نددت الأحزاب والقوى اللبنانية بالتطبيع الإماراتي-الاسرائيلي، واعتبرته طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخيانة للقدس والحقوق العربية.

وقال النائب في البرلمان اللبناني جهاد الصمد في تصريح له، اليوم الجمعة، إن الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات بالغة الخطورة بالنسبة للقضية الفلسطينية، وتبريرها بأنها ستدفع دولة الاحتلال إلى تجميد ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس سوا خديعة، لأن إسرائيل سرعان ما ستستأنف عملية الضم، لأنها دولة احتلال لا تريد سلاما في المنطقة.

وأكد أن التطبيع مع دولة الاحتلال ليس سوا فصل من فصول "صفقة القرن"، وهي خطوة لا تخدم سوى إسرائيل والرئيس الأميركي دونالد ترمب في الانتخابات المقبلة، والخاسرين هم القضية الفلسطينية والشعوب العربية.

بدوره، أدان الحزب الشيوعي اللبناني في بيان، "اتفاقية الاستسلام التي وقعتها الإمارات مع الاحتلال برعاية ترمب والتي أسقطت كل الأقنعة، فما كان يجري خلال أعوام في السر أصبح يجري اليوم في العلن".

ورأى أن خطورة هذه الاتفاقية تكمن أيضا في توقيتها كعملية دعم مباشر لترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتحويل الصراع العربي- الإسرائيلي إلى صراعات إثنية وطائفية ومذهبية لتفتيت المنطقة.

ولفت إلى أن "العار الأكبر الذي تلحقه هذه الاتفاقية، كونها تأتي في الوقت الذي يترك فيه ملايين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن ودول الشتات بدون أي دعم سياسي واقتصادي، ويسقط عنهم حق العودة الى وطنهم، وتبقى أرض لبنانية وسورية تحت الاحتلال المباشر، ويقبع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، ويتم تجويع أهلنا في فلسطين المحتلة بفعل الحصار وسياسة التمييز العنصري والإخضاع الذي يمارسه الاحتلال لا سيما في الضفة وغزة، مع استمرار الاحتلال في سياسة التوسع وضم الأراضي وإقامة المستوطنات".

من جهته، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" مصطفى الفوعاني أن الشعوب لن تقبل بالتنازل او بأي شكل من أشكال التطبيع، وأن فلسطين ستبقى عربية وقضيتها مركزية وقدسها عاصمة ابدية.

وأضاف "ولو تهور البعض، فهذا لن يغير ولن يبدل في العقيدة الثابتة أن اسرائيل عدو وشر مطلق، والتعامل معها حرام. وأن السعي لتحرير فلسطين من واجباتنا، ولا بد لهذا الليل المطبق أن ينجلي بنهار الانتصار."

من جانبه، اعتبر الأمين العام لـ"حركة التوحيد الإسلامي" بلال سعيد شعبان أن الاتفاق "خضوع وخيانة للأمة بين الإمارات والاحتلال الغاصب، وهو تعويم ترمب ونتنياهو في الانتخابات المقبلة، فضلا عن المحافظة على عروش متآكلة، ولو كان ذلك على حساب شعوب الأمة ومبادئها وثرواتها"، معتبرا انه لن تكون فلسطين بمهدها ومسراها ورقة من الأوراق الانتخابية الرابحة لقاتلي الاطفال وفراعنة العصر.

وأكد أن ما حصل جريمة مستجدة وطعنة غادرة من الخلف لفلسطين، التي قدمت عشرات آلاف الشهداء منذ ما يزيد عن سبعين عاما، وأن ما يجري تفريط بمقدسات أمتنا وأرضها.

إلى ذلك اعتبرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية أن "الاتفاق الجريمة الذي أعلن عنه يشكل طعنة في صدر الأمة، وتنازلا عن حقوقها القومية".