انطلقت اليوم الأحد، فعاليات النسخة الثالثة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة الذي يستمر أربعة أيام، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة دولة فلسطين.
وشارك بالجلسة الافتتاحية من الأسبوع العربي للتنمية الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالتعاون مع وزارة التخطيط والإصلاح والمتابعة في مصر، والأمم المتحدة، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، ووزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري هالة السعيد، والنائب الاول لرئيس البنك الدولي لأجندة التنمية 2030 محمود محيى الدين، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين والسفراء والخبراء العرب والأجانب.
واكد أبو الغيط، أن ما تعرضت له المنطقة العربية من هزات سياسية منذ بداية العقد الحالي أثر، ولا شك، على مسيرة التنمية حيث أصبح على عدد من الدول العربية التعامل مع التبعات الخطيرة لحالات الاضطراب الأهلي، من لاجئين ونازحين ومخاطر أمنية متزايدة، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من استنزاف للموازنات العامة وعبء على خطط التنمية، وهو ما يؤدي بدوره إلى تفاقم المشكلات وتعاظم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية.
وقال في كلمته الافتتاحية، إن الشعب الفلسطيني يعاني من نهب منظم يقوم به الاحتلال منذ سنوات لخزانات المياه الجوفية في الأراضي المحتلة، كما أن مصر تواجه تهديداً خطيراً لحصتها من ماء النيل بسبب مشروع سد النهضة الذي تقوم اثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق، حيث إن مصر التي تجاوز عدد سكانها 100 مليون قد دخلت بالفعل مرحلة الفقر المائي منذ سنوات .
وشدد على انه ليس هناك بديل عن التحرك على كافة المسارات في نفس الوقت، فمطالب الشعوب لا تحتمل التأجيل، والمؤشرات التي نطالعها عن المنطقة العربية تعكس بالفعل اتساعاً في رقعة الفقر في عدد من البلدان العربية، كما تعكس تراجعاً ملحوظاً في كفاءة بعض المرافق الحيوية التي تقدم الخدمات الأساسية للجمهور، مشيرا الى تهديد خطير تتعرض له جهود تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.. ألا وهو تدهور البيئة بفعل الجفاف والتغير المناخي .
وقال، إن ظاهرة الشح المائي تعد الأخطر على الإطلاق بما تنطوي عليه من آثار على التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي ومستوى الحياة للسكان، موضحا أن المنطقة العربية هي الأكثر معاناة على مستوى العالم من نقص المياه، ويفاقم من خطورة الوضع أن 80% من مصادر المياه العربية تقع خارج العالم العربي، مؤكدا ان التنمية المستدامة هي بوابة العبور الوحيدة إلى مستقبل آمن ومزدهر ومستقبلنا نحن وأبناءنا، مشيرا إلى أنه إذا عرفنا أن 25% من السكان العرب هم دون 18 عاماً بل وتتجاوز النسبة 45% في كثير من الدول فلا بد أن نسائل أنفسنا بمنتهى الجدية وبروح المسئولية: كيف نوفر لهؤلاء التعليم والصحة والغذاء، وكيف نحفظ لهم حقهم في المياه والموارد الطبيعية، وكيف نوفر لهم مستقبلاً أفضل من حاضرنا.
ويعد الأسبوع العربي للتنمية المستدامة أكبر منصة إقليمية عربية تتناول تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية. كما يهدف إلى بحث سبل دعم هذه الأهداف من خلال حضور ومشاركة أكثر من 1500 من كبار المسؤولين ومتخذي القرار المعنيين بملفات التنمية المستدامة على مستوى المنطقة العربية. وسيتم خلال الأسبوع العربي التركيز على ثلاثة محاور رئيسية، هي: التكامل بين شركاء التنمية، والتحول إلى حياة أفضل، وآفاق جديدة لعالم متغير، وذلك في إطار أكثر من 40 جلسة حوارية. كما سيصاحب الأسبوع العربي للتنمية المستدامة معرض لأهم المنتجات والابتكارات في المنطقة العربية المتعلقة بالتنمية المستدامة.
وتتضمن فعاليات النسخة الثالثة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة استعراض لبعض من جهود الدول العربية في أهم قضايا المنطقة، مثل جلسة "الدول العربية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في عالم متغير"، بشقيها الوزاري والمستوى الرفيع، و"اجتماع حول تحقيق التنمية المستدامة في الدول المتأثرة بالنزاعات"، وجلسة حول "تحقيق التنمية المستدامة في السودان"، وجلسة حول "تحقيق التنمية المستدامة في العراق"، وجلسة حول "تحقيق التنمية المستدامة في اليمن"، وجلسة "الجاهزية واستشراف المستقبل في المنطقة العربية"، بالإضافة الى جلسة "الإدارة الاستراتيجية للإعلام التنموي"، وجلسة " ثقافة الاستدامة في العالم العربي: التحديات والفرص"، وجلسة "الشباب العربي وتعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة"، وورشة عمل حول "ريادة الأعمال المجتمعية بقيادة الشباب"، وجلسة "التنوير: الطريق إلى 2030"، وجلسة "التعليم والتعلم .. نحو مستقبل أفضل"، وجلسة " دور شباب العلماء في تحقيق التنمية المستدامة"، وجلسة "مبادرات شبابية في التنمية المستدامة".
وضم الوفد الفلسطيني الذي ترأسه محمود عطايا من مكتب رئيس الوزراء، عزمي لطفي من وزارة الاقتصاد، ومصطفى خواجا من الجهاز المركزي للإحصاء، وأيمن صوالحة من وزارة التنمية الاجتماعية، ونيبال خليل من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والمستشار تامر الطيب من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها