عقدت الهيئة العامة لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة (باديكو)، اجتماعها السنوي السادس والعشرين عبر تقنيّة الاتصال المرئي، اليوم الاثنين، بحضور مساهمين يحملون أسهما بالأصالة والوكالة تشكل 72% من رأسمال الشركة، إضافة إلى الأمين العام للشركة مقرراً للاجتماع، والمستشار القانوني، ومدقق الحسابات الخارجي.
وترأس الاجتماع رئيس مجلس الإدارة بشار المصري الذي عرض تقرير مجلس الإدارة عن العام 2020، وعرج على أهم الإنجازات التي حققتها الشركة والتحديات التي واجهتها خلال العام.
وقال المصري: "شكل العام 2020 تحديا غير مسبوق في مسيرتنا، حيث ألقت جائحة كورونا بظلالها على كافة القطاعات الاقتصادية التي تستثمر بها الشركة، وكان الضرر الأكبر في القطاع السياحي الذي يشهد توقفاً كاملاً عن العمل منذ الأول من آذار 2020، حيث فاقت خسائره 1.5 مليار دولار في فلسطين، كما تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12%".
وأضاف: "عبرنا هذه المرحلة الصعبة بثبات وصمود بفضل السياسات الحكيمة التي تبناها مجلس إدارة الشركة في السنوات القليلة الماضية، والتي تمثلت في ضبط النفقات، والتأني في توزيع الأرباح، ووقف النزيف المتأتي من بعض المشاريع، ما أسهم في تمتين المركز المالي للشركة"، مشيرا إلى أنه رغم الأثر الكبير لجائحة كورونا على مجمل القطاعات الاقتصادية في فلسطين إلا أن باديكو وشركاتها التابعة والحليفة حققت أرباحا تشغيلية جيدة، لكن كان لانخفاض أسعار الأسهم في البورصات المحلية والاقليمية، وعدم استلام توزيعات أرباح من هذه الاستثمارات أثر ملموس على انخفاض الأرباح في العام 2020 عن مستواها الطبيعي.
وقال المصري: "كنا نتطلع إلى الأفضل والعمل بقوة مع بداية هذا العام، لكن البداية لم تكن موفقة، خاصة مع استمرار آثار جائحة كورونا، وثم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والدمار الهائل الذي لحق باستثماراتنا هناك، لكننا نؤكد مرة أخرى قرار مجلس الإدارة الدائم بالتركيز على الاستثمار في غزة والقدس، ورسالتي لكل المساهمين بأن باديكو تأسست للاستثمار في فلسطين رغم المخاطر، وأعي تماما ثقتكم بنا ودعمكم لنا للازدهار في اقتصادنا الوطني، وهذا كله لن يزيدنا إلا إصرارا على الاستثمار من أجل الوطن".
شهد الأداء التشغيلي تراجعا كبيرا في أداء شركات باديكو العاملة في القطاع السياحي، بسبب آثار جائحة كورونا كما سبق ذكره، خاصة أن كافة الفنادق توقفت عن العمل وأُغلقت كليا بشكل مبكر في العام الماضي.
على صعيد الاستثمار الأكبر لباديكو، حققت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) نتائج جيدة من عملياتها التشغيلية رغم تداعيات جائحة كورونا، وسعت "بالتل" إلى تعزيز وتطوير خدماتها ومنتجاتها وتحفيز الحلول التكنولوجية الأمثل للمشتركين، إلا أن أرباحها الصافية تأثرت كسائر العديد من شركات القطاع الخاص بتراجع أداء محفظة الأوراق المالية.
وعلى صعيد القطاع الصناعي، حققت شركة فلسطين للاستثمار الصناعي نمواً في أدائها التشغيلي، رغم التحديات التي شهدتها فلسطين من إغلاقات وانقطاعات عن العمل، ومضت الشركة في تشييد مصنع ضخم للألبان في منطقة النبي صالح بمحافظة رام الله والبيرة، الذي من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في الربع الأول من العام 2022، كما تعمل الشركة على إقامة مصنع أعلاف مع مستثمر محلي في محافظة بيت لحم لتوسيع حصتها السوقية جنوب الضفة الغربية؛ وسيبدأ الإنتاج الفعلي عام 2022، كما تعمل الصناعية على توسيع استثماراتها في مشاريع الثروة الحيوانية حيث أنجزت أول مزرعة للأبقار في محافظة طولكرم.
وأنجزت باديكو في العام 2020 مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية على الأسطح في مدينة غزة الصناعية بقدرة إنتاجية تصل إلى 7.3 ميغاواط، والذي يعد الأكبر في فلسطين والثاني على مستوى الشرق الأوسط من نوعه، لكن خلال العدوان الإسرائيلي الأخير تم قصف مدينة غزة الصناعية ما أدى إلى تدمير 30% من المشروع.
وعلى الصعيد العقاري، واصلت شركة بوابة أريحا للاستثمار العقاري تنفيذ مشروعها العقاري الفريد والمتميز، حيث تم بيع كامل الأراضي السكنية في المرحلة الأولى من المشروع بعد أن تم إنهاء البنية التحتية بالكامل، إضافة لبيع مساحات أخرى ضمن المرحلة الثانية والثالثة من المشروع، وتمكنت من تحقيق أرباح تشغيلية جيدة.
على صعيد المشاريع الاستراتيجية الجديدة، وقعت الشركة من خلال ذراعها الاستثماري في القطاع العقاري (بريكو) اتفاقية شراكة واستثمار مع مجلس أمناء جامعة بيرزيت لإنشاء مبنى تجاري في رام الله، ما يسهم في توطيد العلاقة بين القطاعين الخاص والأكاديمي، وتعزيز التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في عدد من المجالات الاستثمارية.
وعلى صعيد المؤشرات المالية، تمكنت الشركة رغم الأثر الكبير لجائحة كورونا على مجمل القطاعات الاقتصادية في فلسطين والعالم، من تحقيق أرباح موحدة بقيمة 4.8 مليون دولار أمريكي في العام 2020، وبلغت الإيرادات الموحدة 109 مليون دولار، فيما بلغ مجموع الموجودات 780 مليون دولار، وحقوق الملكية 449 مليون دولار، كما بلغت القيمة الدفترية للسهم 1.49 دولار.
واستعرض اجتماع الهيئة العامة مشاركة باديكو المجتمع الفلسطيني خلال أزمة جائحة كورونا، حيث كانت من السباقين في وضع مرافق الشركة تحت تصرف وزارة الصحة لمنفعة الخدمة العامة، في القدس تم التعاون مع التجمع المقدسي من خلال تجهيز فندق "سانت جورج" كمقر للحجر الاجتماعي، وفي غزة تم وضع منتجع بلو بيتش كمركز للحجر الصحي ورعاية العائدين من الخارج لمدة عام تقريبا، وفي بيت لحم تم وضع فندق قصر جاسر تحت تصرف المسؤولين لدعم الجهود للتعامل مع الوباء.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها