بيان سياسي صادر عن قيادة حركة "فتح" في لبنان
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن المحتل، وفي كل بلاد الغربة.....
إنّ حركة "فتح" شكَّلت منذ البداية القلب النابض للثورة الفلسطينية، وانطلاق هذه الحركة الوطنية شكَّل الانبعاث الحقيقي للوطنية الفلسطينية بشموليتها السياسية، والجماهيرية، وحرب التحرير الشعبية التي تبلورت في الكفاح الفلسطيني المسلح.
نشأت العام 1957 بعد أن اختمرت فكرة الثورة عبر تلاقي وتفاعل خلايا شبابية فلسطينية تواجدت في العديد من الدول العربية والأجنبية، ومجمل النقاشات والحوارات بينها كانت تتمركز حول الخلاص من الاحتلال، وكيفية تحرير الأرض. والذي سرَّع في اختمار هذه الفكرة الثورية هو فشل العدوان الثلاثي الاستعماري العام 1956 على مصر، والدور الذي جسَّدته الجهود الشعبية المتضامنة في هذه المعركة، والمشاركة الشبابية الفلسطينية الواضحة التي تقدمها الرمز ياسر عرفات آنذاك. ولم يبرز دور الأحزاب يومها. وبعد اندحار العدوان عن مصر بدأت تبرز أدوار رابطة الطلاب الفلسطينيين الموزعين في الجامعات المصرية خاصة، ثم تبلور الوجود الطلابي في تأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين العام 1959 بقيادة ياسر عرفات.
والذي يجب ذكره والتأكيد عليه في هذا المجال هو الدور الذي أداه أبو جهاد خليل الوزير الذي كان يعشق الرصاص والسلاح، وأصابع الديناميت لاستخدامها في تنفيذ عمليات عسكرية متواضعة لكنها مهمة ضد جنود الاحتلال، وهذا ما جعله يستقطب العديد من الخلايا الشبابية ويسلِّحها، ويكلّفها بتنفيذ المهام العسكرية التي تقضُ مضاجع الاحتلال.
إنَّ هذا الأسلوب الثوري الذي فرض نفسه على أرض قطاع غزة أولاً، وشمل العديد من الشبان الأوائل المندفعين وطنياً، والذين شكَّلوا نواة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ومنهم: سليم الزعنون، وصلاح خلف، وأسعد الصفطاوي، وكمال عدوان، ومحمد يوسف النجار، وسعيد المزين، وغالب الوزير من قطاع غزة، ومحمد غنيم، ومحمد أبو سردانة من الضفة الغربية.
هذه النواة تبلورت، وسرعان ما نضجت وتوسَّعت في أواخر تموز العام 1957 وعقدت اجتماعها التأسيسي الذي ضمَّ ياسر عرفات، وخليل الوزير، وعادل عبد الكريم، وعبد الله دنان، ويوسف عميرة، وتوفيق شديد، وكان هذا اللقاء التأسيسي الأول للحركة، وصاغ المؤسسون (هيكل البناء الثوري) و(بيان حركتنا) واتفقوا على اسم الحركة وهو "فتح".
وعلى الأثر مباشرة قامت مجلة فلسطيننا بمهمة التعريف بحركة "فتح"، ونشر فكرها ما بين 1959 – 1964، واستقطبت الحركة من خلالها العديد من المجموعات التنظيمية الثورية الأخرى، وانضم إلى حركة "فتح" في هذه المرحلة مجموعة من الكوادر، والذين كان لهم دور بارز في قيادة الحركة، ونجاح مسيرتها، وتأدية الأدوار الوطنية التاريخية وهم:
عبد الفتاح حمود، ومحمود عباس، وفاروق القدومي، وماجد أبو شرار، وخالد الحسن، وأحمد قريع، وهاني الحسن، وهايل عبدالحميد، وصخر حبش، وزكريا عبد الحميد، وسميح أبو كويك، وعباس زكي وغيرهم الكثير.
كانت بدايات الظهور العلني السياسي هي حضور حركة "فتح" لاحتفالات استقلال الجزائر في العاصمة العام 1963 برئاسة خليل الوزير. وفي هذا العام أيضاً عمَّقت قيادة حركة "فتح" آنذاك علاقاتها مع سوريا، بعد أن سمح حزب البعث السوري السماح بذلك.
ثم تطورت حركة "فتح" بشكل أبرز قبل الطلقة الأولى عندما حضرت اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي شكلته "م.ت.ف" في أيار العام 1964، وكان يضم الوفد عشرين ممثلاً عن حركة "فتح".
كان ياسر عرفات يتابع التواجد الفتحاوي في عدة أقطار، ويستطلع آراء القيادات التي أسست هذه الحركة، والتي كانت لها آراء مختلفة في تاريخ إطلاق الطلقة الأولى القادمة استناداً إلى الواقع القائم في المنطقة، فالبعض كان متحمساً لعملية الإسراع خاصة بعد انتصار الثورة الجزائرية، والبعض الآخر كان يميل إلى التروي في الإعلان، وفي الاجتماع القيادي الذي حضرته القيادة الأولى برئاسة ياسر عرفات وتم التصويت بعد النقاش، وبعد أن كان هناك تعادل في الأصوات فقد رجَّح صوت الأخ محمود عباس أبو مازن الكفة لصالح البدء بإطلاق الطلقة الأولى وإعلان انطلاقة حركة فتح، وهكذا بدأت العملية الأولى في 31/12/1964 باسم قوات العاصفة، والتي استهدفت نفق عيلبون حيث تمَّ تفجير شبكة المياه الإسرائيلية.
وفي هذا الوقت تم تشكيل مجلس الطوارئ للحركة العام 1965 برئاسة ياسر عرفات في دمشق، حيث كانت دمشق ترحب بقيادة حركة "فتح"، علماً أنه حصل سوء تفاهم بين القيادة الموجودة في دمشق، وأعضاء اللجنة المركزية في الكويت لأسباب تتعلق بمكان التمركز وآليات العمل، ثم تمت التسوية.
بعد معركة الكرامة، والانتصار التاريخي فيها تم الإعلان عن اسم ياسر عرفات متحدثاً باسم حركة "فتح" في 14/4/1968 وتواصل العمل المسلح في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وعبر الساحة الأردنية بشكل مكثَّف، والقيام من هناك بمئات العمليات العسكرية إلى أن كانت أحداث 1970 و1971 المؤسفة، وأنهت التجربة الثورية هناك.
إلاَّ أنَّ قوات العاصفة واصلت كفاحها عبر الجولان، وكان أكثرَ فعاليةً وتأثيراً في الصراع ضد الاحتلال ما بدأ تنفيذه من جنوب لبنان بعد اتفاقية القاهرة بين الجانبين الفلسطيني واللبناني بإشراف المرحوم القائد العربي القومي جمال عبد الناصر، والتضحيات المشتركة من الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، إنَّ الشعب الفلسطيني لا ينسى هذا الدور التاريخي الذي يُسجَّل لأهلنا في لبنان.
إنَّ مسيرة الثورة وعمودها الفقري حركة "فتح" واجهت الكثير من المحطات الصعبة، والعوائق السياسية والأمنية، والتحديات العسكرية المعادية والتي هدفت إلى تصفية وجود هذه الثورة، وخاصة ما حدث في الاجتياح الصهيوني للبنان من الجنوب لغاية بيروت، ومخيماتها، والتنكيل بأهالي بيروت الغربية، ومروراً بالصراع الداخلي بين الفصائل الفلسطينية بهدف تدمير "م.ت.ف" وشرعية وجودها السياسي المعترف به دولياً، وبالتالي تصفية الثورة الفلسطينية، التي أنهكتها الخلافات الداخلية المفتعلة، والاختراقات الأمنية والسياسية بفعل عوامل خارجية.
وأمام الأزمة الخانقة التي عاشتها المنظمة تجلَّت القدرات الإبداعية الثورية والسياسية لدى قيادة حركة "فتح"، والتي تجسَّدت في المحطة التاريخية التي أبدعها الشهيد أبو جهاد الوزير القائد الفذ، الذي وضع مع ياسر عرفات اللبنات الأولى لإنشاء حركة "فتح". وفي العام 1987 في التاسع من شهر كانون الأول أعلن أبو جهاد اندلاع الانتفاضة الأولى لشعبنا الفلسطيني داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي التي أذهلت العالم بأسره كونها شاملة وطنياً، وسياسياً، ومقاومةً واجتماعياً، واستطاعت أن تمرِّغ أنفَ وعنجهية الجيش الصهيوني، وأثبتت عجزه عن مواجهة الإرادة الوطنية الفلسطينية، وهذه الانتفاضة تواصلت لغاية انعقاد مؤتمر مدريد، وتوقيع اتفاق أوسلو العام 1993 مع الجانب الفلسطيني، ثم توقيعه الرسمي بوجود الأطراف الدولية العام 1994.
كان هذا الاتفاق قد شكَّل منعطفاً مفصلياً تاريخياً سمح بعودة ما لا يقل عن ثلاثماية وخمسين ألف فلسطيني إلى أرض الوطن، وهم من قوات الأمن الوطني وأُسرهم. والجميع اعتبر أنَّ هذا الاتفاق هو ثمرة من ثمرات الانتفاضة الشعبية، وأعطى فرصة للقيادة للنهوض، والعمل الجاد على إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة العام 1967، وذلك بعد مرور خمس سنوات على توقيع الاتفاق أي في العام 1999، هذا ما تم الاتفاق عليه، ولكن الجانب الصهيوني قام بقتل إسحاق رابين للتخلص من عهد حزب العمال، ثم ليتسلم زمام الأمور اليمين الصهيوني وتحديداً نتنياهو، ثم ليتم إجهاض اتفاق أوسلو بشكل تدريجي، وجاء هذا الانقلاب تصديقاً لما قاله الرمز أبو عمار بأنَّ أوسلو هو الخيار المر.
كان تعطيل تنفيذ خطوات ومراحل اتفاق أوسلو، خاصة وقف سحب قوات الاحتلال من باقي مناطق الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه تنشيط عمليات الاستيطان في مختلف المناطق، وخاصة في محافظة القدس وقراها، وبلداتها، ومخيماتها. أضف إلى ذلك عملية تدمير البيوت، ومصادرة الأراضي، وتهجير المواطنين، والتضييق عليهم لحملهم على الرحيل، والاستيطان في بيوتهم. وإحداث التغيير الديموغرافي وبشكل سريع، ويترافق ذلك مع الحصار الاقتصادي على التجار الفلسطينيين، وشل قدراتهم وحركتهم التجارية والمعيشية حتى يختاروا الانتقال إلى خارج القدس، أو الهجرة إلى أوروبا أو أميركا بعيدًا عن الوطن.
إنَّ مجمل هذه التطورات الديموغرافية، والاحتلالية، والانهيار الاقتصادي، وعدم الاستقرار الاجتماعي، والأمني، وتصاعد وتيرة الاعتقالات وبشكل يومي حوَّل الداخل الفلسطيني إلى معتقل إرهابي نازي لتعذيب الأسرى والأسيرات والأطفال، وتحويل الوطن إلى معتقل واسع. وهذا ما جعل الشعبَ الفلسطيني، والقوى الفلسطينية تفقد الثقة بما تمَّ التوقيع عليه، وعدم الاطمئنان إلى وجود اتفاق أوسلو الذي تم الاتفاق عليه، لأنه بعد تفريغه من مضمونه عملياً أصبح أداة من أدوات الاحتلال الصهيوني لتكريس الاحتلال وتجذيره، وإقامة الدولة القومية اليهودية على الأرض الفلسطينية التاريخية.
لقد كانت المحطة الأقسى والأخطر في مراحل الصراع ضد الاحتلال هي التحوُّل الكامل في موقف الولايات المتحدة ورئيسها الصهيوني ترامب الذي وضع ثقله الكامل بما يمثِّل من نفوذ رئاسي أميركي، ومن دعم من قبل الكنيسة الانجليكانية التي تؤمن بأنه لا يوجد أرض اسمها أرض فلسطين، وإنما هي بنظر ترامب وكنيسته أرض الميعاد، وبمعنى أوضح هي أرض الدولة القومية اليهودية، ولا وجود سياسي لأي كيان فلسطيني. وهذا الموقف الذي أعلنه دونالد ترامب علناً كان إعلان حرب لا هوادة فيها على أرض فلسطين وعلى شعبها، وعلى مقدساتها، وجنَّد ترامب كلَّ ما لديه من نفوذ سياسي، وأمني، وعسكري، واقتصادي لتدمير القضية وتصفيتها سياسياً، وجغرافياً، واقتصادياً، وتهجير الأهالي بكل الوسائل والأساليب، وتهويد الأراضي والمقدسات، وإحداث التغيير الديموغرافي لصهينة الأراضي الفلسطينية، وتنفيذ الحلقات الأخيرة من وعد بلفور البريطاني ليهود العالم بإقامة كيان إسرائيلي على أرض فلسطين.
إنَّ هذه المؤامرة الخطيرة على القضية الفلسطينية، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبحجمها الاستعماري والصهيوني والاقتلاعي كانت أكبر وأعظم من القدرات الفلسطينية، وكان المطلوب أن يستنفر كلَّ شرفاء الأمة العربية والإسلامية، والدول الحُرة في العالم، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعه، ودعم صموده لوقف العدوان الأميركي الترامبي المتحالف مع نتنياهو الصهيوني، وردع جريمة العصر التي تريد اقتلاع شعب فلسطين من أرضه، والتي يعيش عليها منذ ما يزيد على خمسة آلاف سنة، وللأسف فإنَّ الحملَ الثقيل بكامله وقع على ظهر الشعب الفلسطيني وعلى القيادة الفلسطينية، ونحن سنبقى نصارع الاحتلال حتى الاستقلال.
إنَّ هذا العدوان الصهيوني الأميركي على الشعب الفلسطيني وأرضه، وحقوقه الوطنية والسياسية والقانونية التي تم تجسيدها وتوثيقها في الأمم المتحدة عبر نضال وتضحيات، وصراع شعبنا ضد الاحتلال، وأصبحت هذه القرارات وثائق رسمية تعزز الكفاح الفلسطيني، وكان ثمنها الشهداء والأسرى والجرحى، إلا أنَّ المؤامرة الصهيونية والعنصرية التي قادها ترامب، وهشَّمَ القرارات الدولية كافةً التي كتبها شعبنا بدماء أبنائه على مرأى ومسمع من الهيئات الدولية كافةً، وأمام بصر الدول العظمى والصديقة، وللأسف فإن العالم ينظر بأمِّ عينه إلى ما يجري في فلسطين من التهويد، والاستيطان، وتدمير المقدسات، وقتل الأبرياء، وهدم البيوت، وتعذيب الأسرى حتى الموت، وللأسف لا أحد يحرك ساكناً إلا من رحم ربي.
إنَّ العدوان على فلسطين وأرضها وشعبها لم يتوقف عند الذي تمَّ ذكره، وإنما تمَّ التنفيذ العملي لقرار ضم الأراضي بما فيها الأغوار، والأراضي المحاذية للبحر الميت من أجل التسريع في السيطرة على الأراضي التابعة للسلطة الوطنية، وضمها رسمياً للكيان الصهيوني، خاصة أرضي الأغوار ذات المحاصيل الزراعية التي تعتمد عليها السلطة الوطنية الفلسطينية، وبدأ الضم يتمدد في مختلف المناطق، وخاصة الأراضي ذات البعد الاستراتيجي، والمخزون المائي، والأهمية الدينية والتاريخية، وكان ذلك كلُّه يتم تحت سطوة الاحتلال، وآلياته العسكرية، وجيشه العنصري.
ونحن في حركة "فتح" نؤكد مجموعة من الحقائق والوقائع التي تؤكدُ استعداد شعبنا لخوض غمار المعارك الآنية والقادمة مهما كانت تعقيداتها، وليس أمامنا خيار آخر أمام قدسية الأمانة التي أقسمنا على حملها ورعايتها:
1- إننا نمتلك المخزون البشري في الأراضي الفلسطيني من أبناء الشعب الفلسطيني، والمتجذِّر في هذه الأرض مهما كان إرهاب الاحتلال، فهناك ستة ملايين ونصف المليون فلسطيني متمسكون بأرضهم، ومستعدون للتضحية، والتجربة أثبتت ذلك في المراحل السابقة.
2- في معركة الصراع الشاق في منطقة الخان الأحمر، وهو جزء من محافظة القدس والطريق الموصل إلى الأغوار، قام أهلنا في الضفة، وخاصة تنظيم حركة "فتح"، وهيئة مقاومة الاستيطان والجدار، وما حشدته من تجمعات جماهيرية من شرائح شعبنا استطاعت أن تردع الاحتلال وجنوده بعد الاشتباكات اليومية، وأجبرت قوات الاحتلال على التراجع عن مخططهم.
3- علينا أن نستذكر عمليات حشود المصلين في المسجد الأقصى، وفي مصلى باب الرحمة، وفي مسجد خليل الرحمن، حيث كانت تحتشد عشرات بل مئات الآلاف من المصلين رجالاً ونساءً، وفي مقدمتهم رجال الأوقاف، والإفتاء، والمشايخ والقيادات والكوادر السياسية والاعلامية وحشود كبيرة من أهلنا في أراضي الثمانية والأربعين يقاومون جنود الاحتلال ويرفضون أوامره، ويتصدون لعنف وإرهاب الجنود الذين أوقعوا برصاصهم العديد من الشهداء، والجرحى، والأسرى، واستمرت مقاومة الاحتلال، وإخراجه من المسجد الأقصى وباحاته وساحاته.
هذه المشاهد التي عشناها في المرحلة السابقة، وما زلنا نشاهدها في الاشتباكات الدائرة بين شبابنا وجنود الاحتلال، والمستوطنين في كل المحافظات والقرى الفلسطينية، والتي رأيناها أيضاً على مدار سنة كاملة على حدود قطاع غزة ضد جنود الاحتلال.
هذه المواقف المشرِّفة والمتواصلة تؤكد للقاصي والداني، وأيضاً للعدو الصهيوني بأن إرادة وتصميم أبناء شعبنا في مقارعة ومواجهة الاحتلال في مجمل الأراضي الفلسطينية هي في حالة تصاعد، وتماسك، وإصرار حتى دحر الاحتلال مهما كانت التضحيات، فنحن مسلَّحون بالإيمان، والإرادة الوطنية، ونؤمن بالمقاومة بكل أشكالها من أجل حماية مقدساتنا، وأرضنا، وحريتنا، وكرامتنا. ونحن وإياهم والزمن طويل، فنحن أهل الأرض المباركة، ونحن كما وصفنا الرمز ياسر عرفات شعب الجبارين، وعلينا أن نجدد عهد الوفاء للشهداء والمقدسات، لأننا أهل الرباط.
4- إنَّ صمود أسرانا الأبطال في مختلف المعتقلات والزنازين، وغرف التعذيب والتحقيق النازي إنما هو عنوان صارخ ومجلجل في كل أنحاء فلسطين التاريخية، وما صرخاتهم وآلامهم إلاَّ زلزال الحق الفلسطيني الصادر من آلام وعذابات وقهر أسيراتنا، وأطفالنا، وأسرانا، وهؤلاء الأبطال من قلب معاناتهم وصبرهم وصمودهم، إنما يقهرون إرادة الاحتلال بفعل جبروت الحق الفلسطيني.
