يصادف اليوم ذكرى الإعلان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 التي دعت للاحتفال في 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بموجب (القرار 32/40 ب)، ودعت الدول الأعضاء إلى مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية لإحياء هذا اليوم، في دلالة عالمية ودولية واضحة على اعتراف المجتمع الدولي بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة غير القابلة للتصرف، والذي يتوافق مع ذكرى قرار تقسيم فلسطين، رقم 181 الصادر عام 1947.
في ذات التاريخ من العام 2012 حققت منظمة التحرير الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني بتصميم من الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين والقيادة الفلسطينية انتصاراً سياسياً وتاريخياً ومكسباً قانونياً للقضية الفلسطينية بقبول فلسطين دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة من خلال التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 67/19 بأغلبية ساحقة والذي عكس حجم التأييد العالمي ووقوف المجتمع الدولي إلى جانب شعبنا وحقوقه التاريخية والمشروعة وقضيته العادلة ما يشكل حافزًا إضافيًا للمجتمع الدولي بتمكين شعبنا من تحقيق أهدافه في العودة والحرية، والاستقلال، وممارسة سيادته في دولته.
إننا في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا نؤكد ضرورة ترجمة اعتراف المجتمع الدولي بالحقوق الفلسطينية وبدولة فلسطين وسيادتها على أرضهما، من خلال تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية ورفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للانصياع للإرادة الدولية وتنفيذ كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة بما فيهما القرار 181 القاضي بتقسيم فلسطين والقرار 194 الذي يؤكد حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها عام 1948 باعتبار أن هذين القرارين كانا شرطين أساسيين مسبقين لقبول دولة الكيان الصهيوني عضواً في الأمم المتحدة، وندعو إلى بذل الجهود الحقيقية والحثيثة والعمل على انهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي المحتلة عام 1967 وتمكين شعبنا الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على كافة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
ونجدد تأكيد تأييدنا المطلق لمبادرة الرئيس محمود عباس التي قدمها أمام مجلس الأمن الدولي، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ودعوته لعقد مؤتمر دولي للسلام، بمشاركة دولية واسعة تشمل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، وعلى رأسها أعضاء مجلس الامن الدائمون والرباعية الدولية لوضع حل نهائي للقضية الفلسطينية في إطار زمني محدد يستند لقرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات المجمع عليها فلسطينيا وعربيا وأمميا.
وندعو الإدارة الأميركية الجديدة للعودة إلى القيام بدور حقيقي وفاعل وغير منحاز والإنخراط الفعلي في عملية السلام، وإلغاء كافة الإجراءات والقرارات العبثية والصفقات المزعومة التي حاولت إدارة الرئيس ترمب فرضها على شعبنا لشطب الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، ونؤكد أننا مع القيادة الفلسطينية التي أبدت استعدادها للتعامل الإيجابي مع الإدارة الجديدة على قاعدة الشرعية الدولية وقراراتها لمصلحة عملية السلام في الشرق الأوسط.
وندعو دول الاتحاد الأوروبي للاعتراف الفوري بدولة فلسطين وسيادتها على أرضها، باعتبار أن تلك الدول تؤكد دائمًا وقوفها مع السلام العادل في المنطقة وترفض كل محاولات دولة الاحتلال بفرض أمر واقع من خلال بناء المزيد من المستوطنات وتوسعتها على حساب أرضنا وشعبنا.
ونجدد دعوتنا للجامعة العربية ولأشقائنا العرب التأكيد على الالتزام بمبادرة السلام العربية التي تنص على عدم التطبيع مع إسرائيل إلا بعد إنهاء احتلالها للأراضي العربية والفلسطينية، وبعدم التسرّع والهرولة نحو التطبيع المجاني قبل نيل شعبنا حقوقه الوطنية، ونشيد بمواقف العديد من الدول العربية والإسلامية ودول العالم التي أكدت موقفها الثابت من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما وندعو كل أحرار العالم وكل المناصرين للقضية الفلسطينية للتعبير والتضامن مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه العادلة واسناد نضاله وإعلاء صوتهم للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي هو آخر احتلال يشهده العالم في عصرنا الحديث ورفض جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على شعبنا.
في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي إلى ترجمة هذا التضامن من خلال تأمين الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الأونروا" لتأمين دعم دائم ومستدام يمكنها من الخروج من أزماتها المالية المتعاقبة والاستمرار في خدماتها إلى حين حل قضية اللاجئين الفلسطينيين طبقاً للقرار 194.
وتتوجه قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بالشكر للشعب اللبناني الشقيق ولكافة الشعوب والحكومات والأحزاب العربية على استمرار التضامن والمؤازرة، مؤكدين تمسكنا بأرضنا وحقوقنا وكرامتنا، واستمرارنا بممارسة حقنا في المقاومة الشعبية بكافة أشكالها، حتى تتحقق أهدافنا الوطنية المشروعة.
كما ونؤكد أهمية وضرورة إنهاء الإنقسام وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية وندعو للالتفاف الجماهيري والوطني حول المشروع الوطني الفلسطيني وحول قيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين وهو يقود معركة الاستقلال نحو الحرية والتحرير والعودة والسيادة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية والمستقلة وعاصمتها القدس.
وإننا لعائدون
قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان
29 تشرين الثاني 2020
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها