أدان وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي وشرطتها للمسجد الاقصى المبارك، ومهاجمة المصلين بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، والاعتداء عليهم بعد انتهاء صلاة الجمعة، ما أدى لإصابة أكثر 80 مواطنا بجروح.

واستنكر المالكي في بيان، اليوم السبت، اقدام الاحتلال على تشديد حصاره لحي الشيخ جراح، واغلاق الطريق المؤدي اليه، وتثبيت نقطة عسكرية على مدخله، ومنع أي مواطن من الدخول اليه.

واعتبر أن استمرار هذا العدوان على القدس ومقدساتها ومواطنيها المقدسيين بما في ذلك حي الشيخ جراح تصعيد خطير ومؤشر على نوايا الاحتلال تنفيذ مخططاته التهويدية ومشاريعه الاستعمارية الهادفة إلى استكمال أسرلة المدينة المقدسة وعمليات التهجير القسري لمواطنيها واحلال المستوطنين مكانهم.

وقال إن عمليات الاعتقال الجماعية المتواصلة بحق المقدسيين والتضييقات والعقوبات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق دائرة الاوقاف الاسلامية ورجالاتها تندرج ايضا في هذا الاطار.

وأضاف المالكي انه رغم بسالة وصمود المقدسيين في الدفاع عن القدس ومقدساتها وعن هويتهم وعاصمة دولتهم، الا أن سلطات الاحتلال تصر على المضي قدما في تنفيذ خطتها بتهويد المسجد الأقصى، والانتقال من تقسيمه زمانيا، الى تقسيمه مكانيا، بمعنى إنهاء الوضع القانوني القائم فيه وبقية الأماكن المقدسة في المدينة المحتلة، وفرض وضع جديد بقوة الاحتلال والسلاح.

وتابع ان الاحتلال لا يزال يحاول تغيير الطابع الديمغرافي للمدينة، عبر طرد وتشريد السكان الفلسطينيين العرب من منازلهم، وإحلال المستوطنين بدلا منهم، في خرق واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، إضافة لخرق التزاماتها كدولة احتلال امام اتفاقيات جنيف الملزمة.

ويواصل المالكي بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، جولته الخارجية لاستكمال العمل من أجل تثبيت التهدئة، ومطالبة الدول والمجتمع الدولي بوضع حد نهائي لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة على القدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك.

كما أكد السعي لمطالبة المجتمع الدولي بممارسة أشد الضغوط على اسرائيل لوقف تهجير العائلات من حي الشيخ جراح ووقف عمليات هدم المنازل، ولتفنيد رواية الاحتلال وادعاءاته التضليلية وتثبيت الرواية الفلسطينية بأن استمرار الاحتلال والاستيطان وحصار قطاع غزة، هو السبب الرئيس لجميع المشاكل ولدوامة الصراع المتواصلة، مطالبا بضرورة الاسراع في معالجة جذر الصراع وليس فقط قشوره.

وقال إن تركيز الدبلوماسية الفلسطينية يبقى على قضية القدس، مشيرا إلى أنها تمكنت من خلال تواصلها مع عديد الدول في العالم، وليس فقط العربية والإسلامية، من تحقيق اهتمام كبير بهذه القضية.

وأضاف المالكي ان عنوان الدبلوماسية سيكون القدس هي الأساس، وهي المدخل والحل، رغم كل محاولات إخفائها عن مركزية الحدث الا أنها عادت وتعود بقوة، ليثبت لجميع الاطراف خطأ تلك المحاولات، ولتبقى القدس بدايات الصراع ومفتاح الحل.