الأفلام والبرامج التلفزيونية، لإقناع العالم بأحقيتهم في هذه البلاد.
وأكد الحسيني ضرورة العمل بشكل مكثف على مواصلة دحض الرواية الصهيونية في محاولة لتصحيح الفهم الخاطئ للتاريخ الذي ارتكزت عليه الحركة الصهيونية في إقامة دعاويها، وتفنيد كل مزاعمها.
بدوره، قال الوكيل المساعد للشؤون الثقافية محمد عياد، إننا "في وزارة الثقافة وضمن برنامج شهر آذار، نحضر للملتقى الثاني للسردية الفلسطينية، بعد مؤتمر بدأناه في عمّان، وكان قبله مؤتمر حول الرواية الكنعانية"، مشيرا الى أن أهمية المنتدى تكمن في أن الرواية الفلسطينية هي رواية الناس والمكان، لذلك نحن نكتب رواية الحق والحقيقة، فيما يكتب الاحتلال رواية الكذب والزيف.
ولفت عياد إلى أن "من حق كل فلسطيني أن يكون جزءًا من الرواية، خاصة أن الشباب اليوم يكتبون روايتهم بطريقة مختلفة كما في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واستطاعوا أن يقتحموا أسوار الكون ويقنعوا العالم عبر استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنقل معاناتهم للعالم أجمع".
من جانبه، أشار وكيل وزارة شؤون القدس سعيد يقين الى أن "الرواة والمؤرخين التوراتيين جاءوا الى فلسطين على اعتبار أنها مسرح وأرض التوراة، وكل الكتابات التوراتية لم تأتِ على ذكر أرض كنعان، بل وصفتها بالأرض المقدسة، أو أرض التوراة، أو أرض الرب، وهذه الأسماء اخترقت العقل الأوروبي، فأصبح لديه موقف مسبق أنها أرض اسرائيلية بامتياز"، مشددًا على أن "الرواية التوراتية طمست تاريخ فلسطين طمسًا مطلقًا، وعملت على اختلاق إسرائيل القديمة من أجل أن تسوق لإسرائيل الجديدة".
من جهته، قال الباحث المقدسي عزام أبو السعود إن الاحتلال الإسرائيلي ينكر التعددية في القدس، ويسعى لإظهار المدينة على أنها يهودية بامتياز، من خلال إطلاق الأسماء العبرية على الأماكن والشوارع، والأبنية، والمواقع الأثرية، مشددًا على ضرورة إعادة الطابع والشكل الزخرفي لمدينة القدس حتى يظهر بشكله العربي.
أما مدير دائرة الملفات المتخصصة باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم فادي أبو بكر، فأكد دور الإعلام في تعزيز الرواية الفلسطينية، لأن معركتنا مع المحتل هي على الرواية والحقيقة والهوية، لافتا الى أن الفلسطينيين استطاعوا استخدام الانترنت بقدرة عالية وتحقيق اختراق، لكن هذا يحتاج إلى استراتيجية شاملة تعزز الرواية الفلسطينية عالميا.
وأشار إلى تواطؤ مواقع التواصل الاجتماعي ومحاربتها الرواية الفلسطينية، وإغلاق المحتوى والصفحات الفلسطينية وتعليق المنشورات وحظر النشطاء، مشددًا على ضرورة محاربة هذه الهجمات ضد قضيتنا الوطنية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها