في الوقت الذي أعلن فيه الشعب الفلسطيني وقيادته التحلُّل من الاتفاقيات الموقّعة مع الاحتلال الصهيوني والإدارة الامريكية، ردًّا على صفقة القرن التصفوية "الصهيوأمريكية" التي تستهدف القضية الفلسطينية، وبدلاً من أن تقف دولة الإمارات العربية مع شعبنا لتدعم صموده ومعركته المصيرية مع العدو الصهيوني من أجل نيل حقوقه المشروعة، اختارت أن تكون بجانب العدو الصهيوني بشكل علني ووقح، حيثُ أقدمت على أسوأ خطوة في تاريخ الإمارات العربية منذُ تأسيسها، بإبرام اتفاق للتطبيع الكامل للعلاقة بينهما، نزولاً تحت رغبة الراعي الأمريكي "دونالد ترامب" لتقديم هبة لحليفه الاستراتيجي رئيس حكومة العدو الصهيوني نتنياهو من الجيب العربي، ظنًّا منه أنَّ مثل هذه الخطوة الدنيئة والخسيسة من دولة الإمارات، يمكن أن تساعده في الخروج من أزمته السياسية والقضائية الغارق بها هو وحزبه.
1. إننا في قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، ندين ونستنكر خطوة الخيانة من دولة الإمارات، التي شكّلت طعنةً في ظهر الشعب الفلسطيني وللقدس الشريف وضربًا للإجماع العربي الذي تمثّل بمبادرة السلام العربية التي أصبحت ومنذ الإعلان عنها في العام 2002، إلى جانب قرارات الشرعية الدولية قاعدة لإنهاء الصراع مع العدو الصهيوني. كما أنّنا نعتقد بأن هذا الاتفاق المشؤوم سيشكل عاملاً مشجّعًا للعدو الصهيوني لمواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة، لكسر عزيمته وإرادة الصمود والمواجهة التي يتمتع بهما رغم كل الممارسات الإرهابية والإجرامية التي يقوم بها العدو الصهيوني ضده بشكل يومي، قتل واعتقال وهدم المنازل وجرف المزروعات ونهب الأراضي وتوسيع الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري، فضلاً عن التحكم بمصادره المالية، كما أنه سيحفزه على زيادة مستوى الضغوط التي يمارسها على القيادة الفلسطينية للتراجع عن القرارات التي اتخذتها مؤخرًا، تنفيذًا لقرارات المجلسي الوطني والمركزي الفلسطيني التي عبّرت عن الإجماع الوطني الفلسطيني.
2. إنَّ شعبنا الفلسطيني يؤمن بشكل قاطع بعدالة قضيته وبقداسة أهدافه المشروعة المتمثلة بحق تقرير المصير وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحق العودة لكل اللاجئين وفق القرار الدولي 194، وأنه عازم على مواصلة مسيرته الكفاحية حتى تحقيق هذه الأهداف، وأنه قادر على أسقاط كل المؤامرات والمشاريع التصفوية التي تستهدف قضيته وحقوقه، وأنه لا يشرفه منح الإمارات حق التوسط بينه وبين العدو الصهيوني، أو أي جهة كانت على الإطلاق، وأنّ إدراج قضية الضم الصهيوني لأراضٍ فلسطينية ضمن الاتفاق المشؤوم الذي وقعته مع الكيان الصهيوني، ليس إلّا لذر الرماد في العيون وحرف الأنظار عن الدور الحقيقي الذي تعهدت لتأديته مع العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية المتصهينة، ألا وهو مقايضة الضم بتأبيد الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية والتعايش معه، وهذا ما يرفضه شعبنا الفلسطيني وقيادته، وسيتصدى له بكل قوة مهما بلغ مستوى التضحيات.
3. إنَّ قيادة فصائل المنظمة في لبنان، تقف خلف القيادة الفلسطينية وتدعم كل خطواتها وتوجهاتها لمواجهة خطوة الخيانة التي اقدمت عليها الإمارات، خاصةً فيما يتعلق بدعوة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للانعقاد على مستوى القمة لاتخاذ القرارات والاجراءات المناسبة.
4. إنّنا في قيادة فصائل المنظمة نؤكّد بأننا كقوى وفصائل سياسية ووطنية، وأمام ما يعد من مؤامرات ومشاريع تستهدف القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة لشعبنا، والذي يعتبر الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي جزء منها، مطالبون بإنهاء الانقسام فورًا واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، كون ذلك من شأنه أن يرفع من عزيمة شعبنا ويزيده قوة وصلابة تمكنه من إسقاط جميع هذه المؤامرات وإفشال كل المشاريع التي تستهدف الثوابت الوطنية الفلسطينية.
5. ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في المخيّمات والتجمعات في لبنان، للالتزام الصارم بقرار الإضراب العام وإعلان الحداد ورفع الريات السوداء على أسطح المنازل والمؤسسات الوطنية، اليوم الجمعة ١٤-٨-٢٠٢٠، وفقًا للقرار الصادر عن هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان.
قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية- لبنان
14/8/2020
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها