كشفت القناة الإسرائيلية "حداشوت 13"، مساء أمس الاثنين، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو الذي بادر بنفسه إلى الحملة التي تم بموجبها نصب كاميرات تصوير خفية في صناديق الاقتراع في البلدات العربية في يوم الانتخابات، التاسع من الشهر الجاري.
وبحسب المصادر فإن نتنياهو أعلن في أول جلسة لطاقم الليكود الانتخابي أنه سيتولى رعاية هذه الحملة، بزعم "الحفاظ على نزاهة الانتخابات"، والتي تولى تنظيمها مركز "كيزلر عينبار" للعلاقات العامة.
وشملت الحملة زرع 1200 كاميرا وأجهزة تسجيل في صناديق الاقتراع، كما شملت توظيف 40 مركّز عناقيد، و 10 طواقم من القوى الأمنية المساعدة، و33 يوما من الإرشاد. كما تم تعيين 5 ضباط ألوية كمسؤولين عن الحملة، يكون كل واحد منهم مسؤولاً عن عدد من المركّزين، وكل مركّز مسؤول عن 30 مندوبًا في الصناديق.
وتبيَّن أيضًا أن وزير الهجرة والاستيعاب، يوآف غالانت،كان المسؤول الميداني عن الحملة.
ونقل عن مصادر في الليكود زعمها أنهم "منعوا سرقة الانتخابات، وعززوا الديمقراطية"، وأنهم ينوون سن "قانون الكاميرات" في الكنيست القادمة، حيث يتم نصب كاميرا في كل صندوق.
يشار إلى أن مركز "عدالة" قد طالب بفتح تحقيق جنائي حول الانتهاكات التي حصلت بواسطة أنصار الليكود في مراكز الاقتراع بالبلدات العربية، ومن ضمنها وضع كاميرات مراقبة سرية، وذلك في رسالة بعثها المركز الحقوقي للمستشار القضائي للحكومة والمدعي العام الإسرائيلي والشرطة.
وجاء في رسالة عدالة أن المركز الحقوقي يطالب بالشروع في تحقيق جنائي بموجب البندين (119 أ - 1و119 أ - 3) في قانون الانتخابات لفحص تشويشات على العملية الانتخابية، بما في ذلك تضيقات وتشويشات على الناخبين، ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم بواسطة التعدي على الخصوصية بما يضر بالتصويت الديمقراطي في العملية الانتخابية.
وأوضح "عدالة" أن قانون الانتخابات ينص على أن التشويش على التنظيم السليم للعملية الانتخابية ومنع أو التشويش على أحد الناخبين خلال عملية الاقتراع يعد مخالفة جنائية.
وعلى صلة، أكد المحاضر في كلية الحقوق في جامعة تل أبيب، البروفيسور ميخائيل بيرنهاك، أن إدخال أعضاء في صناديق الاقتراع ينتمون لحزب الليكود كاميرات إلى الصناديق في المدن والبلدات العربية، في يوم انتخابات الكنيست، هو أمر "مرفوض من أساسه، ويشكل مسا واضحا بنزاهة الانتخابات. وثمَّة مكان لتحقيق شرطي ضد المسؤولين عن إدخال هذه الكاميرات".
ولفت بيرنهاك إلى أن "منطقة صندوق الاقتراع هو حيّز يجري فيه نشاط عام بارز، ولكن توجد فيه خصوصية... وتصوير نشطاء الليكود داخل صناديق الاقتراع في البلدات العربية جرى في المنطقة العلنية (أو المفتوحة)، التي يتواجد فيها أعضاء لجنة صندوق الاقتراع. وبالإمكان رؤية ما يجري هناك من مدخل غرفة التصويت. وفي هذه الحالة، ورغم أنه لم يكن هناك مسا بسرية التصويت نفسه، لكن جرى المس بنزاهة الانتخابات، لأن ما كان ينبغي أن تكون منطقة معقمة، من دون دعاية ومن دون محادثات، قد تلوثت".
وأوضح الخبير القانوني أن وجود "كاميرا في صندوق الاقتراع، مثل وجود كاميرا في أي مكان آخر، تغير توازن القوى. ولذلك، كانت التقارير حول نصب كاميرات خفية كافيا من أجل ردع ناخبين. وعندما يتم نصب الكاميرات في صناديق اقتراع في بلدات عربية فقط، تكون الرسالة واضحة: أنتم تحت المراقبة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها