طورت شركة ابتكارات الطب عن بعد البولندية (StethoMe) سماعة الطبيب اللاسلكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ويأمل فويتشخ رادومسكي (Wojciech Radomski)، الرئيس التنفيذي للشركة، أن تصبح (StethoMe) يومًا ما في كل مكان، مثل مقياس الحرارة المنزلي.
ويستخدم الجهاز، الذي يتصل بهاتف ذكي عبر البلوتوث، مجموعة متطورة من الميكروفونات لعزل الأصوات من داخل صدر المريض عن أي صوت خارجي.
ويقول رادومسكي: ما يصل إلى 75 في المئة من زيارات الطبيب غير ضرورية، ويذهب بعض هؤلاء المرضى إلى الطبيب بصحة جيدة ويعودون بأمراض، ويمكن أن توفر المراقبة المنزلية أدوات لا تعرّض صحة المرضى للخطر.
وركزت (StethoMe) جهودها الأولية على الأطفال، الذين يمكن أن تتطور أمراض الجهاز التنفسي لديهم في كثير من الأحيان بسرعة مثيرة للقلق، من السعال إلى التهاب الشعب الهوائية إلى الالتهاب الرئوي، الذي يقتل أكثر من 800000 طفل دون سن الخامسة كل عام.
ويكتشف الجهاز تلقائيًا عند ملامسته للجلد، وهناك تطبيق مصاحب يوجه الآباء خلال عملية التشخيص، ويوجههم إلى مكان الضغط على الجهاز على جسم طفلهم لجمع البيانات.
وتقوم الخوارزمية بتحليل كل تسجيل، والاستماع إلى الأصوات الدقيقة والخشنة – الأصوات التي يسمعها الأطباء عبر سماعة الطبيب التي يمكن أن تكون مؤشرات على المرض.
وبدلاً من تقديم تشخيص مباشر، ينبه التطبيق المستخدم إلى أن استشارة الخبراء قد تكون مطلوبة.
ويقول رادومسكي: إذا تمكنا من اكتشاف النموذج الدقيق للطائرات المارة بناءً على الصوت فقط، فيجب أن نكون قادرين على نمذجة ما يحدث في الرئتين.
وتوصلت أحدث أبحاث (StethoMe) إلى أن خوارزميتها أكثر دقة بنسبة 39 في المئة من متوسط الطبيب العام.
وتعمل الشركة الآن من أجل الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، وطرح الجهاز في السوق في جميع أنحاء أوروبا.
ويقول آلان سميث (Alan Smyth)، الأستاذة في صحة الطفل في جامعة نوتنغهام: كان علينا إيجاد طرق جديدة للعمل تساعد الأطفال المصابين بأمراض الجهاز التنفسي على البقاء بصحة جيدة، مع حمايتهم من مخاطر الإصابة بعدوى كورونا.
وأضاف “هذا يعني أننا نفتقد الكثير من المعلومات التي قد نحصل عليها من الاستشارة التي تكون وجهًا لوجه”، ويأمل رادومسكي أن تتمكن (StethoMe) من حل هذه المشكلة من خلال منح الأطباء إمكانية الوصول إلى مصدر آخر للمعلومات.
ويحصل الأطباء على إمكانية الوصول إلى لوحة معلومات رقمية لبيانات المرضى، مع مجالات الاهتمام المحتملة التي تم تحديدها عبر الخوارزمية، ويمكنهم أيضًا الاستماع إلى التسجيل الأصلي الذي تم إجراؤه بواسطة الجهاز.
وقد ثبت أن هذه الوظيفة مفيدة بشكل خاص أثناء الوباء، حيث يمكن أن تتداخل السماعات الطبية التقليدية في معدات الوقاية الشخصية للطبيب، وتمكِّن الأطباء من إقران الجهاز بسماعات بلوتوث للاستماع إلى رئتي المريض بسهولة أكبر.
ويعتقد رادومسكي أنه يمكن استخدام (StethoMe) لمراقبة الأشخاص الذين يعانون من حالات أخف من المرض، أو توفير نظام إنذار مبكر من خلال الفحوصات المنتظمة في أماكن مثل دور الرعاية.
ويقول: حِلمنا هو أن تكون سماعة (StethoMe) في كل منزل، مع توفير الكثير من التكاليف لمقدمي الخدمات، والكثير من الزيارات غير الضرورية، والكثير من الأرواح.
المصدر
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها