اطلع رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، اليوم الاثنين، على الأوضاع العامة وما يعانيه السكان جراء اعتداءات وممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين في قريتي أم الخير، والمجاز، بمسافر يطا جنوب الخليل.

والتقى ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، و20 من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى فلسطين، بممثلين عن الأسر الفلسطينية التي تقطن قرى وخربا وكهوفا جنوب الخليل، المهددة بالإزالة والتدمير والاخلاء من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واطلعوا على معاناة السكان والوضع التعليمي الصعب جراء هدم وتدمير الاحتلال عدد من المدارس فيها، ومطاردة الاحتلال ومستوطنيه للتلاميذ والمعلمين بهذه المناطق التي يعمل الاحتلال على افراغها من سكانها الأصليين، بهدف توسيع مستوطناته المقامة على أراضي المواطنين وممتلكاتهم.

وعبر سفين وأعضاء الوفد، عن قلقهم الشديد بسبب خطر تهجير السكان الفلسطينيين من هذه المناطق، وهدم عدد من المنشآت والمباني التي تعود للفلسطينيين، وطالب سفين إسرائيل بوقف عمليات الهدم في هذه المناطق المهمشة التي تعاني ظروفا إنسانية صعبة.

ونوه سفين، الى أن تهجير هذه التجمعات يناقض القانون الدولي ويمثل خرقا من قبل إسرائيل لالتزاماتها كقوة احتلال بموجب القانون الإنساني الدولي.

وتحدث رئيس مجلس قروي مسافر يطا نضال أبو يونس، خلال لقائه الوفد في قرية أم الخير، عن اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة في قرى وخرب تلال ومسافر جنوب الخليل، وشدد على أن هذه الاعتداءات بكافة اشكالها وحيثياتها التي طالت المدارس والمساجد ومساكن المواطنين وحظائر ماشيتهم، وحتى على ما يقدمه الاتحاد الأوروبي من دعم، جميعها مخالفة للقانون الدولي وتعتبر جرائم بحق الإنسانية.

ونوه المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في جنوب الضفة الغربية راتب الجبور، خلال اللقاء، الى أهمية توفير الحماية اللازمة لسكان هذه المناطق أصحاب الأرض الحقيقيين، وشدد على أهمية الزيارة لدعم صمود هؤلاء السكان في أراضيهم، بشتى الطرق الممكنة، خاصة في هذا الوقت المعقد بسبب "صفقة القرن"، و"مخطط الضم"، وجائحة كورونا، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي باعتداءاته على الشعب الفلسطيني وتنفيذ مخططاته الرامية لسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية لصالح توسيع المستوطنات.

وبين الباحث في منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية عضو اللجنة الأهلية لمواجهة الاستيطان في مسافر وقرى وخرب جنوب الخليل نصر النواجعة، ما قامت به سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة من تخريب وتدمير لمدارس ومنشآت ومساكن المواطنين، والاستيلاء على خيمهم وحظائر ماشيتهم وممتلكاتهم وما يقدمه الاتحاد الأوروبي من دعم لهم.

وطالب النواجعة، الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات جدية عملية لوقف اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه الذين يعملون على تهجير السكان قسريا، وان لا يقف الأمر على الشجب والاستنكار، وشدد على اهمية توفير الحماية والدعم الاقتصادي والاجتماعي لسكان هذه القرى والخرب الفقيرة والمهمشة، والضغط على إسرائيل لإرغامها على إزالة مستوطناتها وعدم استخدام هذه المناطق لتدريب جنودها وإطلاق النار فيها.

ومن الجدير بالذكر، ان هذه الزيارة لرؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه والتي نظمتها مؤسستا "بتسيلم" و"كسر الصمت" لتجمعات أم الخير وخربة المجاز، تأتي في ظل الأثر الإنساني الذي يخلفه هدم المنازل في المنطقة (ج) والتهديد المستمر بالترحيل القسري للتجمعات السكانية في مسافر يطا (منطقة إطلاق النار 918)، وتلال جنوب الخليل.