بيان صادر عن مفوضية الاعلام والثقافة لحركة فتح – لبنان
فتح ميديا - لبنان
لليوم السابع عشر يواصل أبطالنا الأسرى إعتصامهم عن الطعام بإرادة وطنية لا تلين، وبوعي نضالي مميَّز يحسن إدارة الصراع ضد السجَّان والجلاد، وضد العقلية العنصرية التي تحرِّك نزعات الحقد والكراهية والاجرام ضد الانسان الفلسطيني صاحب الأرض والحق. إنَّ ما تشهده السجون والمعتقلات الاسرائيلية من أَشكال وفنون التعذيب الجسدي والنفسي على اختلافها، إضافة إلى السجن الانفرادي ولعدة سنوات، وحرمان الأهالي من زيارة أبنائهم لشهور، والبعض لسنوات في إطار سياسة انتقامية من حقوق الانسان كإنسان أباً كان أو أماً، أخاً كان أو إبناً، وقد زاد الطين بلة أن إدارة السجون فرضت على الاهل أن يزوروا أبناءهم وهم مكبَّلون ومقيدون بسلاسل من حديد، مما جعل أسرانا يرفضون هذا الشكل من الزيارة.
إنَّ تعميم حالة الاعتصام عن الطعام في مختلف المعتقلات دليلٌ واضح على حجم المعاناة من جهة، ومن جهة أخرى دليل على وحدة الموقف، ووحدة البرنامج بما يتعلق بمواجهة الاحتلال وأدواته الاجرامية، واجراءاته التعسفية.
إنَّ حالة الالتفاف الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده حول موضوع الأسرى، ودعم صمودهم، ونقل رسالتهم بوضوح وقوة إلى كافة الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية مباشرة بحماية حقوق الانسان، هذا كلُّه جسَّد نقلة نوعية على المستوى السياسي الفلسطيني في التعاطي مع قضية أساسية أصبحت من الثوابت الوطنية الفلسطينية، وأصبحت محطَّ اهتمام الجميع وخاصة الرئيس ابو مازن الذي اكد في خطابه التاريخي في الامم المتحدة على ضرورة الافراج عن الأسرى لأنهم أُسروا وهم يقاتلون من أجل الحرية والاستقلال.
إنَّ شعبنا الفلسطيني في لبنان يثمِّن عالياً حالة الصمود التاريخية لدى الاسرى في اعتصامهم الحالي وتحديهم لكافة الضغوطات التي تُمارَس عليهم، كما نقدِّر ونجلُّ التحركات الشعبية اليومية التضامنية مع الأسرى والتي عاشتها مختلف محافظات الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخارج الوطن في الشتات، ونحن ندعو إلى تفعيل هذه التحركات كي نشدد الخناق حول العنق الاسرائيلي.
إننا نثمِّن الصفقة الأخيرة التي تمت مع الاحتلال الاسرائيلي، والتي ستؤدي إلى الإِفراج عن ألف أسير وسبع وعشرين أسيرة على دفعتين، ونعتبر هذا الانجاز إنجازاً وطنياً مميَّزاً سَيُدخل الفرحة والسعادة إلى قلوب المئات من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين ينتظرون حريةَ أبنائهم. وفي المستقبل القريب سنجد الأسرى المحررين جنوداً في عملية التحرير.
إنَّ اعتصام الاسرى المتواصل والمتصاعد رغم ما قاد إليه من معاناة وألم وتدهور في الاوضاع الصحية لدى الاسرى إلاَّ أنه في الوقت ذاته سيساعد على توحيد الصف الفلسطيني، وعلى إنجاز المصالحة الفلسطينية، وعلى تعزيز التوجهات السياسية في مختلف المجالات الفلسطينية والعربية والدولية.
أسرانا البواسل سيفرضون شروطهم على جلاَّدهم من خلال الصمود، والجوع، والألم.
إننا ومن خلال متابعتنا اليومية لهذه المعركة، معركة الإرادات الوطنية، نقدِّر عالياً الجهود اليومية التي تقوم بها وزارة شؤون الأسرى، وأيضاً المتابعة التفصيلية من قبل نادي الأسير الفلسطيني في مختلف المدن الفلسطينية. وهذا ما شكل حالة شعبية مميَّزة متضامنة مع الأسرى وحقوقهم في الحرية.
مفوضية الاعلام والثقافة لحركة فتح – لبنان
13/10/2011
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها