نظم معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، مساء أمس الأحد، ندوة رقمية بعنوان: "القدس في عيون الإرهاب الإسرائيلي الأبعاد والدلالات، ضمت العديد من النخب الدينية، والأكاديمية، والناشطين السياسيين، من كل من: فلسطين، وجمهورية مصر العربية، والجزائر، والأردن، والبحرين، وتركيا، وبمشاركة ناشطة مقدسية من حي الشيخ جراح بمدينة القدس.

وأجمع المتحدثون على دعمهم للقضية الفلسطينية، وعلى كونها القضية المركزية للعرب والمسلمين، وأن نصرة الشعب الفلسطيني واجب وطني، وديني، وأخلاقي، وإنساني.

كما أكد الحضور في الندوة التي أدارها مدير وحدة دراسات التطرف والإرهاب في المعهد الاستاذ جمال العبادي، على حقيقة الصراع بأنه صراع وطني ضد الظلم والاستبداد، وأنه لا مشكلة مع اليهودية كدين، وإنما ينحصر الصراع مع الحركة الصهيونية، كحركة استعمارية تهدف إلى احتلال الأرض، وطرد الفلسطينيين من أرضهم، وطمس هويتهم، ومصادرة حكايتهم.

وفي بداية الندوة، تحدثت الناشطة المقدسية أليسار أبو حسنة عن ما يجري في حي الشيخ جراح، من استهداف ممنهج، ومستمر منذ فترة طويلة، مؤكدة حق المقدسيين وأهل الشيخ جراح بملكية منازلهم، وبيوتهم، وأن اعتداءات المستوطنين لا تستند إلى أي حق، وأنهم يزورون الحقائق والوثائق، مدعين زورا وبهتانا ملكيتهم لبيوت الشيخ جراح المهددة بالمصادرة، وطرد أهلها. 

كما تطرّقت إلى تجربتها باعتبارها فتاة فلسطينية فرضت عليها الظروف أن تواجه ظلم وبطش وإرهاب المستوطنين ومن ورائهم دولة الاحتلال، مصادرين حقها في العيش الكريم الآمن، وأحلامها، وآمالها، ومستقبلها، وطموحها، كأي إنسان له حق الاحتفاظ بمنزله وذكرياته.

وشددت الناشطة المقدسية على أهمية دعم العرب والمسلمين لأهل القدس، تحديدا في حي الشيخ جراح، أمام الهجمة الاحتلالية التي تتواصل بحقهم.

من جهته، استعرض قاضي المحكمة الشرعية الشيخ عطا المحتسب في مداخلته الأحداث التي تمر فيها مدينة القدس من اعتداءات صهيونية، تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وطمس وجودهم، ومصادرة هويتهم، وتزييف حكايتهم، داعياً العرب والمسلمين إلى زيارتها، من أجل تعزيز صمودها، ودعم أهلها في مواجهة العدوان.

من جانبه، أكد الاستاذ المحاضر في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر د. محمد بشير باي أن قضية فلسطين ليست للفلسطينيين فقط، وإنما هي قضية العرب، والمسلمين، وجميع أحرار العالم، وأن العدالة تتطلب فضح ممارسات الاحتلال التي يمارسها ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني.

ودعا العرب والمسلمين أن يقفوا وقفة عز لنصرة الأقصى، باعتباره واجبا وطنيا، ودينيا، وأخلاقيا، وإنسانيا، وأن النصر الذي أحرز يجب الوقوف عنده، ودراسته، ومعرفة أسبابه، وتعزيزه لدحر المحتل، والانتصار عليه، مؤكداً أن شعب الجزائر يدعم أهل فلسطين، وهم يربون أطفالهم على حب فلسطين ونصرتها.

بدوره، أكد أحد علماء الأزهر الشريف الشيخ كامل النحاس أن مصر العروبة تستعيد دورها وتقف مع الحق الفلسطيني على المستويين الرسمي والشعبي، وأن ما حدث من مقاومة باسلة أبطلت التطبيع، وأسقطت اتفاقيات السلام مع دولة الاحتلال، وأن الأمة لن تفرط في الأرض والمقدسات، انطلاقا مما صرح به الإمام الأكبر حيث أعلن أن فلسطين والقدس هي أرض عربية إسلامية، وهي ملك لأهلها، وأن القدس والأقصى في ضمير ووجدان العرب والمسلمين.

من جانبه، شدد الباحث في العلاقات الدولية، مدير المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية د. إياد المجالي على دعم الأردن والأردنيين لأهل فلسطين ضد إرهاب دولة الاحتلال، وأن الأردن وفلسطين تربطهما علاقة انصهار على مر التاريخ الفلسطيني، وأن الأردنيين هم جزء أصيل في المشهد الفلسطينيين على المستوى الرسمي والشعبي، وأن العلاقة الأردنية الفلسطينية ترتبط برباط مقدس لحماية المقدسات والأوطان.

كما استعرض تاريخ الوصاية الأردنية على المقدسات، من أجل حمايتها، وصون كرامتها، والذود والدفاع عنها.

بدوره، أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي، عضو الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع حسن المرزوق على عروبة فلسطين من النهر إلى البحر، مشيراً إلى رفض شعب البحرين التعامل مع المنتجات الإسرائيلية، تضامنا مع أبناء شعبنا.

وقال راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم القس منذر إسحاق ، إن القدس تمر بعملية تهويد ممنهج تهدف لمسح هويتها، وتفريغها من أهلها، لصالح المشروع الاحتلالي.

وأضاف أن دولة الاحتلال تعتدي على المسلمين والمسيحيين على حد سواء، مؤكدا أن الاعتداء على المسجد هو اعتداء على الكنيسة، فالمسيحيون هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، ويعيشون على أرض فلسطين منذ فجر التاريخ، وأن القدس هي بوصلة كل العرب.

من جانبه، أكد مدير مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط في تركيا أحمد أوويصال في مداخلته على نصرة شعب فلسطين، وأن المثقفين في بلاده يدعمون القضية الفلسطينية التي تمثل بالنسبة لهم أهمية تاريخية وجيواستراتيجية.

وأشار إلى أن  دولة الاحتلال هي أساس كل المشاكل والقلاقل في المنطقة العربية والإسلامية.

وفي نهاية الندوة قدّم المشاركون مجموعة من المداخلات التي أكدت على حق شعبنا الفلسطيني في الحرية، والكرامة، وعروبة فلسطين، وإسلاميتها، وحقهم في تقرير مصيرهم.