5- كنا نأمل من دول وشعوب أمتنا العربية، وأمام هذه التحديات المصيرية التي تحدق وتحيط بشعبنا وبقضيتنا الوطنية أن يعلنوا وقفتهم التاريخية أمام هذه التحديات الصهيونية التي تهدِّد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ورفض كافة المشاريع الاستعمارية والصهيونية، وتعزيز مقاطعة الكيان الصهيوني الذي يطمع في السيطرة على العالم العربي من خلال شعاره المرفوع علناً، (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)، وهذا الكيان نفسه هو الوحيد الذي ليس له حدود مرسومة دولياً ، فهو مع مجيء ترامب أعلن أنه لا توجد هناك أرضي فلسطينية، وإنما هذه الأراضي بمجملها هي أراضي الدولة القومية اليهودية، وعاصمتها القدس التي اعترف بها ترامب الصهيوني.
أمام هذه التحولات وهذه التحديات التاريخية البالغة الخطورة، فإن الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والشرعية ظل متمسكاً بمواقفه التي قررتها منظمة التحرير بكل مؤسساتها.
وفي مقدمة الصمود والثبات والتمسك بالحقوق والمواقف الوطنية مازال سيادة الرئيس محمود عباس ثابتاً على ثوابت الرمز ياسر عرفات، والإنجازات والمواقف السياسية التي تم تحقيقها.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن وفي بلاد الغربة
إن سيادة الرئيس محمود عباس في مواقفه السياسية المبدئية والجريئة وطنياً وسياسياً، خاصة في عهد جريمة العصر التي ارتكبها دونالد ترامب الصهيوني بحق فلسطين والقدس وعملية السلام كانت واضحة وثابتة وأبرزها الأقوال التالية التي تختصر الموقف:
١- "إن قرار أميركا بشأن القدس يشكل تقويضاً متعمداً لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام، وإجراءات ترامب تصبُّ في خدمة الجماعات المتطرفة التي تحاول تحويل الصراع في منطقتنا إلى حرب دينية".
٢- "سنبقى جبهة واحدة تدافع عن القدس، وعن السلام وعن الحرية، وتنتصر لحقوق شعبنا لإنهاء الاحتلال، وإنجاز الاستقرار الوطني".
٣- "لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً في عملية السلام ، ولن نقبل بأية خطة منها لأنها اختارت الانحياز للجانب الإسرائيلي".
٤-"إنَّ تجفيف مستنقع الاحتلال الاستعماري في أرضنا، وإنهاء محاربته الظالمة وغير القانونية ضد أبناء شعبنا سيكون له عظيم الأثر في محاربة ظاهرة الإرهاب"
٥-"لن نثق بالإدارة الأميركية التي لم تعد تصلح لدور الوسيط في عملية السلام، وسنتمسك بالسلام، ولكنَّ سلامنا لن يكون بأيِّ ثمن وسنذهب إلى كل الخيارات، ولكن لن نذهب إلى الإرهاب والعنف، ولن نتوقف أيضاً عن الكفاح في حماية أرضنا وشعبنا وقدسنا وباقون فيها ولن نغادرها".
٦-"قال الرئيس: أنه بدون القدس التي احتلت العام 1967 عاصمة دولة فلسطين الأبدية، فلن نقبل هذه الدولة إطلاقاً، وهذا ما تركته لنا الأجيال السابقة، ولن نخون الأمانة إطلاقاً، ولن نتنازل قيد أنملة عن حقوقنا التي أقرَّتها لنا الشرعية الدولية". 6/2/2020
٧- "إنَّ موقفنا من موضوع الشهداء والأسرى ثابت ولن يتغيَّر، ولن نتراجع عنه، ولن نقبل بأي حال من الأحوال أن يكون بيننا وبينهم أي إشكالية مالية عالقة". 7/10/2019
المجدُ والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية والنصر لأسرانا البواسل
والشفاء للجرحى
وإنها لثورة حتى النصر
قيادة حركة "فتح" في لبنان
إعلام الساحة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها