إحياءً للذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، انطلاقة المارد الفتحاوي، نظّمت حركة "فتح" - قيادة منطقة الشمال مسيرةً جماهيريةً حاشدةً اليوم الجمعة ١-١-٢٠٢١، في مخيّم نهر البارد شارك فيها لفيفٌ من رجال الدين وممثلي الفصائل الفلسطينية وقوى وأحزاب لبنانية وطنية واسلامية و اللجان الشعبية والجمعيات الكشفية والأندية الرياضية والمؤسسات والفعاليات وجماهير من مخيّمات الشمال وطرابلس وعكّار والمنية والضنية.

 

 المسيرة انطلقت من ساحة الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيّم نهر البارد يتقدمها حملة الرايات والأعلام وصور للرئيس أبو مازن والشهيد الرمز ياسر عرفات جابت الشوارع الرئيسة لمخيّم نهر البارد. 

وعند انتهاء المسيرة كان تقديم من عريف المناسبة أحمد عمر الذي وجه التحية إلى روح شهيدنا الرمز ياسر وشهداء الثورة وقائد المسيرة الوطنية الرئيس محمود عبّاس والشعب الفلسطيني الصامد وإلى مخيم نهر البارد الذي كان له شرف انطلاقة الثورة المجيدة في مخيّمات لبنان.

 

ثُمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، فقال: "يا أبناء الفتح، يا أبناء العاصفة، اليوم نحيي انطلاقة حركة "فتح" في الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقتها المجيدة، انطلاقة المارد الفتحاوي، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، لنستذكر معًا الشهداء القادة الذين ضحو بأرواحهم من أجل استقلالنا، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، عاصمة الأرض وبوابة السماء". 

وأكد فيّاض أنَّ حركة "فتح" ما زالت على عهدها للشهداء وللقسم باستمرار المقاومة التي بدأت بالكفاح المسلّح بأشكاله كافةً في العام 1965 بعمليات نوعية لقوات العاصفة التي قدمت شهيدها الأول أحمد موسى.

 

 وخاطب أبناء مخيّم نهر البارد قائلاً: "أنتم احتضنتم الثورة عام 1969 وكنتم الشرارة الأولى التي حوّلت المخيّمات في لبنان إلى معسكرات للثورة الفلسطينية وقدمتم الشهداء من أجل عودتنا إلى أرض الآباء والأجداد، اليوم نستقبل عامًا جديدًا وكلنا ثقة وأمل بانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

وأضاف: "إنّ إحياء ذكرى انطلاقة حركة "فتح" السادسة والخمسين صاحبة القرار التاريخي الشجاع الذي اتخذه الرمز ياسر عرفات وإخوانه من المؤسسين الأوائل ردًا على ماساتنا ونكبتنا عام 1948 من ظلم لشعبنا وارتكاب المجازر بحقه من قبل عصابات الصهاينة وتخاذل النظام العربي والدولي، هو تأكيد من حركة "فتح" على مواصلة النضال الفلسطيني لأن شعبنا لن يهزم ولن تكسر إرادته رغم العدوان والنكبة ولديه القدرة على الصمود والمواجهة حتى كنس الاحتلال وهزيمة المشروع الصهيوني التوسعي المدعوم من قوى الاستعمار العالمي بقيادة أمريكا".

وأكد أن وحدة شعبنا في الوطن والشتات ضرورية خلف قيادته التاريخية برئاسة الأخ الرئيس أبو مازن للتصدي لكل المشاريع التي تستهدف قضيتنا الوطنية وإلغاء حق شعبنا في العودة والحرية والاستقلال، مشددًا على أن شعبنا الفلسطيني يطالب بالوحدة والتلاحم والالتفاف حول الحقوق والثوابت الوطنية المشروعة ضمن البرنامج الذي تقوده حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية المتمسكين بالقرار الوطني المستقل.

وأضاف: "ستة وخمسون عامًا مضت من النضال والكفاح قدمنا فيها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى وما زالت حركة "فتح" متمسكة بالمقاومة بكل الوسائل حتى طرد الاحتلال الصهيوني عن أرضنا المباركة".

وأمل فياض أن يكون العام الجديد عام الوحدة الوطنية من خلال تطبيق ما اتفق عليه في لقاءات الأمناء العامين في رام الله وبيروت، وأن يتم تنفيذ ما اتفق عليه في حوارات في تركيا والقاهرة من تفاهمات بين حركتي "فتح" وحماس.

وطالب الأونروا ومديرها العام في لبنان بتأمين مساعدات طارئة لكل اللاجئين في مخيمات لبنان لأن عام 2020 كان الأصعب والأقسى على أبناء شعبنا بحصول كارثة اجتماعية في مخيماتنا بسبب ما سمي بثورة الشعب اللبناني وجائحة كورونا وحجر الناس في منازلهم وتردي الحياة الاقتصادية وارتفاع الأسعار والبطالة وانعدام فرص العمل ليصبح الجميع في ظروف اقتصادية صعبة.

وقال فيّاض: "ما زلنا نعيش معاناة لم تنتهٌِ بعد مرور 14 عامًا على نكبتنا في مخيمنا الحبيب مخيّم نهر البارد حيث نرى الظروف الصعبة التي يمر بها أهلنا من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية نتيجة البطالة وعدم توفر فرص العمل، لذلك فإننا نطالب بزيادة عدد العائلات التي يجب أن تستفيد من برنامج الشؤون في الأونروا، ونطالب الأونروا أن تعمل ضمن ظروف سياسية عادلة لإغاثة أبناء شعبنا في مخيم نهر البارد من خلال تغطية الاستشفاء كاملاً ودفع بدل إيجار للعائلات التي لم تتسلّم منازلها بعد.

كما طالب الرئيس أبو مازن بالضغط على مفوض عام الأونروا لوضع خطة طوارئ كاملة تؤمن حياة كريمة لشعبنا في لبنان لحين انتهاء الأزمة في هذا البلد.

 وطالب المجتمع الدولي بالإفراج عن أسرانا البواسل الذين ضحوا بحريتهم من أجل استقلالنا وهم أسرى حرب يجب أن يعاملوا حسب اتفاقية جنيف الرابعة.

في الختام دعا عريف الحفل أحمد عمر القيادة إلى إيقاد الشعلة السادسة والخمسين، تأكيدًا للوفاء لمدرسة الياسر وحركتنا الرائدة؛ خلف الأمين المؤتمن سيادة الرئيس محمود عبّاس، متمسكين بثوابتنا الوطنية متجذرين بمبادئنا الراسخه، واثقين بقيادتنا الحكيمة.