قال رئيس الوزراء محمد اشتية "بعد أيام ستعقد ورشة المنامة، نؤكد أنها هزيلة التمثيل، ساذجة البرنامج، مخرجاتها عقيمة، ونحن لن نشارك وعدم ذهابنا سيسقط الشرعية عنها التي ستولد ميتة، من يريد مساعدتنا لا يحاصرنا، ويوقف التمويل عن مستشفيات القدس، وأهلنا في المخيمات".
جاء ذلك خلال وضعه حجر الأساس لرابط المياه والطاقة في الشمال، اليوم الخميس، في مدينة طوباس، بحضور محافظي طوباس والاغوار يونس العاص، وجنين اكرم رجوب، والقنصل الفرنسي العام في القدس بيير كوشارد، ونائب ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين توماس نيكلسون، وعدد من الوزراء ومؤسسات وفعاليات طوباس وجنين.
وأضاف رئيس الوزراء: "يأتي هذا المشروع الهام في طوباس، ليس لأنها بحاجة لهذا المشروع فقط، ولكن لأنها خط الدفاع الأول عن جبهتنا الشرقية، المطلة على الأغوار، هذا الامتداد والتواصل الجغرافي بما تمثله طوباس، التي تبلغ مساحتها 410 كم مربع، مع الاغوار كسلة خضار لفلسطين على مر التاريخ".
وتابع: "هذا المشروع يأتي في صلب استراتيجيتنا الرامية الى فك التدريجي للارتباط مع العلاقة الكولونيالية التي فرضها علينا واقع الاحتلال، وبناء اقتصاد قوي يمثل رافعة للسياسة، ويأتي في إطار خلق تنمية متوازية ومتوازنة بين مختلف المحافظات".
وأشار اشتية إلى أن اسرائيل تسرق ماءنا مثلما تسرق ارضنا، فالموازنة المائية في الضفة وقطاع غزة والتي تصل الى 800 مليون متر مكعب، تسرق منها اسرائيل 600 مليون متر مكعب، ويبقى لنا 120 مليون متر مكعب يبيعونها لنا، وبناء عليه سنذهب إلى الحصاد المائي، وأحث وادعو الجميع إلى حفر الآبار والتقاط الماء، ويكون في كل بيت خزان مياه".
واستدرك رئيس الوزراء: "اطلعنا على احتياجات محافظة طوباس وسوف نلبيها، وهي قيد الدراسة بكامل تفاصيلها، وبناء عليه هذا المشروع عنوان الشراكة، لأننا نريد الاستثمار في البنية التحتية، والمؤسساتية، والأوروبيون والفرنسيون هم شركاؤنا نحو إنهاء الاحتلال، واقامة دولتنا المستقلة، وسنبقى أوفياء لأهلنا في الأغوار، وسنوفر لصمودهم كل ما نستطيع، وإحدى جلسات الحكومة القادمة ستكون في الغور".
من جهته، أشار محافظ طوباس يونس العاصي خلال كلمته إلى أن هذا المشروع يعتبر الأول من نوعه في فلسطين، وتتم إدارته من المجالس المحلية، ومجالس الخدمات للمياه والصرف الصحي، بإشراف سلطتي المياه والطاقة، بما يحافظ على ديمومة خدمات المياه والطاقة، وإنتاج الطاقة النظيفة من الخلايا الشمسية وتوربينات الهواء.
ونوه إلى أن توربينات الهواء التي سيتم إقامتها قريبا في محافظة طوباس تعتبر أول مشروع لتوليد الطاقة من الرياح في فلسطين ككل، وهذا المشروع تكلل بالنجاح بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن هذه المشاريع تمثل بداية تحقيق الاستقلالية الفلسطينية في مجال الطاقة، كما تعمل على فتح آفاق الاستثمار العام والخاص في محافظتي طوباس وجنين، مضيفا ان المشروع يتناغم مع التوجه العالمي للطاقة النظيفة لما لها من أثر إيجابي في الحفاظ على البيئة.
وأكد أن مشروع ربط المياه والطاقة في الشمال سيكون له دور كبير وملحوظ في تحسين خدمات المياه والصرف الصحي، وتطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة.
من ناحيته، قال رئيس سلطة المياه مازن غنيم إن المشروع يعتبر أول مشروع ريادي يربط بين قطاعي المياه والطاقة في فلسطين، ويعد واحدا من أضخم المشاريع وأهمها على مستوى الوطن، نظرا لحجم الحاجة وأبعاده الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن ديمومة المشاريع تتوقف على توفر المصادر اللازمة، ومنها بشكل أساسي الطاقة المشغلة.
وأضاف أن هذا المشروع يشكل البداية المهمة في المشاريع المستقبلية، وتوجيه الدعم باتجاه الاستثمار في المشاريع القائمة على استغلال الطاقة النظيفة.
ويشمل المشروع إنشاء نظام توليد للطاقة المتجددة باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قادرة على تغطية 80% من احتياجاته، وتقليل الاعتماد على الجانب الاسرائيلي في توفير الكهرباء للمشاريع الحيوية.
بدوره، قال القنصل الفرنسي العام بالقدس بيير كوشارد إن هذا النوع من المشاريع يبعث على السعادة، وأنها تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح.
وأضاف أن هذا المشروع مبادرة حاسمة من شأنها أن تسهم في إقرار حق الشعب الفلسطيني في المياه، مؤكداً التزام فرنسا والاتحاد الأوروبي الدائم بتنفيذ إصلاحات بقطاع المياه في فلسطين.
من جانبه، قال نائب ممثل الاتحاد الأوروبي توماس نيكولاس إن حجم المشاريع التي مولها الاتحاد في قطاع المياه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة وصل إلى أكثر من 100 مليون يورو.
وأوضح: "اننا هنا لندعم الحق في المياه، فهي حق للفلسطينيين كالكرامة والحرية، واخترنا أن نكون مع الحق، واخترنا أن نكون مع الفلسطينيين في طريقهم الطويل حتى نصل الى دولة فلسطينية مستقلة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها