أحيت سفارة جمهورية الهند لدى فلسطين، مساء اليوم الخميس، الذكرى الـ150 لميلاد الزعيم الهندي المهاتما غاندي، في مبنى بلدية رام الله، بحضور السفير الهندي سونيل كومار، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف.

وانطلقت الفعالية بعروض من الدبكة والرقص الشعبي، على إيقاعات أغانٍ وطنية وتراثية فلسطينية، أداها أعضاء فرقة الرواد الفنية، التابعة لجمعية الرواد للثقافة والفنون.

وتلا ذلك إزاحة الستار عن لوحة فنية لغاندي، رسمها الفنان الفلسطيني عصام صباح، وقدمتها جمعية مركز أوتار للإبداع الفني الثقافي.

ووجه رئيس الوزراء محمد اشية كلمة مسجلة، عدد فيها مناقب غاندي الذي قاد الهند وشعبها لمواجهة الاستعمار وصولا إلى الاستقلال والحرية.

وأضاف اشتية، أن الهند وصلت إلى مصافي الدول المزدهرة، وهي بالتأكيد فخورة بماضيها وتاريخها، وبالصراعات التي خاضتها، وبروح المقاومة التي زرعها غاندي في أبناء الشعب الهندي.

وأكد أن أبناء الشعب الفلسطيني يتشاركون مع الأشقاء في الهند بروح المقاومة، حيث يقاومون من أجل إنهاء الظلم الواقع عليهم، ولأجل إنهاء الاستعمار والاحتلال، وصولا إلى هدف السلام والعدالة.

وشدد رئيس الوزراء على عمق علاقة الصداقة القائمة بين الجانبين الفلسطيني والهندي، مشيرا إلى أنها قائمة منذ الأيام الأولى للرئيس الشهيد ياسر عرفات، وانديرا غاندي، أول رئيسة وزراء للهند، وهي مستمرة في عهد الرئيس محمود عباس، الذي يواصل الاتصال مع القيادة الهندية.

من جانبه، قال السفير الهندي سونيل كومار، إن الاحتفاء بمرور 150 عاما على ميلاد المهاتما غاندي، يمثل ختاما لاحتفالات تواصلت على مدار عام كامل بذكرى ميلاد والد الأمة الهندية.

وأضاف أن فلسفة المهاتما ومُثله وقيمه لا تقتصر على الهند فقط، إذ ألهمت فضائل غاندي الأرض بأكملها، ولا تزال مصدر إلهام لملايين البشر في العالم حتى يومنا هذا.

وشدد السفير الهندي على ضرورة أن تبقى ذكرى غاندي حية في سائر أرجاء المعمورة، مشيرا إلى أن الفعالية التي استضافتها رام الله جاءت لتحية روحه العظيمة، باعتبارها قادت الهند من عصر الظلام والاستعمار، إلى عصر الديمقراطية والحرية المشرق.

بدوره، أعرب رئيس بلدية رام الله موسى حديد، عن فخره باستضافة مبنى البلدية احتفالية ذكرى ميلاد المهاتما غاندي، الذي حمل إلى الإنسانية معاني وقيما تؤكد حاجة البشرية إلى مناضلين من ذات الطراز، لإعادة تجسيدها على أرض الواقع.

وقال حديد: هناك حاجة لغاندي جديد في أيامنا هذه، ليقول لا للعنف الذي يمارس بشكل عام في كل العالم، وضد الفلسطينيين على وجه الخصوص.

وأضاف: "العنف أصبح نهج حياة في كثير من المحطات التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ونحن بحاجة إلى غاندي آخر، ليس فقط للفلسطينيين، ولكن للعالم أجمع، ليقول لصناع السياسة الدولية، أمثال الرئيس الأميركي دونالد ترمب؛ إن العنف الفكري الذي يمارسه على الإنسانية والبشرية هو سبب دمار للعالم أجمع".

وقال أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء مراد السوداني، إن ذكرى ميلاد غاندي وبعد مررو 150 عاماً عليها، ما زالت تمثل ضوءا كونيا بشر بمناضل فكك العتمة والموت والقتل والدمار والحصار، الواقع على جسد الهند.

وأوضح أن إحياء هذه الذكرى في فلسطين، التي تتعرض للحصار والقتل والموت والاستباحة، يؤكد الحاجة لروح تقاتل كل سياقات المحو والإلغاء والاستباحة، من قبل الاحتلال المدعوم أميركيا.

وأضاف السوداني: نحن بحاجة إلى أن يشع ضوء فلسطين وحقها وحقيقتها، مثلما شع انتصار وفكر وحكمة غاندي في مواجهة الظلم.

وعلى هامش الفعالية، عرض فيلم رسوم متحركة تناول قصة حياة غاندي، قدمه منتدى العلماء الصغار، في حين عزف الفنان الفلسطيني عميد جاموس قطعة موسيقية، تمثل الترنيمة التي كان يفضل المهاتما الاستماع لها، بالإضافة إلى معرض لعشرات اللوحات الفنية لمجموعة من الفنانين الفلسطينيين، بتنظيم من جمعية مركز أوتار للإبداع الفني الثقافي.