عُلا موقدي
جسدت قرية اسكاكا الواقعة إلى الشرق من مدينة سلفيت مبدأ الشراكة والتعاون للتخفيف من أزمة فيروس "كورونا" على المواطنين والطلبة، خاصة بعد العودة التدريجية للمدارس، حيث خرجت بمبادرتين احداهما لطلبة الصف الأول، والأخرى لإحياء البلدة القديمة، وترميم المناطق الأثرية.
"المبادرة الأولى جاءت من قبل ستة شبان من أعضاء لجنة الطوارئ التي تشكلت لمواجهة تفشي الفيروس، وبالتعاون مع المجلس القروي، وطبقت في مدرسة اسكاكا الأساسية المختلطة، حيث قاموا بتفصيل أدراج خشبية أحادية لطلبة الصف الأول، على أن يكون لكل طالب دُرجه الخاص، وذلك على نفقتهم الخاصة"، يقول رئيس مجلس سكاكا فوزي لامي لـ"وفا".
ويتابع: عمل الشبان ليل نهار لتصنيع مقاعد الطلبة بأيديهم بمساعدة منجرة البلدة، واهتموا بتصميمها على أساس يجذب طلبة الصف الأول ويشجعهم على التعليم، وخلال الأسابيع القادمة ستعمم الفكرة على باقي صفوف المدرسة".
وقد لاقت الفكرة استحسانا كبيرا من قبل الأهالي، وأعضاء الهيئة التدريسية، ومديرية التربية والتعليم في محافظة سلفيت.
وكانت قد أطلقت هذه المجموعة من الشبان مبادرة أخرى باسم مضافة الراوية استهدفت البلدة القديمة في القرية، والمناطق الأثرية، حيث قاموا بتنظيفها، وترميمها، وأصبحت المتنزه الوحيد في بلدة اسكاكا للشباب والأطفال.
وفي هذا الجانب قال لامي لـ"وفا": كون هذه الأماكن هي بمثابة الهوية الفلسطينية، عملنا في المجلس القروي بالتعاون مع الشبان على استعادة الحياة لهذه المناطق، وابراز المعالم الأثرية، بحيث أصبحت منطقة مميزة للجلسات الهادئة والترفيه مع الالتزام الكامل بإجراءات الوقاية والسلامة العامة.
وبيّن: كون القرية تُعاني من شُح المناطق الترفيهية، ولا يوجد بها مقاهٍ، أو متنزهات، أو مسابح، نبعت الفكرة في ذهن الشبان، ويعملون الآن على تطوير الفكرة، بحيث يصبح في المكان مكتبة تحوي كتبا قيمة، وأماكن لتعليم الدروس الخصوصية للطلبة، ومعرضا تراثيا دائما للقرية.
وعن سبب اطلاق الشبان على هذه المبادرة اسم "الراوية"، يقول الباحث خالد أبو علي "ان الإنسان الفلسطيني اعتاد على ممارسة الحكاية والسرد القصصي منذ ما قبل نكبة العام 1948؛ إذ كانت القصص تروى على ضوء (القنديل) قبل الكتابة والرسم، وقبل التلفزيون الذي ينقل القصة مصوّرة، ورغم انتشارها القديم والواسع؛ فإنه لم يتم الاهتمام بفهم وظيفة وتطور رواية القصص بالشكل الكافي، ومؤخراً استطاعت مجموعة من الشباب الغيورين الذين يمتلكون الحس الوطني والإنساني من اعادة تأهيل وترميم وسط البلدة القديمة في قرية "إسكـاكــا"، وأطلقوا على مشروعهم اسم (الراوية) في محاولة لإعادة الاعتبار للحكايات والروايات الشعبية وللعمل المجتمعي والسلوك التعاوني الذي كان يطلق عليه قديما اسم "العونة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها