أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، مساء اليوم الاثنين، الذكرى الـ55 لإنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بإيقاد شعلة الإنطلاقة، في حفل أقيم بالمناسبة في مقرها بالعاصمة البحرينية المنامة.
ونقل وكيل وزارة خارجية البحرين للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون، السفير وحيد مبارك سيار، خلال كلمته، تحيات وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، معربا عن عميق التحية والتقدير للشعب الفلسطيني في ذكرى الإنطلاقة الـ55.
وأكد موقف بلاده الثابت أن القضية الفلسطينية ستظل القضية العربية والإسلامية المركزية، وتأتي في صدارة أولويات واهتمامات السياسة الخارجية لمملكة البحرين، وهو الموقف الداعم لكافة المساعي الإقليمية والدولية الرامية لإيجاد سلام عادل ودائم وشامل، وبما يلبي طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ويحقق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني وكغيره من الشعوب في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى مبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وجدد دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الدولية في حماية الشعب الفلسطيني من كافة الانتهاكات الإسرائيلية التي تتنافى تماما مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وإلزام إسرائيل بالالتزام باتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وضرورة العمل وفق سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل كافة حقوقه المشروعة وتأسيس دولته المستقلة، ولتحقيق الأمن والسلام العادل والشامل في المنطقة.
بدوره، أكد رئيس اللجنة البرلمانية النوعية الدائمة لمناصرة الشعب الفلسطيني في مجلس النواب البحريني، النائب إبراهيم النفيعي، في كلمته، أن الثورة الفلسطينية الباسلة، تمثل أيقونة لثورات الشعوب التي تطالب بحقوقها المشروعة والعادلة.
وأشار إلى أن هذه الذكرى تأتي هذا العام في ظل العدوان الظالم والفج لدولة الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي لم تسلم من الانتهاك والاعتداء والضرر، بصورة تعكس السياسة العامة لإسرائيل وللأنظمة القمعية المتعاقبة عليها.
وقال: إننا في البحرين، وفي لجنة مناصرة الشعب الفلسطيني البرلمانية، نعبر من خلال هذه المشاركة عن استمرار تضامننا ووقوفنا إلى جانب إخواننا في فلسطين المحتلة، حتى حصولهم على حقوقهم العادلة والشرعية، وفقا لما نصت عليه المعاهدات والاتفاقيات الدولية والأممية، ونجدد دعوتنا لكافة التكتلات الأممية والعربية والإسلامية إلى الوقوف العادل مع الشعب الفلسطيني وممارسة كافة الضغوط السياسية على الاحتلال الإسرائيلي، حتى ينال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة والعادلة، على أساس حل الدولتين.
من جانبه، أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى النائب أحمد مهدي الحداد، أن إحياء هذه المناسبة هو تأكيد لحق الشعب الفلسطيني في عودة أراضيه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفع الظلم التاريخي الذي وقع عليه، وانتهاك حقوقه المشروعة.
وقال الحداد: إننا في مجلس الشورى نؤكد أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وفي مقدمة اهتمامات الشعوب العربية ودولها، التي تدعم بكل الإمكانات النضال العادل للشعب العربي الفلسطيني، في سبيل نيل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، حتى التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية .
ودعا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته وقراراته تجاه الشعب الفلسطيني، ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية التي تمارس ضده، والعمل وفق خطط جادة لتحقيق تطلعاته المشروعة في تقرير المصير والاستقلال والعودة إلى أراضيه، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
بدوره، ثمن سفير جمهورية مصر العربية لدى البحرين ياسر شعبان، خطوات النجاح الفلسطينية المتوالية على مستوى الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل العديد من دول العالم، والمشاركة في كافة المنظمات الدولية والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، وآخرها الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية.
وشدد على ثوابت الموقف العربي المبنية على المبادرة العربية لقمة بيروت والمتمثلة في حق إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من ناحيته، أكد السفير التونسي لدى البحرين سليم الغرياني، في كلمته، موقف بلاده الرافض للممارسات الإسرائيلية السافرة ولمخططاتها التوسعية والاستيطانية الهادفة للإستيلاء على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإدانتها لمواصلة الحصار على غزة وتشديد مختلف أشكال العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني وانتهاك المقدسات وأحكام القانون الدولي.
وشدد على أن تونس انطلاقا من المواقف الواضحة التي عبر عنها مرارا الرئيس قيس سعيد، ستواصل دعم القضية الفلسطينية ومساندة الجهود الدولية، ومن ضمنها مبادرة السلام العربية، من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويمكن من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
من جانبه، نقل سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، في كلمته، تحيات سيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، كما توجه بالشكر إلى مملكة البحرين، ملكا وحكومة وشعبا، على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية.
وقال عارف: نلتقي في هذا اليوم لإحياء الذكرى الـ55 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المظفرة، انطلاق الرصاصات الأولى لحركة فتح، التي عبرت بمصداقية حقيقية عن كل الضمائر العاشقة للحرية والتحرر، والحالمة بالاستقلال الوطني الفلسطيني، حيث كانت الانطلاقة حدثا خاصا من نوعه لولادة المارد الفتحاوي الذي مثَّل ميلاد تاريخ جديد لأشرف وأعظم ظاهرة ثورية عرفها التاريخ المعاصر.
وأضاف: إننا في هذا اليوم وأهدافنا منذ الانطلاقة لم تتغير، والقيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني متمسكون بالثوابت الوطنية، التي استشهد من أجلها الرمز ياسر عرفات، ونرفع على كاهلنا ركائز المشروع الوطني، ونستمد القوة من ثقة شعبنا الممنوحه لنا، هذا الشعب الذي يعلن في الذكرى إصراره المتواصل للإبقاء على شعلة النضال والثورة متقدة ومتوهجة ومتواصلة حتى نيل كافة حقوقه المشروعة.
وحذر السفير عارف من الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا، والاستمرار في سياسة الاستيطان وغطرسة القوة والعربدة، وسياسة الاعتقالات وهدم البيوت والتعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة في القدس الشرقية عاصمتنا الأبدية، وإطلاق العنان لعصابات المستوطنين لتعيث في الأرض فسادا، مشددا على أن هذه السياسة الإرهابية لن تثنينا عن نضالنا ضد هذا المحتل الغاشم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها