بحث قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، في العاصمة الروسية موسكو مساء اليوم الخميس، مع رئيس مجلس شورى المفتين ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية روسيا الاتحادية الشيخ راوي عين الدين، القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، وما تعانيه جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي بمحاصرتها ومنع المسلمين من حرية الوصول اليها.

ووضع الهباش، المفتي عين الدين، بصورة الأوضاع في المدينة المقدسة وخاصة الحرم القدسي الشريف جراء الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال والذي يحول دون حرية وصول أبناء شعبنا بشكل خاص والمسلمين بشكل عام الى المسجد الأقصى المبارك وأداء الصلاة فيه في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة "وان الحرم القدسي الشريف هو تراث إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين فيه".

وقال، خلال اللقاء، إن القدس مدينة السلام، يجب أن يعيش أهلها بأمن وسلام أسوة ببقية شعوب العالم عبر إنهاء هذا الاحتلال الظالم والجاثم على أرضنا وقدسنا ويمنعنا من الوصول الى مسجدنا الذي لن يكون يوما الا مسجدا إسلاميا فقط.

ودعا الهباش، مسلمي روسيا لدعم القدس وصمود أهلها في مواجهة السياسات الاسرائيلية، وحثهم على زيارة المسجد الأقصى المبارك، والصلاة في حرمه الشريف، وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني وقيادته لمواجهة الممارسات الاسرائيلية في القدس، وفي مطلعها تهويد القدس وبناء مستوطنات فيها والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً وسواها.

واتفق الجانبان على بذل المزيد من الجهود والتعاون في نشر رسالة الاسلام السمحة القائمة على المحبة والسلام والإنسانية والتي تحمل الخير لكل البشرية وترفض الظلم والاستبداد والتطرف والغلو، مؤكدين أن الاسلام المعتدل يستجيب لسياسة دولة فلسطين وجمهورية روسيا، داعين المجتمع الدولي لتوحيد الجهود لمكافحة (الارهاب) الدولي والذي ترفضه وتبغضه كل الديانات السماوية.

كما اتفق الجانبان على مجموعة من الخطوات والفعاليات المشتركة لتعزيز الوعي الإسلامي حول مدينة القدس والتأكيد لدى الأجيال الناشئة في العالم الإسلامي على أهمية المدينة المقدسة والحرم القدسي الشريف في العقيدة الإسلامية، مؤكدين انه يقع على عاتق المسلمين كافة القيام بالواجب تجاه القدس والمسجد الاقصى المبارك من خلال شد الرحال إلى القدس والمسجد الاقصى في كل زمان ومن كل مكان، وعلى المسلمين ايضا واجب الحفاظ على وجودِ المسجد الاقصى وحمايته وصيانته وتوفير مقومات البقاء والقوة له ولأهله المرابطين فيه مادياً ومعنوياً.