تقرير: زهران معالي
تشير تقارير إحصائية إلى أن استهلاك الضفة الغربية من السماد العضوي الـ"كومبوست"، بلغ مليونا و53 ألف و633 كيسا (سعة 25 لتر) سنويا، تشكل نسبة المنتج محليا منها 20% فقط، وتستورد البقية من إسرائيل.
تلك الاحصاءات دفعت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) لتنفيذ أربعة مشاريع لتصنيع "الكومبوست"، مناصفة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بتكلفة إجمالية بلغت 920 ألف يورو، ضمن مشروع تخضير الاقتصاد الفلسطيني الممول من الاتحاد الأوروبي، وبرنامج "منظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية – دعم مؤسسات المجتمع المدني في فلسطين/ التنمية الاقتصادية".
في بلدة بيتا جنوب نابلس، جرى توقيع اتفاقية لتأسيس إحدى تلك المشاريع، والذي يعتبره القائمون عليه، الأكبر في الضفة الغربية، بين البلدية والاغاثة الزراعية، بتكلفة إجمالية بلغت 220 ألف يورو، تساهم البلدية بـ70 ألف يورو منها.
وأوضح مدير الدائرة الهندسية في البلدية نبيل حمدان أن المشروع سيقام على مساحة ثلاثة دونمات في البلدة، حيث يجري تجهيز المخططات اللازمة وجداول الكميات من قبل مكتب استشاري، ومن المتوقع أن ينتهي العمل بالمشروع في شهر حزيران 2020.
ويأتي المشروع ضمن خطط بلدية بيتا التطويرية والتنموية لإيجاد حلول لمشاكل بيئية ناتجة عن مخلفات سوق الخضار المركزي في البلدة، والذي ينتج مخلفات بين 7-10 أطنان يوميا، إضافة إلى مزارع أبقار تنتج 16 طن شهريا روثا، وفق حمدان.
ونوه إلى أن المشروع كذلك يسعى إلى تجربة فصل النفايات العضوية من 300-400 منزل في البلدة عبر نظام خاص، يتمثل بتوزيع حاويات مخصصة لذلك الغرض، إضافة إلى استخدام النفايات العضوية الناتجة من مصنع تدوير النفايات القريب بالمنطقة الذي انشأته بلدية بيتا بالتعاون مع القطاع الخاص.
وأكد أن "المشروع سيتيح المجال لفرص عمل جديدة من أيدي عاملة وفنيين".
وأشار منسق المشروع هيثم زغير من الإغاثة الزراعية، إلى أن من المتوقع أن ينتج "كومبوست بيتا" 3000-4000 طن سنويا من السماد العضوي، وأن عمره الزمني سيدوم لفترة لا تقل عن 25 عاما.
وأضاف أن الهدف الخاص من مشاريع "الكومبوست"، تعزيز قدرات المنشآت الأربعة التي تعمل في مجال تصنيعه مع مستويات مختلفة من الخبرة والإنتاج والحصة السوقية، عبر تشكيل ائتلاف تصنيع "كومبوست" موحد، بمنتجات ذات قدرة تنافسية عالية وبعلاقات عمل مستدامة بحيث يهدف هذا التحالف إلى أن يتحول إلى شركة "كومبوست" فلسطينية في المستقبل.
وتكمن أهمية المشروع بأبعاده الزراعية والبيئية والاقتصادية، حيث يقوم على فكرة الاستفادة من المخلفات الحيوانية والزراعية والنفايات العضوية المستخلصة من النفايات الصلبة، الأمر الذي يقلل من كمية النفايات والمخلفات المرسلة إلى مكبات النفايات ويقلل من تلوث البيئة، خاصة وأن أغلب أصحاب المزارع يلقون نفاياتهم في الطبيعة، ما يؤدي إلى تلوث البيئة والهواء والماء، وفق زغير.
من جانبه، أكد رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي أن إقامة مشروع "كومبوست" إضافة لمشروعي إنتاج الطاقة الشمسية وتدوير النفايات، يهدف للحفاظ على أراضي البلدة في المنطقة المنوي إقامة المشروع فيها، كونها منطقة مهددة بالمصادرة، وسيسهم في تعزيز صمود المواطنين من خلال إعادة أحياءها وصد خطر الاستيطان فيها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها