لا نُضيفُ جَديدًا حينَ نقولُ للمرّةِ الألفِ أنَّ فلسطينَ لا تستطيعُ الاستمرارَ في صُمودِها إلّا بوجودِ موقفٍ عربيٍّ داعمٍ ومُسانِدٍ لها. نحنُ لا نتحدّثُ هنا فقط عن العلاقةِ مع الشعوبِ العربيةِ، وإنَّما نتحدثُ أيضًا عن العلاقةِ بالدّولِ العربيةِ بشكلٍ ثنائيّ أو ضِمْنَ إطارِ جامعةِ الدولِ العربية، مُنطلِقين منْ قناعتِنا أنَّ فلسطينَ ما زالتْ قضيّةَ العربِ، وأنّ دعمَ شعبِ فلسطينَ مسؤوليةٌ عربيةٌ جماعيةٌ وفرديةٌ، وأنّها في الوقتِ ذاتِهِ فوقَ الخلافاتِ العربيةِ والمَحاورِ والصراعاتِ الثانويّة.
لقد فشلَ حلفُ ترامب-نتانياهو ومعهُ بعضُ المطَبّعينَ في تأليبِ الرأي العامِّ الداخليِّ الفلسطينيّ ضدَّ موقفِ القيادةِ الفلسطينيّةِ الرافضِ لصفقةِ القرنِ. من هنا جاءَ الانتقالُ إلى محاولاتِ الإساءةِ لعلاقاتِنا العربيةِ والتركيزُ على ظواهرَ ثانويةٍ لا تمثِّلُ إلّا نفسَها، ومحاولةُ النفخِ فيها كي تُصبِحَ شُغلَنا الشاغلَ وتستنزفَ جهدَنا منْ خلالِ التفرّغِ لسجالٍ عقيمٍ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ مع أشخاصٍ وهميينَ في أغلبِ الأحيانِ.
يجبُ التوقُّفُ عن الإساءةِ إلى شعبٍ أو حاكمٍ بسببِ ممارسةٍ أو موقفٍ لهذا المرتدّ أو ذاكَ، فالمملكة العربيةُ السعوديةُ وشعبُها أكبرُ من مارقٍ دخَلَ القُدسَ تحتَ حمايةِ المحتلِّ، وعلاقتُنا بلبنانَ الشقيقِ وشعبِهِ أكبرُ من قرارٍ اتخذهُ وزيرٌ حاقدٌ جاهلٌ متنكِّرٌ لدَورِ الفلسطينيّينَ بحمايةِ لبنانَ والحفاظِ على استقلالهِ والمساهمةِ في تطوّرهِ في كافّةِ المجالات.
نختلفُ مع إخوتِنا العربِ في بعضِ المواقفِ لكنّنا لنْ نسمحَ بأنْ يكونَ الاختلافُ سببًا للقطيعةِ أو اختلاقِ تناقضاتٍ لا أساسَ لها، ولنْ نسمحَ لأعدائنا أنْ يقيموا حاجزًا من الكراهيةِ بينَ فلسطينَ وأشقّائها.
فلسطين تعتزُّ بعُمقِها القوميّ، وشعبُ فلسطينَ فخورٌ بكَونِهِ جزءًا من نسيجِ الأمّةِ العربيةِ، وليسَ منّا مَنْ يتخلَّى عن انتمائهِ لهذهِ الأمّةِ.
٣٠-٧-٢٠١٩
رسالة اليوم
رسالة حركية يومية من إعداد أمين سر حركة "فتح" - إقليم بولندا د.خليل نزّال.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان